اخبار العراق الان

سيف ابراهيم يكتب: العدم رؤية قاصرة!

سيف ابراهيم يكتب: العدم رؤية قاصرة!
مقالات عراقية

مذ نشأنا و نحن نعرف رويدا رويدا ، إن معرفتنا للأشياء إنما تعتمد على الحواس ، تبعآ لذلك نختلف في تحديد ، ما نراه او ما نسمعه او ما نشعر به ، وفقآ لاشك بمدى قوة و امكانية هذه الحواس. لكن مهما كانت هذه الحواس قوية ، ذات امكانية عالية و فيها قدرة و مقدرة خارقة عند البعض ، إلا أنَّها ستبقى هزيلة قاصرة الى حد كبير جدا و لن ترقى الى مستوى ، يمكّنها من الاحاطة بكل شي . لذلك يجب أن نعي جيدا ، أنَّ هذه الحواس هي ادوات وجدت ، من اجل امور محددة لا اكثر من ذلك و لا اقل و لا يجب ان نقيد العقل بها ، و إلا لأصبح هو حاستنا السادسة و ما عاد يجدي نفعا. على هذا الاساس و من هذا المنطلق ، يجب التفكير في امكانية وجود حياة في خضم حياتنا ، بمعنى أخر اكثر دقة هناك من الممكن بل من الممكن جدا ، وجود كائنات حية عاقلة تعيش في نفس كوكبنا . كائنات لها كيانها الخاص بها و لها خواصها الفيزيائية و الكيميائية المتفردة ، تركيباتها البنيوية من ناحية الشكل مختلفة عنّا نحن البشر ، عندها من الممكن حواس و لكنها ايضا بالقطع قاصرة . وجود الكائنات الحية هذه في نفس كوكبنا و وجودنا نحن على ذات الكوكب ، هو أمر ممكن بكل بساطة ذلك لان كلآ منّا قد خلق بأدوات ناقصة ، وجدت بقصور متعمد من اجل بقاؤنا غير مدركين لكل شيء. نعم فالعين لا ترى كل شيء ، خير دليل المجهر مثلآ الذي صنعه الانسان ، الذي أظهر لنا كم الكائنات الحية الدقيقة التي لم نستطع رؤيتها بالعين المجردة ، ايضا هذا المجهر هو قاصر لن يصل لرؤية كل شيء بحكم قصورهما معآ ( المستخدِم و المستخدَم ) . أيضا حاسة السمع التي لن ترقى الى سماع كل شي ، حاسة اللمس التي لن تصل الى الشعور بشيء غير مادي ، إعتمادا على حاسة البصر القاصرة اصلا ، غيرها من الحواس الاخرى. بالمناسبة لعل حتى الارض بالنسبة لتلك الكائنات الاخرى هي عبارة عن تركيبة مختلفة تماما عما نعتقده نحن ، لعلها ليست كروية و الاوكسجين ليس بذات النسبة الموجودة في الهواء ، من الممكن أن الماء ليس بِسر الحياة ، الى غيرها من الحقائق التي نعتبرها اكيدة وفق منظورنا. ذلك لان وصولنا لهذه الحقائق على شاكلة أن الارض كروية ، إنما جاء وفقا لحواسنا الضعيفة و المشكّلة بتشكيل متمايز خاص بنا ، إعتماد عقلنا على هذه الحواس في الحكم و بذلك وصلنا لهكذا نتائج ، مثلآ لو كانت العين بغير هذا التركيب و التحديد في نوعية الرؤيا لرأينا كل شيء بغير ما نراه الان و لتوصل العقل لغير ما يؤمن به الان ، لان العقل ادوات حكمه الاساسية هي الحواس . إعتمادآ على ما ذكر اعلاه ، أعتقد أن هناك كائنات حية تعيش في خضم عيشنا ، نحن لا نشعر و لا هم يشعرون بنا لأن كلآ منّا قد خلق وفق نظام مختلف تماما عن الاخر ، ليس هناك من علاقة بيننا ابدا. لعل الصواب لا يجانبني إن قلت أن الارض لا تعيش عليها كائنات حية واحدة غيرنا فقط ، بل هناك من الممكن جدا أن تعيش عليها كائنات كثيرة اخرى كلا منها غير عن الغير و لها نظامها و تركيبها الخاص بها ، وجود الشيء لا يعني وجوده و عدم وجود الشيء لا يعني عدم وجوده. سيف ابراهيم