اخبار العراق الان

"سميعة التي قسمت ظهر سليم"!!!

"سميعة التي قسمت ظهر سليم"!!!

2017-11-18 00:00:00 - المصدر: المركز الخبري الوطني


المركز الخبري الوطنيNNC-  البعض منا يـردد في الكثير من الأحيان " غلطة الشاطر بعشرة " .. أما أذا كانت حركة غباء غيرمحسوبة النتائج فينطبق علية مقولـة (القشة التي قسمت ظهر البعير) .. والمفاجئة أذا عرفنا ان المقصود بها هو سليم الجبوري رئيس البرلمان العراقي ...

قد يكون الموضوع من الغرابة في مكان أنه يجمع متناقضات مختلفة الاطراف والأنتماءات  .. لكن من يتذكر التاريخ القريب يتذكر أن سليم الجبوري لم يكن الا ممن ينطبق عليهم مصطلح " سياسيي الصدفة " !!!

فالصدفة ؛ هي من دفعت الحزب الأسلامي العراقي وجبهة التوافق العراقية  الى أختياره ضمن صفوف ممثليها تحت قبة البرلمان عن محافظة ديالى (2006-2010)  رغم كونه أسماً أقـل من العادي وغير معروف سياسياً أو حركياً أوفكرياً  .. وهو ما أثبته فشلة وعدم فوزه في أنتخابات 2010 !!!  

والصدفة  ؛هي أيضاً من مهدت الطريق أمامه للوصول الى كرسي البرلمان مره أخرى (2010-2104) بعد تقديم رئيس الحزب الأسلامي العراقي ( أسامة التكريتي) تقاعده لأسباب صحية ، وشرع لـه الأسلاميون سرقتـه لأستحقاق محافظة صلاح الدين الأنتخابي ، رغم فشله بنيل ثقة جمهورة في محافظة ديالى – مسقط رأسة-  !!!

كما لعبت الصدفة دورها ؛ في تهيئة البيئة السنية الخالية من الرمزيات لتقدمة والوصول الى الأستحقاق الأول للمكون السني في العراق "رئاسة البرلمان" ، رغم كونه أقلهم شأناً وأفقرهم شجاعة .. لكنة أكثرهم خيانة وخسة وتخـاذلِ وتنصلاً لحقوق أهل السنة والجماعة في العراق .

وما بين هذة " الصدف " .. مارس سليم الجبوري جميع أشكال التُقية الدينية والتلون السياسي ، فأنتقل من حضنه الأسلامي العراقي الذي وفر له أسباب الظهور والبروز ، وسخر تاريخه النظالي للجبوري ليتصدر مراتب القيادة ثم ليعلن الأنشقاق والبراءه والتحول من الأسلامي المتطرف المتهم بـ (20 قضية أرهاب) بعد خسارة حزبة الكبيرة لثقلة السياسي والبرلماني ، الى الأسلامي الليبرالي المدافع عن حقوق الأنسان والمتنكر لتاريخ حزبه المتطرف والمبادر بالأنفتاح – الشكلي- على القوى والتيارات المدنية معلناً " التـوبـة " و "البراءه " !!!

التـوبـة عن تطرفه السلوكي والفكري وتسببه في تأجيج الحرب الطائفية بين مكونات ديالى المسالمة 2006 -2009 ، والبراءه عن دعمه وأسناده والوفاء بوعوده لأهله وجمهوره في مسقط رأسة في محافظة ديالى الذين دفعوا دمائهم وأمنهم وأستقراهم وممتلكاتهم ثمناً لأفكار سليم الجبوري وحزبه اللا- أسلامي ؟؟؟

 ومن المـفاجئ ؛ أن براءه الجبوري لم تتوقف عند حد تنصله عن وعـودة لأهـله في محافظة ديالى أو تنكره لوعودة من جماهير سنة ديالى .. بل تجاوزه للبراءه عن كل وعودة ومواثيقة لزملائه وداعمية وحلفائه في تحالف القوى العراقية – الممثل الشرعي السياسي الرئيس لسنة العراق - ، والمساهمه في تخريب علاقات الأخوة والتحالف والعمل السياسي المشترك بعد أنصياعة لأغراءات وأغواء رمزية القيادة السنية أملاً بالدعم الأمريكي- التركي .. ضناً منه أن اللعب المكشوف على حبال اللاعبين المؤثرين في الساحة العراقية بين الأمريكان ـ الأتراك والأيرانيين سيمنحه الرضى والمنعة للبقاء على كرسي الرئاسة الى ما شاء الله ، متغـافـلاً قرارهم بأنتهاء صلاحيته وخسارته مقبوليته ؟؟؟

