اخبار العراق الان

اردوغان يصنع من مسألة تاريخية خلافا مع الإمارات

اردوغان يصنع من مسألة تاريخية خلافا مع الإمارات
اردوغان يصنع من مسألة تاريخية خلافا مع الإمارات

2017-12-23 00:00:00 - المصدر: ميدل ايست


اسطنبول – اتخذت تركيا السبت خطوة تصعيدية جديدة تجاه الامارات على خلفية تغريدة اعيد نشرها حول قائد عثماني كان متهما بارتكاب انتهاكات واسعة ضد ابناء منطقة المدينة المنورة في اوائل القرن العشرين.

ومنذ ثلاثة ايام، جندت تركيا وسائل اعلامها ورجال دين وسياسيين واستدعت السفير الاماراتي وتدخل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، احتجاجا على تغريدة اعاد وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد نشرها على تويتر حول فخر الدين باشا.

وتقول العديد من المصادر التاريخية ان فخر الدين باشا قاد عملية لنهب الأموال والمخطوطات من المدينة المنورة عام 1916 خلال الحرب العالمية الأولى أثناء خضوع المدينة للحكم العثماني.

وذكرت وكالة الأناضول التركية للأنباء السبت أن تركيا تعتزم إطلاق اسم فخر الدين باشا على الشارع الذي توجد فيه سفارة الإمارات في انقرة.

وقالت الوكالة إن رئيس بلدية العاصمة أمر بإجراء تحضيرات لتغيير اسم الشارع الذي تقع فيه البعثة الدبلوماسية الإماراتية ليحمل اسم القائد العثماني.

وازاء مسألة تاريخية خاضعة للاخذ والرد، اعتبرت انقرة اعادة نشر التغريدة وكأنها "هجوم إماراتي" على تركيا مع ان الالاف اعادو تغريدها على موقع تويتر.

ولم ترد الامارات بشكل رسمي على الخطوات التركية.

ويحكم حزب العدالة والتنمية الاسلامي تركيا منذ 13 عاما، ميزتها نزعة الاسلمة التي يتبناها اردوغان والحنين الى عصر الخلافة العثمانية التي حكمت البلاد العربية اربعة قرون انتهت خلال الحرب العالمية الاولى.

لكن مراقبين يرون ان تركيا في حالة تراجع عن العلمانية التي اعلنها سلف اردوغان واول رئيس للجمهورية التركية مصطفى كمال اتاتورك وانهى بذلك عهد الخلافة العثمانية.

وشن اردوغان هجوما غير لائق على الامارات، دون ان يذكر وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد بالاسم.

وحزب العدالة والتنمية التركي مقرب من قوى إسلامية بينها جماعة الاخوان المسلمين المصنفة جماعة ارهابية في الامارات.

كما تصاعد التوتر في العلاقات بسبب دعم أنقرة لقطر بعد أن فرضت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قيودا عليها في يونيو/حزيران بسبب تورط الدوحة في دعم الإرهاب.

وفي اغسطس/اب، انتقد وزير الخارجية الإماراتي ما وصفه بالسلوك "الاستعماري" لتركيا وإيران في سوريا رغم أن تركيا والإمارات تعارضان الرئيس السوري بشار الأسد.

وكانت المدينة المنورة جزءا من أراضي الإمبراطورية العثمانية حتى انهيار الإمبراطورية في نهاية الحرب العالمية الأولى.

وقال إردوغان إن فخر الدين باشا "لم يسرق شيئا من المدينة المنورة أو من شعبها بل جاهد لحمايتها وحماية سكانها في وقت الحرب".

وخلال ثورة الشريف الحسين بن علي شريف مكة في يونيو/حزيران 1916، وأول من نادى باستقلال العرب من حكم الدولة العثمانية، كلّفت السلطة في الباب العالي فخرالدين باشا بالتصدي للثوريين العرب وتم تشويه سمعتهم في التاريخ الوطني التركي.

وتقول تركيا ان الثوريين العرب "طعنوا العثمانيين من الخلف. وتواطؤا مع الإنكليز"، أما في التاريخ العربي القومي فقد اشيد بهم باعتبارهم وطنيين ناضلوا ضد العثمانيين من أجل الاستقلال، ومنعهم من الاستيلاء على المدينة المنورة، والمراكز الموجودة في المناطق المحيطة بها.

وخلال تواجده في المدينة المنورة، كانت لفخرالدين باشا في الظاهر بعض الإيجابيات من ذلك أنه أدخل تحسينات معمارية لتطوير المدينة المنورة.

ولكن في نفس الوقت كان يرسل إلى العاصمة اسطنبول الكثير من المآثر والتحف من ذلك أنه أرسل في أواسط أغسطس عام 1918، مخطوطات مهمة كانت موجودة في مكتبات المدينة المنورة، وحوالي 750 من أعمال الفن الإسلامي القيمة.