اخبار العراق الان

عاجل
مسؤولان أمريكيان: هجومان بمسيرات وصواريخ استهدفا قوات أمريكية بالعراق‭ ‬وسوريا

إيران أساس المشکلة و ليس ترامب

إيران أساس المشکلة و ليس ترامب
إيران أساس المشکلة و ليس ترامب

2017-10-16 00:00:00 - المصدر: وكالة الحدث الاخبارية


*العلامة د.السيد محمد علي الحسيني.   بقدر ما استبشرت شعوب العالمين العربي والإسلامي بالتغيير الذي حصل في إيران في 11 شباط 1979، وسقط على إثره نظام الشاه، بقدر ما أصيبت بخيبة أمل وإحباط شديدين بعد أن اصطدمت بالنهج السياسي للنظام الجديد الذي رفع مظلة دينية فوق رأسه(نظام ولاية الفقيه)، هناك إجماع  إسلامي شيعي ـ سني على رفضها واعتبارها بدعة دخيلة على الإسلام. دغدغة مشاعر العرب والمسلمين ورفع شعارات براقة ورنانة، حيث صار هناك اعتقاد بحدوث متغيرات جذرية لصالح القضايا العربية-الإسلامية وعلى رأسها قضية فلسطين، کان من أهم ماقد بدر عن نظام ولاية الفقيه، وقد کان ذلك مدخلا من أجل خداع هذه الشعوب والتمويه عليها على أمل إيجاد منفذ لها کي تدخل منه و تجد لها مواطئ أقدام، ولاريب من أننا نرى لإيران اليوم نفوذ وهيمنة لم يثر شكوك وتوجسات المنطقة فحسب وإنما العالم کله وبشکل خاص العالم الغربي الذي له مصالح کبيرة في المنطقة، وسعت إيران  وتسعى لکي تلعب بهذه الورقة من أجل تحقيق مصالحها و أهدافها. السعي لبناء ترسانة عسکرية استثنائية إلى جانب عسکرة الشعب الإيراني وتعزيز ذلك بالبرنامج النووي الذي لم يكن موضع ترحيب من المنطقة قبل الغرب، ذلك لأن بلدان المنطقة صارت تعلم علم اليقين بأن إيران وإن رفعت شعارات ضد الغرب و إسرائيل، لکنها تقوم في الحقيقة و الواقع بتطبيقها حرفيا ضد بلدان المنطقة، وإن شعار إزالة إسرائيل و مواجهة أمريکا لم تلمس منها شعوب وبلدان المنطقة سوى تدخلات سافرة وصلت إلى حد العبث بأمنيها القومي والاجتماعي و تأسيس قوى و مجاميع سياسية و عسکرية تستخدمها کمخالب لنهش شعوب وبلدان المنطقة.   لم تذعن إيران  وتنصاع للغة الحوار و التفاوض بشأن برنامجها النووي وبصورة جادة لفترة طويلة، وکانت تسعى للإستفادة من عامل الزمن، ولکن بعد أن وصلت إلى طريق مسدود بسبب من أوضاعها الاقتصادية و السياسية والاجتماعية في أواخر عام 2014 و بدايات عام 2015، فإنها اضطرت للإنصياع للمطالب الدولية وتوقيع الاتفاق النووي کي تخرج من أزمتها التي کانت تطحن بها، لکن في الوقت الذي کان يجب فيه على إيران أن تلتزم ببنود هذا الاتفاق و تجسد تطبيقها لها على أرض الواقع، إلا أنها ظلت موضع شکوك و توجسات لأن مساعيها السرية قد استمرت بطرق مختلفة، ويضاف إلى ذلك أنها قد استفادت من الاتفاق النووي حتى تضاعف من تواجدها ونفوذها في المنطقة حتى وصلت إلى اليمن وصارت تطلق تهديدات ضد السعودية، هذا بالإضافة إلى برنامجها الصاروخي الذي رکزت عليه بصورة ملفتة للنظر، والذي ترى فيه الدول