اخبار العراق الان

زواج اللاجئين السوريين في مهب التعقيدات الرسمية بلبنان

زواج اللاجئين السوريين في مهب التعقيدات الرسمية بلبنان
زواج اللاجئين السوريين في مهب التعقيدات الرسمية بلبنان

2017-12-18 00:00:00 - المصدر: ميدل ايست


بيروت - عندما يتزوج السوريون الذين لاذوا إلى لبنان فرارا من الحرب في بلادهم، غالبا ما تتحول المناسبة السعيدة، التي ينظر إليها على أنها علامة بارزة على الطريق إلى الحياة الطبيعية، إلى كابوس بسبب البيروقراطية والروتين.

ويتضاعف بؤسهم ومعاناتهم لفقدان وطنهم مع شعور جديد بالخوف من أنهم قد لا يتمكنون من العودة إليه أبدا.

ويمثل هذا معضلة بتداعياته المحتملة على الاستقرار في لبنان، الذي يؤوي أكثر من مليون لاجئ سوري وربما لبلدان أخرى في الشرق الأوسط وأوروبا قد ينتهي بهم المطاف إليها في حالة انتشار التوتر.

فكثير من اللاجئين السوريين، مثل ابن امرأة تدعى فاطمة، تزوجوا على يد شيوخ في خيامهم أو في مكان قريب، ولم يدركوا أن هذا الزواج غير رسمي إلا بعد ولادة أطفال.

وتقول اللاجئة السورية فاطمة "ما عم من لاقي حداً يساعدنا يعني مشان يثبت زواجو ابني.. ما عام من لاقي حداً يساعدنا.. سألنا مرتين تلاتي وما حداً ساعدنا. يعني لا شيخ بيقبل يثبتلنا ياه.. ما عم من لاقي".

وعندما يذهبون لتسجيل أطفالهم في السجلات المحلية، كثيرا ما يُقال لهم إن هذا غير ممكن بسبب عدم وجود وثيقة أو قسيمة زواج رسمية وبدون هذا التسجيل، لا يحق لهؤلاء الأطفال الحصول على جواز سفر سوري أو بطاقة هوية أخرى تمكنهم من الذهاب إلى هناك. وبدون وجود أوراق ومستندات هوية سوف يواجه هؤلاء المواليد خطر الاحتجاز في لبنان في المستقبل.

ويقول راجح وهو لاجئ سوري في قرية بجنوب لبنان "تسجيل الزواج.. المشكلة الي واجهتنا.. أكبر مشكلة واجهتنا هي قصة الشيخ.. يعني الشيخ السوري مو معترف علي. فيش مثلاً متل هن في مختار، من روح منسجل عند المختار مثلاً أنا سجلت زواجي بسوريا، عندي دفتر عيلة. أنا كنت متزوج قبل الأزمة بال 2009 تقريباً. عندي البركة 5 ولاد، 2 منن إجوا بلبنان، بروح عند المختار، بدي ياه يمضيلي شهادة الولادة لبلش بل اجراءت وكذا . بقولي روح زبط وراقك بلأول. مأنا كاسر إقامتي".

ويضيف راجح "في خيي عندي إخوات تنين اتجوزو بلبنان هون كذلك نفس العملية يعني حتى شهادة ولادي بالمشفى ما عطوهن. قال روح جيب ورقة شيخ بعدين بتجي لتاخد شهادة ولادي، والشيخ لازم يكون معترف في ومصدق من شيخ لبناني يعنه مش بس الشيخ السوري، تكون الورقة مصدقة من الشيخ اللبناني هيك حاكولي بالمشفى".

وتبدو القوانين والتشريعات بعيدة جدا عن المستوطنات العشوائية أو الأماكن التي يقيم فيها اللاجئون السوريون في لبنان. والزواج بمعرفة الشيوخ غير المسجلين أمر شائع لكن من الصعب تحديد عدد حالاته لأن السلطات نادرا ما تسمع عنه.

وفي حين أن من السهل في سوريا تسجيل الزواج الشفهي بمعرفة القبائل أو الزيجات الدينية فإن لدى لبنان إجراءات معقدة ومكلفة.

فعليك أولا أن تكون متزوجا على يد شيخ مصرح له من قبل واحدة من المحاكم الدينية التي تتعامل مع المسائل العائلية، والذي يعطيك عقدا. ثم عليك بعد ذلك الحصول على شهادة زواج من كاتب عدل محلي، ونقل الشهادة إلى السجل المدني المحلي وتسجيلها في سجل الأجانب.

ومعظم السوريين لا يكملون هذه العملية، لأنها تتطلب إقامة قانونية في البلاد، والتي يجب تجديدها سنويا بتكاليف تبلغ نحو 200 دولار على الرغم من أنه تم إسقاط الرسوم عن بعض اللاجئين هذا العام.

ويقول الشيخ وسيم يوسف الفلاح وهو قاض شرعي في بيروت إن عدد القضايا في المحكمة تضاعف لثلاثة أمثال.

ويوضح "العدد عنا مش تضاعف، صار ضرب تلاتي بالنسبة لموضوع السوريين الموجودين. وكلن عم ياخدوا أوراق، وكلن عم ياخد لبرا مشان إثبات زواجن بسورية مشان أوراقٌ، هيد كلا موجوده ويومياً يومياً عم بكون في".

ويضيف "لحتى حول حد من الزوجة البتسير برى، لحتى يكون كلو ضمن الأمور القانونيه والصحية. إذا جاي تنين ما في عندن حمل. عام قولهن رجعوا عملوا زواج أساسي من الأول. يعنه عمل زواج، بقولي مزوج برا أنا، تزوجت برا مع شيخ ، بقله تعا في ولاد بقلي لأ، بقله منعمل زواج".

وقالت الأخصائية القانونية في مجلس اللاجئين النرويجي تينا جيو إن أكثر من 50 في المئة من اللاجئين السوريين في لبنان أصغر من 18 عاما مما يجعل الولادات والزيجات أمرا شديد الأهمية.