فوكس نيوز: لمواجهة إيران على ترامب إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط
بغداد/ متابعة نبأ نيوز
كتب مايكل ماكوفسكي على موقع “فوكس نيوز″ مقالا دعا فيه لتغيير خريطة الشرق الأوسط كوسيلة لمواجهة إيران، وماكوفسكي لمن لا يعرفه هو المدير التنفيذي للمعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي. وهو المعهد الذي قدم ورقة عمل شارك في إعدادها عدد من الجنرالات والدبلوماسيين حول مستقبل سوريا واقترحوا فيها سلسلة من الأمور حول الدور الأمريكي ومواجهة إيران وروسيا هناك. وكتب ماكوفسكي قائلا إن صعود إيران الجيوسياسي يعتبر أخطر وأهم تطور حدث في هذا القرن. وفي الوقت الذي أكدت فيه استراتيجية الأمن القومي الجديدة للرئيس ترامب إيران من أهم التحديات للأمن القومي الأمريكي إلا أنها لم تتقدم بأية استراتيجية متماسكة تعرض فيها الخطوات لمواجهة الخطر الإيراني المتزايد في المنطقة.
ودعا الكاتب ترامب تقليد الرئيس دونالد ترامب الذي اتبع سياسة هجومية لإضعاف الإتحاد السوفييتي السابق. وقام ريغان من خلال هذه الإستراتيجية بدعم القوى المحلية المعادية للشيوعية حول العالم. واليوم على أمريكا دعم القوى التي تريد الإستقلال والتحرر من التأثير الإيراني. وعليه يجب أن تبقي الولايات المتحدة على وجود عسكري وتقديم دعم عسكري للقوى المحلية في العراق وسوريا. وهي بحاجة في الوقت نفسه لدعم حلفائها بالمنطقة خاصة الأردن وإسرائيل والتي يجب أن تعمل على احتواء الأعمال الإستفزازية التي تقوم بها إيران وجماعاتها الوكيلة. ومع ذلك فهذا الموقف الهجومي لن يكون كاف لاحتواء إيران فضلا عن تغيير مسار الأحداث. ويجب على الولايات المتحدة الإعتراف بكل من العراق وسوريا واليمن ولبنان في الحالة التي هي عليها: كيانات مصطنعة فاشلة خاضعة للهيمنة الإيرانية. فقد استفادت طهران من انهيار “الخلافة” لكي تعزز قوتها على هذه الدول الأربع. ويرى ماكوفسكي أن الحفاظ على وضع هذه الدول في الشكل الحالي لن يخدم سوى إيران “ولا شيء مقدس حول حدود هذه الدول التي رسمها على ما يبدو صانع خرائط مخمور ومعصوب العينين. وبالتأكيد فعدم احترام تنظيم الدولة وإيران لهذه الحدود أظهرتا فوضوية وعدم أهميتها”.
ويقول الكاتب إن العراق وسوريا واليمن ولبنان ليست دولا قطرية بل هي كيانات مصطنعة في مرحلة ما بعد الحرب الأولى ونشأت من رماد الدولة العثمانية في تجربة ضخمة فاشلة قام بها قادة العالم. فهذه الدول تتميز بانقسامات عرقية- طائفية كان يجمعها في إطار واحد حاكم ديكتاتوري أو عانت من الجرائم الطائفية. ومن هنا فضعف إيران نابع من اعتمادها على أنظمة قمعية تحكم مناطق تعاني من انقسامات عرقية- طائفية. وعليه فيجب على الولايات المتحدة استغلال مظهر الضعف هذا والتركيز ودعم القوى التي تعارض هيمنة إيران وترغب بالإستقلال عن عواصم بلدانها. وستكون النتيجة كونفدراليات مفتوحة أو دول جديدة تقوم على الحدود الطائفية الطبيعية. ويعترف الكاتب بصعوبة إعادة رسم العلاقات السياسية والحدود وعدم قدرة أمريكا التحكم بالنتائج ولكنها تستطيع التأثير عليها. ومن هنا فهناك حاجة للتعمق في تاريخ كل بلد ودراسة المميزات الخاصة بها والتشاور مع الحلفاء قبل تبني هذه السياسة. ويضرب مثالا عن دعم قيام دولة كردية في العراق ووقف الدعم العسكري عن بغداد التي ستحكم فدرالية بدون كردستان. وبالنسبة لسوريا يمكن إقامة كونفدرالية عرقية أو دول منفصلة توازي قوة بعضها البعض: دولة علوية تهيمن عليها إيران على الساحل ودولة كردية في شمال – شرق البلاد ودولة عربية سنية في قلب سوريا. وحتى تظهر أمريكا أنها ليست معادية للشيعة فقد تقوم بتحسين علاقتها مع أذربيجان- الدولة ذات الغالبية الشيعية والعلمانية القريبة من إيران. ومن النتائج الجيدة لهذا المدخل هو أثره على إيران نفسها التي تعيش فيها أقليات ذات حجم كبير- كردية وأذرية مما سيضعف الدولة نفسها. وربما ناقش البعض أن هذا المدخل ليس عمليا ويؤثر على استقرار المنطقة ويمنح إيران فرصا جديدة. ويرد الكاتب على أن مسار المنطقة خطير وستواجه أمريكا عبء التكيف مع الحدود الجديدة والرد على العدوان الإيراني. ويرى الكاتب أن طهران ليست قوة هيمنة ترضى بالوضع القائم بل قوة توسعية ترغب بتدمير إسرائيل وهي الدولة الوحيدة التي لم يذكر الكاتب أنها بدون حدود وطموحاتها التوسعية اكبر من إيران. ويدعو الكاتب أيضا لمواجهة المشروع النووي الإيراني والصواريخ الباليستية التي قد تصل إلى التراب الأمريكي. ويمضي ماكوفسكي ليناقش عملية فكرته قائلا إن الدول المصطنعة قسمت أو فككت بنجاحات معينة، مشيرا إلى البوسنة والهرسك والإتحاد السوفييتي السابق وتشيكوسلوفاكيا. وتدار البوسنة تحديدا من خلال كونفدرالية. ويدعو الكاتب في النهاية ترامب لممارسة خراب جديد بالمنطقة في حربه مع إيران بمبرر أن البنية السياسة في الشرق الأوسط تخدم طهران ويجب على ترامب تفكيكها.