اخبار العراق الان

الكرد يفجرونها: سننسحب من العملية السياسية "اذا لم تحاورنا بغداد"

الكرد يفجرونها: سننسحب من العملية السياسية
الكرد يفجرونها: سننسحب من العملية السياسية "اذا لم تحاورنا بغداد"

2017-11-13 00:00:00 - المصدر: نبأ نيوز


بغداد/ نبأ نيوز:

أكد رؤساء الكتل الكردستانية في البرلمانين الاتحادي والكردستاني، الإثنين، على ضرورة إجراء الحوار بين بغداد وأربيل لحل المشاكل، فيما اعتبروا أن انسحاب الكرد من العملية السياسية سيكون "خياراً مفتوحاً" في حال عدم استعداد الحكومة الاتحادية لإجراء الحوار.

ونقل بيان لرئاسة برلمان إقليم كردستان، اليوم (13 تشرين الثاني 2017)، أن "رؤساء الكتل السياسية الكردستانية في البرلمانين الكردستاني والعراقي أشاروا خلال اجتماع لهم الإثنين، إلى أن برلمان كردستان سيكلف حكومة الإقليم بإجراء الحوار حول الحقوق الدستورية والاتحادية للإقليم، مؤكدين على ضرورة إجراء الحوار بين بغداد وأربيل لحل المشاكل".

ودعا المجتمعون الحكومة الاتحادية، بحسب البيان، إلى تشكيل لجنة للتحقيق في الجرائم التي نفذت في المناطق المتنازع عليها والعمل على إعادة وتعويض النازحين، معربين عن دعم برلمان إقليم كردستان للبرلمانين الكرد في بغداد الذين يواجهون القضاء، وداعين إلى أن تؤدي المحاكم دورها بحيادية.

كما اعتبروا أن انسحاب الكرد من العملية السياسية سيكون "خياراً مفتوحاً" في حال عدم استعداد الحكومة الاتحادية لإجراء الحوار، حسب البيان.

وكان رئيس حكومة إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، أكد الإثنين، استعداد أربيل للحوار مع بغداد وفق الدستور، مشيرا إلى أنها "لم تتلق رداً منهم حتى الآن ولم تحصل على موعد أو قبول بشأن بدء التفاوض حتى الآن".

ونشرت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية، في وقت سابق من اليوم الاثنين، تقريرا حول دور المفاوضات غير الرسمية بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان في الحد من وقوع اشتباكات دامية بين قوات الطرفين وإيجاد حلول للمشاكل العالقة بين الطرفين، فيما أشارت الى وجود طرفين واحد في الإقليم واخر في بغداد يعارضان اتفاق خفض التصعيد والتوصل الى اتفاق بشأن الحدود.

وذكرت الصحيفة، ان "مزيداً من الصراع يبدو على وشك الاندلاع بين الحكومة في بغداد وإقليم كردستان في شمال العراق، إذ يتهم المسؤولون الأكراد القوات الاتحادية – دون أدلة مقابِلة – بارتكاب مذبحةٍ في شهر تشرين الأول الماضي، حين سيطرت بغداد على 20% من الأراضي التي ضلت طويلاً داخل النطاق الكردي، في المقابل يطالب نواب البرلمان العراقي بإصدار أحكامٍ بالسجن على الأكراد الذين دعموا استفتاء الاستقلال الذي جرى في 25 من أيلول الماضي".

وتابعت انه "لكن وسط ذلك الاحتدام، ظلَّ القادة في بغداد ومعقلَي الأكراد في أربيل والسليمانية يتبادلون المكالمات الهاتفية يومياً تقريباً، على أمل التوصُّل إلى حلولٍ للمشكلات التي فاقمها الاستفتاء، وتهدئة الآلاف من القوات الاتحادية والكردية المحتشِدة على مرمى بصرٍ من كليهما"، لافتة الى ان "أحاديث القنوات الخلفية حازت أهميةً متزايدة منذ تعثُّر محادثات خفض التصعيد الرسمية في 29 تشرين الأول 2017، بعدما عُقِد لقاءان مباشران فقط".

ونقلت الصحيفة، عن المتحدث باسم مكتب رئيس مجلس الوزراء سعد الحديثي قوله، ان "قنوات الحوار والاتصال لم تُقطَع".

 

ما هي أكثر القضايا إلحاحاً للأكراد وحكومة بغداد؟

ونقلت الصحيفة، عن 3 مسؤولين منخرطين في المحادثات غير الرسمية إنَّهم "يناقشون ترتيباتٍ مؤقتة تتعلَّق بأكثر القضايا إلحاحاً بالنسبة لكلا الطرفين، أي السيطرة على معبري فيش خابور الحدوديين مع تركيا وسوريا، اللذين يمر منهما نحو خمس صادرات العراق"، مشيرة الى انه "ضُمِن للمسؤولين عدم الكشف عن هُويتهم كي يناقشوا مسألةً دبلوماسية حساسة".