ولعل شواهد التنصل والتنكيل كثيرة ؛ ولعل أنتهاك حقوق زميلة وأبن محافظته وصاحب الفضل بفوزه في أنتخابات (2014) محافظ ديالى الأسبق الدكتور عمر الحميري (33 ألف صوت في أنتخابات 2014) خير دليل في حرمانه من مقعده البرلماني المستحق مقابل عدد من ملايين الدولارات لصالح غريمة سعد كمبش وزوجته النائب غير الفائزة بالانتخابات غيداء سعيد عبد المجيد  ؟؟؟

أو شواهد تنصله عن الأستحقاق الحكومي والسياسي لأبرز داعمية ومنصبيه – حركة الحـل / جمال الكربولي - ، أم تأمره على ألغاء منصب نائب رئيس الوزراء لآنهاء الحياة السياسية للقيادي السني البارز (صالح المطلك ) ، أم أستمراره في تحجيم الرمزية السياسية القيادية السنية لنائب رئيس الجمهورية ( أسامة النجيفي) .. وأخيراً وليس أخراً ؛ أنتهازيته وأستغلاله لدعم ومواقف القيادات السنية الشابة في الهيئة السياسية لأتحاد القوى الوطنية  لتحقيق مكاسب حزبية وسياسية شخصية على حساب مشروعهم السياسي المدني الوحدوي ؟؟؟

ومع كل " الصدف " التي أتيحت لسليم الجبوري وما وفرته له من فرص للتلون والانتقال والانشقاق والتنصل والانتهاك والاستغلال لأهله وجمهوره ومحافظتة ورفاقة وحلفائه وقياداته ، والتي يفترض أن يكون المحضي بها " ذكياً ومتمكناً وحكيماً " .. الا أن أنتهازيته السياسية أوقعه بـ - مصادفة - ستتحول في قادم الأيام لـ - مفارقة - كبيرة في مؤشر أنحداره الكبير وغير المتوقع ؟؟؟

فـ - مفـارقـة - تلاقي انتهازية مصالح سليم الجبوري مع أنتهازية النائبة السابقة (سميعة غلاب) والمرشحة ضمن قوائم تنظيم حركة الحـل عن محافظة الأنبار وتقديمها بديلاً عن محافظ الأنبارالحالي – النائب السابق محمد الحلبوسي – دون الرجوع الى قيادة قائمتها مع العلم أن – الكربولي- أقوى حلفائه ، بل تجاوز حتى الشرعة القانونية لكوتا النساء ضمن أستحقاق مقاعد المحافظة ، وحتى لم يعـر أي أحترام ولو بالسؤال لزميل الأمس النائب الحلبوسي – صاحب المقعد - .. وأمعـانـاً من الجبوري في خسته حـرم زملائه المقربين والمؤهلين بعدد الأصوات وفي مقدمتهم مرافقة في رحلتة لأمريكا الحالية الدكتور جابر الجابري ، وأبخس حق زميله في قيادة الحزب الأسلامي فرع الأنبار (خالد العلواني / أبو مجاهد ) ، وتجاوز على حق داعمه السابق (النائب السابق خالد العلواني / أبو مصعب) وهم الثلاثة بالتسلسل جميعهم حققوا أضعاف ما حققته - سميعة الغلاب - من أصوات في أنتخابات 2014 وسجلات مفوضية الأنتخابات تشهد على ذلك ؟؟؟

هـذة المفارقـة من الواضح ستكون " الصدفـة السيئة " التي ستقسم ظهر سليم الجبوري وتحالفاته المستقبلية، وتزيد من حجم النفورالسياسي من التقارب مع أحزاب الجبوري ، وستعزز فرص خسارته للأنتخابات القادمة في أنتخابات 2018 في محافظة بغــداد .. وسيعلم الجبوري أن من باع حلفاء الأمس وداعميه لا يستحق اليوم عطف التحالف معه !!!  

وهـو ما ينطبق علية القـول المأثور ( القشة التي قسمت ظهر البعير ) والتي أستعضنا به في عنوان مقالنا ( سميعة التي قسمت ظهر سليم ) ؟؟؟

وتلكم الأيـام نـداولـها بين الناس لعلـهم يتفكرون ...

                                                       صدق الله العظيم

                                                                    مراقب سياسي

                                                                    بغداد– واشنطن

17 تشرين الثاني 2017