ما بعد المباراة | نيبوشا يبني على إيجابيات الزمالك، وخطة ميدو انقلبت ضده!
تحليل | محمود عبد الرحمن | فيس بوك | تويتر
حرر نادي الزمالك نفسه من فشله في تحقيق الفوز في آخر 3 مراحل بفوز مستحق على حساب على مضيفه وادي دجلة بثلاثية دون رد، لحساب الجولة السابعة من الدوري المصري.
الزمالك | بناء على إيجابيات نيبوشا
■ بدأ الزمالك المباراة بطريقة أقرب إلى 4/1/4/1، بوجو طارق حامد على الدائرة وأقرب إلى الدفاع وأمامه الثنائي أحمد داودا وعلى الطرفين انتشر عبدالله جمعة يمينًا وأحمد مدبولي يسارًا خلف المهاجم الوحيد كابونجو كاسونجو.
■ عاب الزمالك مرة أخرى نقص الكثافة الهجومية في منطقة الجزاء، بوجود كاسونجو بمفرده أمام 3 على الأقل من دفاعات وادي دجلة، وبالتأكيد لن يستطيع اللاعب تقديم أي شيء يُذكر طالما لا يوجد من يسانده.
لعب الزمالك بات مكشوفًا للغاية بالاعتماد المطلق على الأطراف، الثنائي عبدالله جمعة وأحمد مدبولي لعبا دائمًا على الخط، وهذا لا يخدم هجوم الزمالك، أولاً لأنهما لن يسمحا عادة بتقدم مؤيد العجان ولا حازم إمام، ولا مساندة كاسونجو.
لذلك كان يجب على عبدالله جمعة ومدبولي محاولة الدخول للعمق أكثر، وهنا سيكون للزمالك زيادة عددية في منطقة الـ18، وسيكون لديهم فرص للتصويب أو ما إلى ذلك، لكن وجودهما دائمًا على الخط يجعل كل الحلول مقتصرة على المرور واستخدام المهارات الفردية، الأمر نفسه بالنسبة لمدبولي، كان عليه أن يكون أقرب لكاسونجو.
■ إن سألت أي متابع للزمالك عن الميزة الأهم في الفريق مع المدرب نيبوشا، سيقول بالطبع قدرته على استعادة الكرة مرة أخرى، الزمالك لا يحتاج للكثير من الوقت لاستعادة السيطرة، بفضل الضغط القوي وعدم منح حامل الكرة من المنافس الكثير من الخيارات أو حرية التمرير والخروج بالكرة بأريحية.
■ لا خلاف على موهبة وقدرات أحمد مدبولي وبالفعل نجح بفضل مهارته في الحصول على ركلة الجزاء، لكن أحيانًا أشعر أن مدبولي لا يُفكر سوى في المراوغة والمرور، وهذا لم يكن فعالاً في الشوط الأول تحديدًا لأن ميدو لعب بكثافة على الأطراف، والمهارة وحدها لن تهزم الكثافة الدفاعية!
■ لماذا محمود علاء هو نجم المباراة في رأيي؟ ليس لأنه سجل الهدف الذي فتح المباراة للزمالك وجعل وادي دجلة يتخلى عن تكتله الدفاعي وبالتالي خدم الزمالك أكثر فأكثر، بل لأنه تكفل بإجهاض خطة ميدو في استغلال المساحات خلف مؤيد العجان بتغطية أكثر من رائعة بميله دائمًا ناحية الجهة اليسرى، وهذا ما سنشرحه في جزء وادي دجلة.
■ ينقص الزمالك شيء مهم جدًا، أن يعرف كيف يتحكم في نسق المباراة، متى يُسرع النسق ومتى يهدئ من النسق، النسق السريع قد لا يخدمك دائمًا.
■ أمام سموحة دفع الزمالك ثمن اندفاعه الهجومي دون حسابه، ما منح الفرصة لسموحة كي يُباغته بالمرتدات، لكن الزمالك اليوم كان جيدًا في التحول من الحالة الهجومية للدفاعية دون أن يترك الكثير من المساحات في دفاعاته للاعبي وادي دجلة خاصة يوسف وتارا (السريع).
وادي دجلة | خطة ميدو انقلبت ضده!
■ دائمًا ما كان ميدو يعتمد على ثلاثي في الدفاع على غرار تشيلسي، لكنه اليوم اعتمد على طريقة 4/2/3/1 حتى يحد من قوة الزمالك في الأطراف وقد نجح إلى حد كبير في الشوط الأول، فالكثافة أجبرت الزمالك دائمًا على لعب الكرات العرضية التي كانت جُلها من نصيب مدافعي وادي دجلة مع نقص الكثافة العددية لمهاجمي الزمالك داخل المنطقة كما ذكرنا في الجزء الأول.
■ خطت ميدو انقسمت على شوطي المباراة، الخروج بالتعادل من الشوط الأول، ومحاولة استغلال اندفاع الزمالك في الشوط الثاني. في الشوط الأول لعب بـ10 لاعبين خلف الكرة دائمًا، وحاول استغلال تقدم مؤيد العجان دائمًا للهجوم، فرمى عليه ورقة هدافه يوسف وتارا.
لكن ورقة واتارا لم تنجح لسبب، أولاً تألق محمود علاء الكبير في تغطية العجان، وثانيًا لأن واتارا قوته تأتي في العمق عندما يأتي ووجهه لمرمى المنافس، لكن وضعه على الطرف يحد كثيرًا من قدراته، ويمكن هنا العودة لهدفيه في شباك إنبي خاصة هدفه الأول عندما انطلق بسرعة فائقة من الخلف للأمام متفوقًا على دفاعات إنبي.
حتى المحاولة الوحيدة لوادي دجلة في الشوط الأول جاءت عندما دخل واتارا للعمق وتحرك أحمد رؤوف على الطرف، وكان هناك ربط جيد بينهما في الكرة العرضية التي لعبها له رؤوف وتابعها واتارا بجانب القائم.
■ ميدو أخطأ بإخراج واتارا كان عليه أن يعدل مركزه ويدفع به في المركز المناسب له في عمق الهجوم، لكن تغييره جاء وفق إستراتيجية أخرى في الشوط الثاني وهي أيضًا استغلال المساحات خلف مؤيد العجان، لكن عن طريق من؟ عن طريق حسام عرفات.
هدف الزمالك الأول أفسد خطة ميدو تمامًا وجعله يندفع هو للهجوم، وهذا ما خدم الزمالك أكثر فوجد الفرصة لزيارة مرمى وادي دجلة مرتين.