الغربية انتهاکا للإتفاق النووي. الطريق الذي سار فيه نظام ولاية الفقيه بعد الاتفاق النووي، کان تماما کما کانت دول المنطقة بشکل خاص تتوجس منه ريبة، ذلك أن هذا النظام عندما قام بتقديم  تنازل أمام الغرب بتوقيعه الاتفاق النووي و إيقافه"الشکلي"للبرنامج النووي، فإنه بادر إلى التعويض حن ذلك بتوسيع رقعة نفوذه و دوره في المنطقة و جعله أمرا واقعا، ومن المهم أن نشير هنا إلى أن هذا النظام وبعد أن قام بتأسيس جيش من الميليشيات في العراق خاضع له، عمل على قوننة وجودها أي أنه يقوم بجعل عوامل ومقومات نفوذه أمرا واقعا، وهذا يعني أن إيران تنظر أبعد بکثير ماقد يتصوره الغرب، وکأن لسان حال النفوذ الإيراني يقول وبالحرف الواحد: جئنا لنبقى إلى الأبد! الرئيس الأمريکي ترامب الذي أعطى الفرصة لإيران مرتين من أجل أن تقوم بتصحيح مسارها و نهجها الخاطئ المثير لخوف و قلق المنطقة والعالم، لکن طهران وبدلا من أن تستفيد من الفرصة و تنزع فتيل الأزمة، فإنها کانت تبادر إلى التصعيد، وإن إصرارها المتسم بالصلافة وروح التحدي الأخرق للعالم کله و ترامب خصوصا وباستمرارها في تجارب إطلاق صواريخها البالستية، يعني أنها تتصرف بنفس النهج الذي تتصرف فيه مع دول المنطقة، ويبدو أن صبر الرئيس ترامب قد نفذ مثلما نفذ بدوره صبر دول المنطقة قبله على الصلف والوقاحة الإيرانية في التطاول عليها منذ سنين. إن ماقد قيل ويقال بشأن السياسة التي يمارسها الرئيس ترامب اتجاه إيران والانتقادات و التحفظات المختلفة بشأنها،  نجد أنفسنا متحفظين بشأنه ولانراه في محله تماما، بل وإننا لانرى الشجاعة لوحدها في قرار ترامب في مواجهة الأخطبوط الإيراني في المنطقة والعالم، بل ونجد فيه الحکمة بأصدق تعابيرها، إذ لم يبادر إلى إصدار هذا القرار بين عشية وضحاها، بل إنه مارس الصبر وضبط النفس و أعطى لإيران فرصتين ثمينتين لمراجعة نفسها وسياساتها غير المتزنة والأبعد ماتکون عن العقلانية، ولذلك فإن إيران کبراقش قد جنت على نفسها، وإن الترحيب السعودي و الإماراتي بهذا القرار الشجاع و الحکيم الذي يمثل ويعبر عن رأي و موقف الشارع العربي، جاء هو الآخر بمثابة رسالة سياسية ذات مغزى لإيران، التي طالما لعبت على الکثير من الحبال من أجل النيل من بلدان المنطقة و الأضرار بمصالحها، ولازالت الفرصة أمام إيران کي تراجع نفسها مرة أخرى وتکف عن تصعيد يدفع ثمنه الشعب الإيراني، خصوصا وأن الرئيس ترامب قد انتبه إلى هذه المسألة، ونحن متيقنون من أن المرحلة القادمة ستشهد عزلا مابين النظام في إيران و بين الشعب، وهذه رسالة أخطر على النظام، من أن يسعى لفهمها واستيعابها، خصوصا وأن الشعب الإيراني يتحرق لليوم الذي ينهض فيه ولايجد لنظام ولاية الفقيه من أثر! *الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان. *المشرف العام على المكتب العربي الأوروبي للأبحاث والاستشارات السياسية.