فلاح الخالدي يكتب: هل عزة الإسلام وخلافته... بالقتل والإرهاب والاجرام؟
العزة حالة مانعة للإنسان من أن يُغْلَب" هواه وشهوته على عقله فيصبح بلا كرامة وجاه , بمعنى أنه يطلب الأشياء ممن ليس أهلاً لها , والعزة محصورة في ذات الله سبحانه وتعالى ولهذا صرح عنها القرأن وبكل وضوح بقوله تعالى (أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا) النساء (139) وقوله تعالى (مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا) فاطر (10) , أي أن العزة تأتي بطاعة الله واجتناب معاصيه وترك موالاة الفاسقين والعاصين والزناة والمنافقين , ولكن مع الأسف البعض كان عنده مفهوم العزة خاطئ على أنه بالقوة والغلبة والماديات الدنيوية تتحقق العزة وهذا تحليل خاطئ بل لم يكن من منهج الإسلام ولا يقبل الإسلام بأن تقتل إنسان أو تفجر بيته أو تنتهك حرمته لتحكمه حكم الإسلام رغماً عنه وبهذا الفعل الخاطئ الاجرامي يصبح الإسلام صنيع الإرهاب , فنقول كلا وألف كلا وقرأننا واضح ورسولنا واضح في تعامله مع الناس وأخلاقه يشهد لها العدو قبل الصديق قال تعالى مخاطباً الكافرين ({لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}) كلام واضح وفي قمة العزة والشموخ وعدم الطلب أو الإرغام بدخول دين الإسلام الناس لها كامل الحرية في الدنيا هي من تختار طريقها والملتقى عند الله وهو الحكم العدل. وما دفعني لكتابة هذه السطور أفعال واجرام وإرهاب أتباع الخط التيمي الداعشي حيث يفرضون أفكارهم ودينهم الذي يعتقدون به على الناس وإلا أنت كافر يجب قتلك وسلب ثرواتك وانتهاك حرمتك أو التمثيل بجثتك !! وبهذا يطلبون العزة للدين ولخلافتهم المزعومة ولأفكارهم الإلحادية وربهم الشاب الأمرد القطط فلا نعلم هل تغير دين الله وصار رغماً على الناس ومن يحاسبهم وقع في الاشراك بالله وجسّمه وشبهه. ومن هنا كان تسأل المحقق الأستاذ في محاضرته العقائدية (2) من بحث (الدولة.. المارقة ... في عصرالظهور ... منذ عهد الرسول ) الذي طرحه على دولة الدواعش وخلافتهم المزعومة وإرهابهم الحاصل اليوم وفرض أنفسهم بالقوة والقتل والتفخيخ ؟! قال المحقق الأستاذ ((أقول : هل عزة الخلافة بالإجرام والإرهاب، فممكن أي حكومة من الحكومات الدكتاتورية ثبتت عندها القوة والعزة، فإذًا نقول عزة الخلافة تثبت، عزة الحكومة تثبت، وإرهاب الحكم يثبت، وقوة الإسلام واستقامة أموره والاجتماع على من يقوم بالخلافة ، إذًا كيف تتحقق قوة الإسلام؟ هل بالبطش والإرهاب والمكر والتآمر والتدخل في شؤون الدول وشن الحروب والتأسيس للقتال بين الشعوب؟ وكيف تستقيم أمور الدين أو أمور الإسلام؟!))).
وختاماً العزة تكتسب ديمومتها من ارتباطها بالعزيز دائم العزة، والزائلة هي التي ترتبط بعزة من تزول عزته لأي سبب من الأسباب فنتمنى من أتباع ابن تيمية أن يراجعوا أفكارهم جيداً والذي فعلوه بأمة الإسلام أليس من عزة الإسلام ومنهجه أن يكون المسلم المؤمن رحيم على اخوته المسلمين ليكتسب العزة من الله وما نراه اليوم هو العكس قتل المسلمين بدم بارد والتفاخر بقتلهم أي عزة تنشدونها وأي إسلام تسيرون عليه. فلاح الخالدي