اخبار العراق الان

ترشح المالكي لرئاسته يثير خلافات حادة داخل التحالف الوطني الحاكم وخارجه

ترشح المالكي لرئاسته يثير خلافات حادة داخل التحالف الوطني الحاكم وخارجه
ترشح المالكي لرئاسته يثير خلافات حادة داخل التحالف الوطني الحاكم وخارجه

2017-10-08 00:00:00 - المصدر: باسنيوز


البعض يعتبر توليه لها بمثابة رصاصة الرحمة على التحالف...

  ثارت خلافات عميقة بين مكونات التحالف الوطني الشيعي بعد ترشح نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي لتولي رئاسة التحالف الوطني ، وهو ما رفضته أوساط فاعلة في التحالف الذي يضم اهم الأحزاب والتكتلات الشيعية.

وذكر بيان لمكتب المالكي أن ائتلاف دولة القانون رشح المالكي لرئاسة التحالف الوطني، بدلاً من عمار الحكيم للدورة المقبلة، بالأغلبية، وهو حسب استحقاق كتلة دولة القانون داخل التحالف الوطني.

وأطلق هذا الترشيح عاصفة من الانتقادات الحادة لدولة القانون من كتل التحالف نفسه، التي رفضت ترشيح المالكي لهذا المنصب، في ظل أجواء مرتبكة يعيشها العراق.

رفض شيعي واسع

تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم،رفض ترشح المالكي لرئاسة التحالف للدورة المقبلة، حيث أشار القيادي في التيار محمد اللكاش إلى أن ترشيح المالكي في الوقت الراهن سيخلق أزمة سياسية داخل قادة التحالف.

وأضاف في تصريح له أن على المرشح لمنصب رئيس التحالف أن يكون متفرغاً للعمل السياسي ، وليس لديه أي ارتباطات أخرى، فضلاً عن عدم مقبولية المالكي لدى قادة الكتل في التحالف الوطني، وإصرار البعض على اختيار المالكي هو بمثابة إطلاق رصاصة الرحمة على التحالف وإدخاله في أزمة جديدة.

كما أكد القيادي في تيار الحكمة حبيب الطرفي أن آلية ومعايير الترشيح لمنصب رئيس التحالف الوطني، تمنع المالكي من تسلم رئاسة التحالف ، داعياً كتلة المالكي إلى احترام تلك المعايير.

وقال الطرفي في تصريح ، إن رئيس ائتلاف دولة القانون لايحق له تولي رئاسة التحالف لكونه ينتمي الى كتلة الدعوة التي ينتمي اليها رئيس الوزراء حيدر العبادي .  وهو ما نص عليه النظام الداخلي للتحالف الذي يمنع أن يكون رئيس التحالف من نفس كتلة رئيس الوزراء نفس الوقت .

وترى القيادات السياسية الشيعية أن المالكي تسبب بالكثير من الأزمات للبلاد، ففي عهديه بدأت الأزمة بين الحكومة المركزية وإقليم كوردستان وما تبعها من تداعيات، فضلاً عن تسببه بسقوط مدينة الموصل بيد تنظيم داعش بسبب سياساته الخاطئة، وما تبع احتلال داعش لمدينة الموصل من دمار وخراب في العديد من المدن العراقية الاخرى ، وحاجة تلك المدن إلى آلاف التضحيات لتحريرها من داعش .

التيار الصدري يدخل على خط الرافضين   

واستغرب النائب عن كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري عبد العزيز الظالمي من ترشيح المالكي لمنصب رئاسة التحالف، مضيفاً كأنه لا توجد زعامات داخل حزب الدعوة غيره.

وأضاف الظالمي في تصريح له إن المرحلة التي يمر بها العراق تحتاج إلى شخصية توافقية، فيما رجح انسحاب بعض مكونات التحالف الوطني ، في حال اختيار المالكي رئيسا له.

ورغم أن التيار الصدري خارج التحالف الوطني إلا أنه عبّر عن رفضه لتولي المالكي رئاسة التحالف، حيث يرى التيار أن المالكي يتبنى مواقف متشددة ضد إقليم كوردستان، في ظل الأزمة الحالية، وهو ما يقوّض المساعي الرامية لبدء حوار بين الجانبين لحل الملفات العالقة ، على أسس الحوار والتفاهمات.

