زعماء: استفتاء أكراد العراق قد يعزز موقف أكراد سوريا
قال زعماء أكراد سوريا يوم الأربعاء إن تصويت أكراد العراق بالموافقة على الاستقلال في الاستفتاء الذي جرى مؤخرا قد يدعم أكراد سوريا إذا ضغطوا على حكومة دمشق للتفاوض من أجل الحصول على حكم ذاتي.
وقالت السياسية الكردية البارزة إلهام أحمد لرويترز إن مسؤولين من المناطق التي يقودها الأكراد في سوريا اجتمعوا بالفعل مع حكومة دمشق مرتين لكن الحوار الذي توسطت فيه روسيا لم يسفر عن شيء.
وتعارض دمشق خطط الحكم الذاتي التي اكتسبت قوة زخم خلال الصراع السوري المستمر منذ أكثر من ستة أعوام. لكن وزير الخارجية وليد المعلم قال هذا الأسبوع إن الحكومة مستعدة للمحادثات مع الأكراد بعد أن تنتهي الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وقالت إلهام أحمد ”التأثيرات إذا راح تكون مثل تصريحات المعلم راح تكون إيجابية“ .
وأضافت أن الاستفتاء الذي أجرى يوم الاثنين في كردستان العراق قد يدفع السلطات الكردية هناك إلى فتح طرق مع المناطق المستقلة التي أقامها أكراد سوريا وحلفاؤهم في شمال سوريا.
وأجرى أكراد العراق استفتاءهم في تحد لحليفتهم الولايات المتحدة ولحكومة بغداد وللجارتين تركيا وإيران. وجاءت نسبة الموافقة على الانفصال عن العراق بأغلبية كاسحة لكن الاستفتاء ليس ملزما.
ويقول زعماء الأكراد عبر الحدود في سوريا إنهم لا يرغبون في الانفصال. وكانت وحدات حماية الشعب الكردية وحلفاؤها أقامت مقاطعات في الشمال منذ 2011. وسيطرت الوحدات على أراض واسعة من تنظيم الدولة الإسلامية بمساعدة الولايات المتحدة رغم معارضة واشنطن لخططهم المتعلقة بالحكم الذاتي.
وتسيطر الأحزاب الكردية الرئيسية في سوريا حاليا على ربع مساحة البلاد تقريبا وتمثل وحدات حماية الشعب الكردية الأساس العسكري. وتقول الأحزاب إنها تسعى للحصول على حكم ذاتي في إطار دولة سورية لا مركزية.
وتعهد الرئيس السوري بشار الأسد باستعادة كل شبر من الأراضي بعد أن تمكن الجيش السوري بمساعدة روسيا وإيران من انتزاع السيطرة على أراض من مسلحي المعارضة والمتشددين .
وقالت إلهام أحمد ”وجهنا رسائل عن طريق بيانات وتصريحات إنو نحنا جاهزين للتفاوض..خبرنا الروس إنو لازم يقنعوا النظام (الحكومة) بالتفاوض “ .
وأضافت أنه خلال الاجتماعين ”ما أبدوا جدية“ فيما يتعلق بإجراء محادثات بشأن مستقبل مناطق الحكم الذاتي ولطلب إقامة نظام اتحادي لسوريا. وتابعت أن الحكم الذاتي لا يعني الانفصال.
* توتر
وقالت سياسية كردية أخرى بارزة تدعى فوزة يوسف إن استفتاء أكراد العراق ربما ساهم في أن تتخذ دمشق نهجا أكثر توافقا تجاه الأكراد في سوريا.
وتابعت ”هاي خطوة إيجابية ونضالنا خلال هالست سنين...النجاحات العسكرية وكمان الظروف الموضوعية في المنطقة كلها بتفرض التوافق على الحكومة السورية“.
وقالت فوزة يوسف إن الأكراد في شمال سوريا يدعمون حق أكراد العراق في تقرير مصيرهم لكنهم لا يتطلعون للسير على نهجهم وإجراء استفتاء مثل الذي أجري هذا الأسبوع.
وقالت ”الواقع بسوريا وبالعراق يختلفو مو زي الشيء... إذا تم إقصاء الشعب الكردي وتجريده من حقوقه السياسية والثقافية.. هذا الإقصاء والتهميش مع الزمن راح طبعاً يؤدي إلى الانقسام والانفصال“.
والمرأتان عضوان بارزان في السلطات التي يقودها الأكراد والتي تدير مناطق في شمال سوريا.
ولم تقع في الأغلب مواجهات بين دمشق ووحدات حماية الشعب خلال الحرب. لكن التوترات زادت فيما يتسابق الطرفان وحلفاؤهما للسيطرة على محافظة دير الزور في شرق البلاد. وتحارب وحدات حماية الشعب تنظيم الدولة الإسلامية في إطار تحالف تدعمه واشنطن يحمل اسم قوات سوريا الديمقراطية ويضم مقاتلين عربا وآخرين.
وتقول إلهام أحمد التي تشارك في رئاسة الجناح السياسي للقوة إن الأراضي التي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية حتى الآن في دير الزور تنتج الحبوب وهي ممر للواردات إلى سوريا.
وقالت ”إذا بدهم (كانوا يريدون) يستمروا بأسلوب التهديد وكذا يعني ما راح يستفاد من هالشيء (هذا الشيء). لكن إذا بيفهموا إن الحوار أصح ولابد يتحاور لحتى يحل القضية بيكون هذا الموقف أصح“.
لكنها تقول إن التوترات في شرق سوريا قد تؤدي إلى تحول موقف الحكومة لأن دمشق قد تشعر بالقلق من فتح جبهة قتال جديدة.