وعدت الصحيفة، ان "ذلك الطعن في تسوية الصراع يُظهِر الطبيعة المتطايرة للسياسة العراقية، التي لا يملك فيها وسطاء القوة الرئيسيين أحياناً أي سلطة رسمية أو انتخابية، وتُسلِّط الضوء كذلك على طيفٍ سياسي مُمزَّق على نحوٍ خطير يمكن أن يختفي فيه القادة المنتخبون بسبب فصائل متنافِسة من داخل حزبهم أو حتى عائلتهم".

وأشارت الى ان "مباحثات القنوات الخلفية ساعدت في الحفاظ على تدفُّق تجارة النفط، والغذاء، والسلع الاستهلاكية الحدودية مع تركيا وسوريا – إلى جانب المساعدات الإنسانية من العراق باتجاه سوريا – على مدار الأسبوعين الأخيرين، فإنَّها لا تزال بعيدة عن إحداث أي تقدُّمٍ كبير".

ونقلت الصحيفة الامريكية، عن الدبلوماسيون، قولهم إنَّ "عادة العراق بإجراء المفاوضات الحساسة سراً، وفي كثير من الأحيان عبر أشخاص يتحرَّكون تماماً خارج مناصبهم وأدوارهم الرسمية، يمكن أن تكون مُحيِّرة بالنسبة للغرباء عن السياسة العراقية".

وذكرت الصحيفة، ان "العبادي أمر مستغلاً موجة الانتصارات على تنظيم داعش، قواته في تشرين الأول بإعادة بسط سيطرة الحكومة في جميع أنحاء البلاد، ودفعه استفتاء الاستقلال إلى ضم الكثير من المناطق التي ظلَّت طويلاً تحت السيطرة الكردية"، مضيفة ان "وفي حين لم تصدر أي حصيلة رسمية للضحايا، فأن نحو 65 رجلاً لقوا مصرعهم في اشتباكاتٍ أشعلها ذلك التقدُّم، وذلك وفقاً لقائدين عسكريين مُطَّلعين على الوضع، وبعيداً عن الخسائر في الأرواح، أُريق ماء وجه حكومة الإقليم بسبب الانسحابات السريعة من جانب قوات البيشمركة التابعة لها. وخسرت أيضاً الكثير من حقول النفط لصالح القوات الاتحادية، وخسرت معها الاكتفاء الذاتي الاقتصادي الذي عزَّز الحكم الذاتي الفعلي للإقليم منذ 2005".

وأشارت الى ان "في أواخر تشرين الأول الماضي، وبعد التقدُّم باتجاه الشمال وسط بعض المناوشات القصيرة، حفرت القوات الاتحادية خنادق على بعد 10 أميال (16 كيلومتراً) من محطة النفط في فيش خابور ومعبر الشاحنات القريب مع تركيا، التي تُعَد أحد أكبر الشركاء التجاريين لكلٍ من العراق وإقليم كردستان".

وأضافت، ان "مع وصول التوتُّرات إلى حد الغليان، أعلنت بغداد في 28 تشرين الأول 2017 وقفاً لإطلاق النار وجولة من المفاوضات بين القادة العسكريين العراقيين والأكراد".

وأكدت ان "في 29 تشرين الأول، انهارت المحادثات، وسط تصلُّب من جانب الأكراد بشأن توازن القوى الذي تبدَّل".

ونقلت الصحيفة، عن الشيخ جعفر مصطفى، وهو قيادي مخضرم في قوات البيشمركة وكان أحد المفاوضين الأكراد الأربعة، ان "المفاوضات جمعت بين الأمن والسياسة"، مُضيفاً أنَّ "الطرف الذي يُمثِّله لم تكن لديه السلطة السياسية للموافقة على أي اتفاقٍ مع العراقيين".

وأضاف: "كان علينا الحصول على موافقةٍ سياسية على أي اتفاق، ولم يكن أي قرار سياسي سيأتي قريباً".

ولفتت الصحيفة الى ان "في تلك المرحلة، زادت دبلوماسية الهاتف بين القادة أمثال نائب رئيس وزراء إقليم كردستان قوباد الطالباني؛ ومدير مكتب العبادي؛ ومدير المخابرات العراقية"، موضحة ان "تلك العلاقات ساعدت في الحيلولة دون أي صداماتٍ جديدة قرب الحدود، على الرغم من حشد القوات العراقية، وساعد في إبقاء الممر التجاري مفتوحاً وعلى استمرار تدفُّق صادرات النفط، وإن كان بمعدلٍ أقل، وفقاً لمسؤولين أتراك وعراقيين".

 

معارضون لخفض التوتر

وبحسب الصحيفة الامريكية، فأنه "لا تدعم كافة الفصائل في بغداد أو كردستان خفض التصعيد أو اتفاقٍ بشأن الحدود".