ويرى مراقبون أن المالكي يسعى من خلال رئاسة التحالف الوطني إلى الضغط على رئيس الوزراء حيدر العبادي لتشديد الإجراءات ضد إقليم كوردستان، بالتعاون مع إيران ، خاصةً وأن الأخيرة تبنت موقفاً رافضاَ لاستفتاء الاستقلال، فهي اليوم تسعى من خلال حليفها الأبرز في العراق للضغط باتجاه مزيد من العقوبات ضد الإقليم.

رفض كوردي

من جهتها ، ابدت النائبة عن كتلة الحزب الديمقراطي الكوردستاني أشواق جاف عدم ترحيب  بتولي المالكي رئاسة التحالف الوطني ، قائلة "أمر كهذا لا يحمل بشائر خير"مضيفةً أن " المالكي  حتى الفترة التي كان فيها خارج منصب رئيس التحالف الوطني كان لديه تأثيرعلى قرارات التحالف من خلف الستار، خاصة القرارات المعادية للكورد وإقليم كوردستان".

وأضافت جاف ، في تصريح لـ(باسنيوز) أن " العلاقة مع التحالف الوطني برئاسة الحكيم كانت أفضل، حيث انتهج خطاباً معتدلاً وحاول تحسين العلاقات بين التحالف وبقية الأطراف السياسية" .

وتابعت لدينا تجربة مع المالكي عندما كان رئيساً للحكومة فهو لم يكتفِ بتعقيد العلاقات مع المكونات الأخرى، بل حتى مع الدول الاقليمية والعالم أيضاً.

حامل راية الاقتتال الطائفي

ويثير هذا التطور حفيظة المواطنين العراقيين الذين اكتووا بنار الطائفية في البلاد على مدى سنوات من حكم المالكي ، فهم يرون أن الطائفية ترسخت في العراق، خلال تلك السنوات وأن الشرخ تعمق بين مكوناته الطائفية، كما لم يحصل من قبل .

وهو ما أكدته النائبة المعروفة بتصريحاتها العنصرية والطائفية عواطف نعمة ،التي اعتبرت ان ترؤس المالكي للتحالف سيسهم في حل الكثير من مشاكل البلد كما سيتخذ قرارات "رادعة" ضد إقليم كوردستان.

وأضافت أن رئيس الوزراء حيدر العبادي ملزم بقرارات التحالف الوطني، والمالكي شخصية قوية قادرة على حسم الخلافات السياسية وستكون قرارات التحالف مختلفة عن الرئاسة السابقة ، وفق قولها .

ويرى المحلل السياسي أحمد العبيدي أن موقف الكثير من الكتل السياسة المنضوية في التحالف الوطني وخاصة التيار الصدري واضحة جداً بسبب سياسة المالكي تجاه الجمهور الشيعي، وهو ما تسبب بشقٍ كبير داخل المكون الواحد.

وأضاف العبيدي في تصريح لـ(باسنيوز) أن الموقف الشيعي الرافض يأتي كذلك من موقف المرجعية الدينية الشيعية التي تؤكد أهمية اختيار شخصية تتمتع بالمقبولة لدى الجميع ، والمالكي بتقديري هو رجل أخطأ وأعتقد أنه بتسلمه رئاسة التحالف الوطني قد يغير من استراتيجيته ورؤيته.

وتابع، أن التحالف الوطني يتجه لمزيد من الانشقاقات بسبب الخلافات المحتدمة بين مكوناته، بدليل تشظي وانشقاق عمار الحكيم عن كبار القادة الشيعة وتشكيله تياراً مستقلاً.

ويكشف هذا الرفض الواسع من مختلف مكونات التحالف الشيعي وحتى الطبقات الشعبية عدم مقبولية المالكي من كل الأطراف وكأنه أصبح منبوذاً داخل التحالف الوطني.

 

ترشح المالكي لرئاسته يثير خلافات حادة داخل التحالف الوطني الحاكم وخارجه