اخبار العراق الان

ضابط الايقاع الغائب !

ضابط الايقاع الغائب !
ضابط الايقاع الغائب !

2017-12-26 00:00:00 - المصدر: المركز الخبري الوطني


عمار البغدادي

سيتهمني تيار معروف في "الاعلام الرسمي" انني اقف الى جانب رئيس شبكة الاعلام العراقي السابق المفكر الاسلامي المعروف محمد عبد الجبار لقناعتي ان مايجري في شبكة الاعلام العراقي من مشاكل وماوقعت فيه من هنات وماوصل الينا في الاعلام الحر من مواجهات خلال سنة من الان ابعد الشبكة عن اهدافها الفكرية والاعلامية والسياسية والوطنية والتحديات الجوهرية التي يعيشها البلد وقربها الى الفراغ وهو مالاينسجم او يلتقي مع اهدافها التي اكدها بيان التاسيس الاول لها بعد سقوط النظام مطالع عهد التغيير في ال2003.

ظهر ابوسعدي في فترة مهمة من تاريخ العملية السياسية وشبكة الاعلام العراقي وكانت الشبكة تحتاج الى ضابط ايقاع يقودها وتدبر امرها ويوزع السلم الموسيقي على بقية الفريق الاعلامي الموزع اساسا على اقسام ودوائر الشبكة في وقت كانت الموازنة العراقية تحتمل العمل على تطوير الشبكة وتنمية برامجها وتشغيل الدراما العراقية بعد غياب استمر سنوات وكان عبد الجبار الشبوط ضابط الايقاع الماسك بقوة بملفات التطوير الشاملة من ملف الدراما الى البرامج السياسية ونشرات الاخبار الى الزيادة المهمة التي شهدتها رواتب ومستحقات الموظفين.

ورغم كل المشكلات التي كانت تعترض مسيرة الرجل والاشاعات الماحقة الصاعقة التي تعرض لها لكن الشبكة لم تمر بارباك وانهيار كالارباك والانهيار الذي شهدته منذ سنة الى الان..يكفي ان الشبكة شهدت مجيء ورحيل اربع رؤساء على ادارتها وقيادتها وكاننا في العهد الملكي ولسنا في عهد المالكي والعبادي ومايفترض ان تشهده الدولة من استقرار اعلامي واستقرار في رؤية تطوير هذه الشبكة الكبيرة التي يدير مؤسساتها ومستوياتها كادر هو الاكبر في كل الاقطار العربية ومؤسسات دول محيطة مايعكس حجم المهمة ووظيفة المؤسسة ورسالتها السياسية الوطنية العامة.

حسبة بسيطة في المكاسب التي تحققت في عهد الشبوط واختفاء ربع النشاط بعد تولي اربع رؤساء خلال سنة في الشبكة العراقية تعكس ازمة حقيقية سيبقى الاعلام الوطني في الشبكة يعيشها ويعاني منها مايؤثر على الخطاب ومستوى النشاط والهم الولاء العقدي للمهمة الاعلامية التي برع الشبوط في تاسيسه بالشبكة في ظل عملية سياسية تتحشد بعيوب التاسيس اذ ظهر هذا الولاء العقدي والحرص على اداء المهمات الصعبة في الرسالة العسكرية والكلمة الثورية التي اداها المراسلون الحربيون في جبهات القتال..

هؤلاء الرجال هم رجال ابي سعدي قبل ان يكونوا رجال المؤسسة الاعلامية حيث كان يشتغل على التاسيس وبناء الخطاب الوطني في ظل حرب ضروس وتظاهرات اصلاح وقد مازج الرجل بين اصلاح الحكومة والدعوة الى محاربة الفساد  واصلاح الخطاب ماظهر تاليا بنجاح شبكة الاعلام في تادية رسالتها السياسية والاجتماعية والشعبية وربما تحول مربع الصورة التلفزيونية في زمن ابي سعدي وهو يغطي الحرب برجاله ويدير السياسة اليومية العراقية في مواجهة تحديات المحيط والقوى العميقة في الدولة العراقية مربع العائلة العراقية كما هو مربع المتابع والسياسي والوزير ورئيس الوزراء.

كانت الشبكة في زمن ابي سعدي شبكة الناس وشبكة الشارع وهم المواطن قبل ان تكون شبكة الكتل السياسية المتنافسة لان الفكرة التي كانت تستولي على الرجل وتطوقه تكمن في كيفية تحويل الاعلام الرسمي الى اعلام شعبي!.

ان ضابط الايقاع الذي غيب في غمرة البحث عن اكذوبة رجال التكنوقراط كان شهيد ثورة احكمت حصارها الكبير على داعش ووزعت النوتا على كامل الفريق السياسي والبرلماني ومؤسسات الدولة الاخرى وحين عرفوا ان الرجل ذاهب الى بناء شبكة بحجم الدولة والدولة الحلم اجهزوا عليه ليصار الامر من بعده دولا ومماليك لذلك تعاقب على الشبكة خلال سنة رؤساء اكثر من رؤساء الوزارة العراقية خلال سنة في العهد الملكي!.

شبكة الاعلام العراقي لاتحتاج كل هذا اللغط والتوسع في ملف تقديم المرشحين وكاننا في علوة الرشيد ولسنا في دولة بل تحتاج الى ضابط ايقاع يتم اختياره وفق معيارات واسس وذوق ومزاج اعلامي يتجرد فيه هذا الضابط من نزعته الحزبية ومشاكله الشخصية وينصرف الى مهمته بمايكفل التطوير ويتعهد بالبناء الرشيد.

كان الله في عون الشبكة ورحم الله ضابط الايقاع الشهيد!.