اخبار العراق الان

محمد بن سلمان (قاعة الخلد) بنسختها السعودية

محمد بن سلمان (قاعة الخلد) بنسختها السعودية
محمد بن سلمان (قاعة الخلد) بنسختها السعودية

2017-11-13 00:00:00 - المصدر: المركز الخبري الوطني


بقلم احمد خالد الكعبي

الهدف الجوهري ( لظاهرة محمد بن سلمان ) الآخذة في التشكل والصعود ؛ هو انشاء صدام جديد في المنطقة للوقوف بوجه النموذج الذي تطرحه الثورة الاسلامية ودولة الولي الفقيه ومحورها المقاوم الذي يتقدم ويتسع ، والذي فشل صدام كوكيل أمريكي غربي في إنهائه .

المحافظون الجدد الذين أطاحوا بصدام كبداية لإنشاء ( شرق اوسط أمريكي جديد ) نجحوا في الإطاحة بصدام لكن محور المقاومة افشل مخططهم لإنشاء الشرق الاوسط الامريكي الجديد ؛ وعليه فان الغرب خسر على المستوى الجيوستراتيجي في المنطقة ؛ كونه اطاح بعميله الاخرق في العراق ولكنه لم يستطع بناء بديل له ؛ وهو الان يحاول اعادة صياغة حلول استخراجا من دفاتره القديمة .. التي لطالما يصبح غلافها جديدا لكن اوراقها تحوي نفس النتيجة في اداء الواجب الدراسي : 0 من عشرة … لوحظ / الرجاء العناية بولدكم ومتابعته دراسيا .

ربما تيقنت دوائر صناعة القرار في الولايات المتحدة بان الإطاحة بصدام كان خطأ جيوستراتيجي ؛ فقررت ان تبدأ في إصلاح هذا الخلل من خلال صناعة صدام جديد في المنطقة .

ويجب ان لا ينسى احد ان امريكا في طور الدخول في صراع وجودي مع الصين ؛ وهي ربما بدأت تنسحب بشكل تتدريجي من الشرق الاوسط وإحلال ” بدائل ” تغني عن وجودها المباشر الذي كلفها كثيرا .. انها عودة للعبة القديمة .

يختصر كريستوفر هيتشنز ما جرى في قاعة الخلد ببغداد العام 1979 بالتالي :

أن هذا التطهير كان لحظة فاصلة أصبح فيها صدام سيدا مطلقا للعراق وهو ما يقابل ليلة السكاكين الطويلة في ألمانيا النازية أو قتل سيرغي كيروف في الاتحاد السوفيتي.

واحد من أوجه الشبه بين شكل ومضمون صعود صدام وصعود بن سلمان الحالي هو : تصفية الخصوم بضربة واحدة وتحت شعار براق .

ما جرى من مسرحية صدام عام 1979 حين تمكن بضربة واحدة مفاجئة من الإطاحة بكل منافسيه عبر اتهامهم بالعمالةً لحافظ الأسد ؛ الْيَوْمَ محمد بن سلمان يفعل الشيء نفسه عبر مسرحية الإصلاح والتخلص من الفاسدين .

صحيفة النيوويوك تايمز في تقرير مطول لها بعنوان ( ابن سلمان يلاحق أبناء عمه للفساد.. أين عائلته؟ ) ، تورد حقائق في هذا المجال ؛ تسلط الضوء فيه على : ما هو الفارق بين فساد عائلة سلمان وبين فساد بقية العائلة المالكة ؟!!

ويلفت التقرير إلى أن : ” الملك سلمان مثلا لم يكشف عن المال الذي استخدمه لشراء بيوت فاخرة في لندن قيمتها 28 مليون دولار، مثلما لم يوضح ابنه كيف استطاع شراء يخت بثمن زاد على 500 مليون دولار” ، تقول الباحثة في منظمة “الشفافية الدولية” كاثلين ديكسون، معلقة على ما جرى: “هو من فذلكات المستبدين”، مشيرة إلى أن الفساد في السعودية يستخدم من أجل تبرير القمع، “فاستخدام مصادر الدولة خدمة لمصالحك الخاصة ليس خطأ، هذا إن كنت جزءا من المجموعة أو الشلة المعنية، لكن لأن الفساد هو ما يهم الرأي العام فإنه استخدم لتبرير القمع”. / انتهى

في العراق .. ما الذي سيجري ؟

في العراق سيكون الهدف القادم للولايات المتحدة والسعودية هو تكوين( 14 آذار ) نسخة عراقية ؛ لتقف بوجه الأجنحة السياسية للحشد والقوى التي تؤيده بغية الفوز في الانتخابات القادمة ؛ بهدف تغيير (( بنية السلطة في بغداد )) ..