ووفقا للصحيفة، فأنه "يتضمَّن هؤلاء الساسة العراقيين الشيعة المُقرَّبين من قوات الحشد الشعبي"، مبينة ان على الرغم من ان "فصائل في الحشد الشعبي التي تخضع للقيادة الرسمية للعبادي، فإنَّ بعض قادتها هم منافسون له في البرلمان ويجاهرون بولائهم الوثيق للحرس الثوري الإيراني".

 

الجانب الكردي

وفي الجانب الكردي، تمضي الصحيفة بالقول ان "ليس من الواضح مَن تحديداً بإمكانه فرض أي اتفاقٍ حدودي محتمل".

وأشارت الى، ان "منصور البارزاني، نجل مسعود البارزاني، الذي تولَّى منصب رئيس الإقليم لفترةٍ طويلة، يقود قوات نخبة كردية أمنية تدافع عن سلسلة تلال تقع بين وحدة مدفعية عراقية ومعبر فيش خابور".

ونقلت الصحيفة، عن منصور قوله إنَّه "سيُفضِّل القتال حتى الموت على أن يسمح للقوات الاتحادية بالسيطرة على المعبر".

وبينت ان "ابن عمه، رئيس وزراء حكومة كردستان، نيجيرفان البارزاني، يدعم التوصل إلى اتفاقٍ تفاوضي".

ونقلت الصحيفة، عن صافين دزائي، المتحدِّث باسم نيجيرفان البارزاني قوله، ان: "بطبيعة الحال، حين يكون هناك توتُّر في الميدان وتحدث مواجهات عسكرية، تكون هناك حاجة لنزع فتيل تلك التوتُّرات، عادا ان "رئيس الوزراء حافظ، عبر قنواتٍ عدة، على اتصالاتٍ كتلك مع الحكومة الاتحادية"، مضيفاً أنَّ المحادثات "ساعدت على خلق مزيد من التفاهم وبناء الثقة".

واستطردت الصحيفة انه "وفي الوقت نفسه، وفي ثاني أكبر المدن الكردية، السليمانية، يستغرق أقارب الرئيس العراقي السابق جلال الطالباني، الذي توفي الشهر الماضي، في خلافاتهم حول السيطرة على حزب الطالباني والقوات الأمنية الموالية للحزب"، لافتة الى ان "هذه الانقسامات قد أدَّت بالفعل إلى إحباط محاولة لتفادي صراعٍ عسكري بين بغداد والأكراد".

وأشارت الى انه "في أعقاب استفتاء الاستقلال، بدأ أكبر أبناء جلال الطالباني، بافل، مفاوضاتٍ أحادية مع العبادي، (قوباد الطالباني هو شقيق بافل)".

ونقلت عن بافل الطالباني، وهو قائدٌ أمني كردي حاصل على تعليمٍ بريطاني ولا يتولَّى منصباً منتخباً ولا دوراً سياسياً رسمياً، قوله إنَّه "قام بالمبادرة لمواجهة ما رأى أنَّه عزمٌ راسِخٌ من بغداد لتقليص الحكم الذاتي لكردستان".

وبينت ان "بافل قد اقترح خطةً تسيطر بموجبها قوات من التحالف الأميركي ضد داعش على قاعدةٍ عسكرية كبيرة قرب مدينة كركوك الغنية بالنفط، إلى جانب القوات الاتحادية والقوات الكردية الموالية لحزب أبيه، وسيطر الأكراد على القاعدة منذ 2014، حين انسحب الجيش العراقي خلال هجوم داعش".

وقال الطالباني، وفقا للصحيفة، إنَّ "اتفاق القاعدة كان من شأنه أن يمنح العبادي انتصاراً سياسياً في خضم الحماسة القومية في بغداد، بالإضافة إلى السماح للأكراد بالحفاظ على موطئ قدمٍ في ما يراه الكثير من القادة جزءاً ضرورياً من أجل خطط استقلالهم".

وأضاف، في مقابلة جرت مؤخراً: "كان ذلك حلاً وسطاً حقيقياً من شأنه الحفاظ على الأرواح"، مبينا انه "لم يتمكَّن من الوصول إلى توافق داخل حزب أبيه السياسي والحزب الحاكم في الإقليم، الذي تسيطر عليه عائلة البارزاني".

وأكدت صحيفة نيويورك تايمز، ان "كركوك تُعَد مطمعاً لكلٍ من بغداد والأكراد بسبب احتياطاتها النفطية الإستراتيجية".

ونقلت الصحيفة عن "مساعدٌ للعبادي ودبلوماسيان غربيان تأكَّيدهما "اقتراح هذا الاتفاق"

وكشفت ان "العبادي منح بافل حتى 16 أكتوبر/تشرين الأول 2017 للحصول على ضوءٍ أخضر من القيادة الكردية لتنفيذ الخطة، وإلا فإنَّه سيشن عملية للسيطرة على المنطقة من قبضة الأكراد"، مبينة انه "ومع تجاوز الموعد، أمر العبادي القوات الاتحادية بدخول كركوك، ثُمَّ التوجُّه أبعد شمالاً إلى الحدود التركية".