اخبار العراق الان

ادهم ابراهيم يكتب: استقالة الحريري التداعيات المحتملة

ادهم ابراهيم يكتب: استقالة الحريري التداعيات المحتملة
مقالات عراقية

في خطابه الاخير اكد السيد حسن نصر الله ان لديه معلومات مؤكدة بان السعودية قد طلبت من اسرائيل ضرب لبنان ، معتبرا ذلك اعلان حرب من المملكة على حزب الله، وفي وقت سابق اعلنت العربية السعودية ان قيام الحوثيين بمساعدة حزب الله اللبناني بضرب مطار الرياض بصاروخ ايراني الصنع بمثابتة اعلان حرب على المملكة، ان الحديث عن اعلان الحرب من قبل الجانبين له مدلولات خطيرة ليس على لبنان او السعودية فحسب بل على المنطقة كلها وجعلها قابلة للاشتعال في اي لحظة، ان استقالة رئيس وزراء لبنان سعد الحريري يعتبر تصعيدا كبيرا في تأزيم الوضع بين السعودية وايران، ورغم انه اعلن عن تريثه بالاستقالة بناء على طلب رئيس الجمهوربة الا ان الوضع لازال محفوفا بالمخاطر، لقد ادركت السعودية ان التوسع الايراني في العراق وسوريا واليمن قد احدث خللا في موازين القوى في المنطقة لصالح ايران وعلى حساب العربية السعودية، خصوصا وان حرب اليمن قد استنزفت المملكة كثيرا بعد ان طال امدها دون ان تظهر اية بوادر لانتهائها، وفي المقابل تحاول ايران جس النبض فيما اذا كانت الولايات المتحدة ستنتصر للسعودية في حالة الصراع الايراني السعودي، حيث ان الطرفين يخوضان حربا طويلة بالانابة، والان اصبح اللعب على المكشوف بعد ان تدخلت روسيا في سوريا وكذلك تركيا ، في وقت كانت ايران تحارب عبر اذرعها في المنطقة واقصد حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن وكتائب موالية لها في العراق، وجاءت استقالة الحريري بمثابتة الزلزال في المنطقة حيث لم يكن متوقعا ان يستقيل الحريري بعد التوافق الذي باركته السعودية وجاء على اثره تعيين ميشال عون رئيسا للجمهورية والحريري رئيسا للوزراء، ولكن يبدو ان الحريري كان مكلفا بمهمة الحد من نفوذ حزب الله في لبنان، وكلنا نعرف بان الحريري لاقبل له بحزب الله الذي تقف وراءه ايران ويمثل لها البعد الستراتيجي في المنطقة. ان اطلاق الصاروخ من قبل الحوثيين على السعودية التي اعتقدت انه تم بمساعدة حزب الله اللبناني قد عجل من المواجهة بين حزب الله ومن وراءه ايران وبين العربية السعودية، فتم استدعاء سعد الحريري ليعلن من الرياض استقالته المفاجئة للجميع. ان ايران حاولت التزام الصمت في حين ان زعيم حزب الله قد ظهر بمظهر هادئ جدا على غير عادته ، وقد حاول هو ورئيس الجمهورية صرف الانظار عن خطورة هذه الاستقالة بالتركيز على شخص سعد الحريري وحرصهم عليه وحمايته من السعودية فتم تهويل ادعاء الاختطاف او الحجز واستطاعوا ببراعة التمويه عن اسباب الاستقالة الموضوعية بالتركيز على الشكليات ، حتى ان هذا التمويه قد انطلى على تيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري واحدث ارتباكا ، ليس فيه فقط بل وفي تيار 14 اذار ايضا ، وقد كانت فرصة لهم لالتقاط الانفاس والتحضير لما بعد الاستقالة من احداث جسام ستترتب عليها سواء استمر الحريري بها او صرف النظر عنها. ان سعد الحريري عاد الى لبنان تحت شرط النأي بلبنان عن التدخل بالشؤون العربية ، وبعكسه فانه سيصر على الاستقالة ، والجميع يعرف بان حزب الله ومن وراءه ايران سوف لن يوافق على هذا الشرط لانه يمثل هزيمة لايران ليس في لبنان فقط بل وفي المنطقة كلها وهذا مالاتقبله ايران ، ان هذا الشرط يتوافق مع ستراتيجية ترامب التي اعلنها في خطابه حول الاتفاق النووي الايراني ، وقد قلنا سابقا ان امريكا لن تخوض حربا مباشرة مع ايران الا اذا اضطرت لذلك ، وانها تحاول تقليم اظافرها وقطع اذرعها ومنها حزب الله اللبناني وبعده الميليشيات الموالية لايران في العراق ، وقد جاء الصاروخ الذي سقط على مطار الرياض فرصة للسعودية و لكل الاطراف في المنطقة للحد من النفوذ الايراني فيها ، وان استقالة الحريري ماهي الا مقدمة لحرب قد تندلع في اي لحظة في لبنان. ان حزب الله سوف لايوافق على مطالب سعد الحريري ، ولكنه سيقدم بدائل متواضعة لاتستجيب للحد الادنى من مطالبه مما سيدفعه الى تأكيد استقالته من رئاسة الوزراء ، وفي هذه الحالة سيقوم حزب الله بترشيح شخص من تيار 8 اذار بديلا عنه وهذا سيدفع الى خلافات خطيرة بين الاحزاب والتيارات الفاعلة في لبنان وعلى الاخص تيار المستقبل و14 اذار ، ورغم اننا نستبعد قيام حرب اهلية لادراك الجميع بمقدار التسليح الذي حظي به حزب الله ، الا ان الامور لن تمر ببساطة خصوصا بعد نهاية داعش والفصائل المشابهة لها عسكريا في سوريا والعراق وان بقاء حزب الله المهيمن على السياسة اللبنانية والسورية بقوة السلاح سيعرض المنطقة للخطر ، وليس هنالك من احتمال استخدام حزب الله لهذا السلاح ضد اسرائيل الا اذا بادرت اسرائيل بضربه ، وهذا مانفاه الامين العام لحزب الله ، وان موضوع جبهة المقاومة وسلاحها قد انتهى ولو كان فاعلا لاستعمله حزب الله الان عندما قال امينه العام ان اسرائيل تعرف تكلفة الحرب معنا ، فنحن اليوم اشد عودا واقوى وقودا. ان احتمال قيام حرب مباشرة بين ايران والسعودية يكاد يكون معدوما لان ميزان القوى الايرانية اكبر بكثير من السعودية من نواح عديدة ، ، ومن الممكن استمرار الحرب بالانابة في العراق على الاقل بعدما خسرت السعودية الحرب في سوريا ، ولكن قيام اسرائيل بغزو جنوب لبنان وضرب قواعد واسلحة حزب الله هو الاحتمال الاكثر تحققا ، رغم ان السيد نصر الله قد استبعده ، واسرائيل تستطيع المبادأة ، كما فعلت ذلك عندما غزت لبنان للقضاء على تواجد منظمة التحرير الفلسطينية في الاراضي اللبنانية عام 1983. ورب سائل يسأل هل ستدافع ايران عن حزب الله وتواجه اسرائيل في حرب ضروس ، اذ اقدمت اسرائيل على فعلتها هذه ، الجواب بالتأكيد سيكون بالنفي ، لان ايران برغماتية وتدفع الخطر الاكبر بالخطر الاصغر. حمى الله العراق ولبنان من كل شر. ادهم ابراهيم