” التقرب ” السعودي من النخب السياسية والحكومية الشيعية في العراق ؛ غايته الاساسية هي محاولة اعادة تشكيل نظام سياسي في بغداد معادي لدولة الولي الفقيه ولمحور المقاومة ..

فبعد فشل السعودية الذريع في ازاحة ( كل الشيعة ) عن سلطة العراق منذ 2003 والى الان ؛ وبعد ترسخ النظام التعددي في العراق الجديد والذي يضمن شكل من أشكال حفظ حقوق الشيعة في الحكم كأغلبية ؛ وفشلها الذريع في سوريا وقبلها في لبنان حزب الله واليوم في اليمن ؛ بعد كل هذا ايقنت السعودية ان لا مناص من ( تغيير الطريق ) وليس تغيير الهدف ؛ فهدفها واحد ؛ وهو الشيعة واستهدافهم وإزاحتهم ومحوهم وجوديا وسياسيا ؛ فان لم يكن ؛ فتقسيمهم واختراقهم وأضعافهم وجعلهم أدوات رخيصة لتدمير حكمهم بأنفسهم ؛ وجعلهم اداوات لصياغة نظام سياسي جديد هدفه هو نفس هدف النظام البعثي البائد ؛ الا وهو الوقوف بوجه الجمهورية الاسلامية في ايران ؛ وتكسير أطراف محور المقاومة ؛ لنكون حطبا لآل سعود ؛ كما جعل منا صدام ذلك ؛ هل هذا ممكن !؟؟؟؟

ما جرى ( للأسير سعد الحريري ) ؛ وقبله الإطاحة بحكم الاخوان في مصر ، وعزل وحصار قطر ؛ كلها أمور تكشف عن ان السعودية تسعى لتكوين ( كتلة سنية موالية لها بالكامل ؛ يعني ان يبايعهم الجميع على انها زعيمة السنة في العالم ) ؛ لكي تستطيع تنفيذ مشروعها الجوهري والذي يتجسد بانهاء دور الشيعة في الشرق الاوسط ؛ وعزلهم وخنقهم ؛ والذي حاولت ولا زالت تسعى لتحقيقه ، تارة عبر الاٍرهاب الدموي في العراق وسوريا واليمن وفشلت ؛ واليوم تسعى لتحقيقه عبر ” الإغواء السياسي ” لبعض من شيعة العراق ولبنان ..

ما يقف حجر عثرة امام تشكيلها لهذه الكتلة السنية الموالية لها هو :

-الخصوصية والاعتدال السني في مصر . ( الى هذه اللحظة ) .

-الجمهورية الاسلامية كنظام يتقاطع ايدلوجيا وسلوكيا مع السعودية .

-قطر ؛ وتنافسها القبلي والسياسي مع السعودية ، وعدم رضاها بدور التابع للسعودي .

-الاخوان المسلمين ؛ الذين أعلنت المملكة العداء الصريح لهم بداية بدعم السيسي في مصر والاطاحة بحكمهم .

-تركيا ؛ التي يحكمها جناح من الاخوان المسلمين ؛ والتي ترى بأنها الاحق من السعودية لقيادة العالم السني ؛ وذلك لاهميتها الجيوسياسية ولعراقتها التاريخية الاسلامية ( الارث العثماني ) .

في اعتقادي ان التهديدات السعودية للشيعة وللسنة ممن لا يوالوها ؛ وطموحها بزعامة السنة في العالم مجرد سذاجة او جعجعة ؛ ما دامت عاجزة عن ” صهر ” الموانع الاربعة المذكورة أعلاه .

هناك حلف بين الاخوان وقطر وتركيا لحماية نفسها من ( الزعامة السعودية للعالم السني ) .

هل اصبح واضحا الان سبب ان الجزيرة وBBC تعاديان معا منهج السعودية وسياستها ؟!