رياض القاضي يكشف في روايتيه عن مؤامرات تمدد الاعداء في المنطقة
كاتب وروائى عراقى بدأ الكتابة في سن مبكرة من حياته عندما كان في سن 15 عاما، شارك بكتابة عدة مسرحيات وقصص للأطفال في منتصف الثمانينات. وشارك بأداء أدوار مهمة في عدة مسرحيات منها "عندما عاد الفارس" للمخرج الكبير واجب سعيد. ثم عمل في الإعلام والتوجيه السياسي التابعة لمجلة "الأمن القومي" من عام 1992 الى 1996 قبل دخوله معهد الضباط العالي للأمن القومي.
ترك العراق منذ سنوات طويلة ويقيم فى بريطانيا، من أهم مؤلفاته: الرماد والحريق، بغداد، كهرمانه والغزاة، رساله لرجل في الاربعين، نسرين (مجموعة خواطر) عصر النساء (خواطر) تأملات، اسطنبول، حواء، قارئة الفنجان، من يوميات رجل حزين. مولانا السيد (وقد أثارت الجدل في الأوساط الدينية العراقية، ومنعت من المشاركة في معرض بغداد للكتاب) ورواية "بيت القاضى" وهي أحدث أعماله.
يقول الشاعر رياض القاضي: عندما دخلت مرحلة كتابة المسرحيات في نهاية الثمانينيات، كان المسرح في أوج الثقافة والانتصارات العراقية على إيران التي فتحت الكثير من الابواب والفرص لنا كناشئين "وقتها" لكي نثبت جدارتنا في عالم المسرحيات وخصوصا انا كنت صغيرا في السن وكنت دائما أكتب القصص القصيرة للاطفال متأثرا بمؤلفين كبار عرب وأجانب. ولكن الذي بدد أحلام الشباب هي حرب الخليج بعد عام 1991 .. فأضطررت الى التوقف عن الكتابة والاهتمام بالمعيشة، ولكن لم أهجر القراءة وبقيت أتابع الروايات وأخبار المشاهير.
وبعد خروجي من بلدي ممزقا ضعيفا أبحث عن آمال لأحقق أحلامي في الغربة التجأت الى الخواطر والاشعار، ومن ثم قررت ان اضع لنفسي أولى الخطوات الصعبة في عالم الرواية. أما الآن فأنا أبحث عن فرص لكي أرجع لكتابة المسرحيات لانها تكملة حقيقية لمهارات الكاتب. والفن والأدب دائما يعيشان في داخلي كما الروح في الجسد.
ويضيف: العراق وخاصة بغداد هي حبيبتي. تربيت في أحضانها وجعلت مني رجلا قويا فكيف أنساها الآن وهي محتاجة الى أدبائها وفنانيها وشعرائها. إن لم نكتب لبغداد فكيف سنستطيع أن نكتب للقاهرة؟ فهناك علاقة كبيرة بينهما وبين بقية العواصم العربية. فالأدب العربي كله شريان متصل ببعضه البعض لا يستطيع أن يجري الأدب في هذا الشريان والعروق ما لم نكن أولا ملتحمين ومتضامنين مع أنفسنا وأشقائنا. إذن علينا أن نكتب لبلدنا أولا لكي نقدم الأفضل لأوطاننا كعرب وكأمّة قوية لا تكسرها الرياح الصفراء.
ويذكر الشاعر العراقي أن البحث عن كل شيء جديد يوقظ العقل من سباته هو من وظيفتي ووظيفة الكثير من المؤلفين. علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أن الكتابة بأمور لا تتعلق بمصائرنا هو شيء في الفراغ. ولكي أكون مميزا يجب أن أقدم عملا مميزا. فروايتي "أحدب بغداد" كانت لها صداها في العراقـ وأيضا "مولانا السيد" منعت من عرضها في معرض بغداد الدولي للكتاب، لأنها تكسر الحواجز وتكشف الألاعيب التي تُحاك لبلدي.
وهذا الكتاب قد عزّز من موقفي ودفعني لكي أبحث عن مواضيع أكثر اثارة وخفية لحد الآن. وأتصيد أي ملف يقع في يدي لأحوله الى رواية وأقدمه للقارئ العربي والأجنبي، بعدما بدأت دور النشر الأوروبية بترجمة كُتبي الى الانجليزية وتسويقها عبر امازون وكاندل .
ويوضح رياض القاضى أن رواية "مولانا السيد" التي حققت أرباحا عالية في معرض القاهرة الدولي للكتاب وتم طباعة النسخة الثانية بعد شهور يؤكد أن ما يحتويه الكتاب هو شيء مهم، يكشف عن مؤامرات تمدد الاعداء في المنطقة. فالرعب كان له دور في إنجاح الكتاب، وكما قال النقاد في الصحف "مولانا السيد حرب مع الشيطان نفسه".
وكشفت الرواية عن الغطاء الديني والسياسي الذي يتلفع به رجال الدين من أجل اغواء المناطق التي لم تصلها ذرة علم وتجنيدهم للشيطان نفسه في سبيل تحقيق أطماعهم. فكيف لا نحارب هؤلاء الدجلة وهم يقنعون الناس بالتبرك في عمود نور أو الالتفاف حول تراكتور زراعي ليتقربوا من الله. شيء مضحك ومبكي في نفس الوقت.
وأضاف: من أجل أن أضيف رعبا حقيقيا وأجعل القارئ يحس بما يقرأه، وينفعل مع الكتاب سافرت إلى المغرب، وبالتحديد إلى الأماكن التي توجد فيها أعمال السحر وخاطرت بذلك السفر وعلى خروجي سالما رغم تحذيرات الرجل الدليل الذي كان يرافقني الى بيوت السحرة. فزرت قرية كاملة مليئة بأعمال الشعوذة والسحر وكانت هذه القرية كالجحيم الذي نادرا ما يخرج منها الطير سالما، وبالطبع جمعت أمورا تخص الرواية وقصص رعب حدثت قبل سنين، ومن ثم لم أتاخر من تدوينها حال عودتي إلى الفندق لكي لا أنسى شيئا. فالرعب مطلوب في بعض الأعمال ليشد القارئ من خلال أسلوب الكاتب إلى ما يقرأه من كتاب بين يديه.
انظر سبب اشتهار الروائيين العالميين بين العالم، أنهم يعرفون النقطة المؤثرة في عقل القارئ لأن الأخير ينشد بالحدث من خلال أسلوب الكتابة والوصف وذكاء الكاتب.
أما عن رواية "بيت القاضي" فيقول عنها إنها من أهم أعمالي التي ستعرض في معرض القاهرة الدولي للكتاب القادم. فقصتها مختلفة تماما كما هو قد اشيع مؤخرا عن فيلم "العراب" فهو يتكلم عن صراعات البيوت للعوائل الكبيرة المتنفذة في الدولة من خلال سيطرتهم على عالم التجارة والمافيا. وقد لعب اليهود دورا كبيرا قي كتابي الأخير. وأيضا تدور أحداثها في القاهرة قبل تأسيس جماعة الاخوان لمنظمتهم وكيف تم دسّ بعض الأغنياء التجار في هذه اللعبة. "بيت القاضي" رواية مميزة جدا وهذا ما أكده النقاد أثناء مناقشة "مولانا السيد".
وهو يرى أن أغلب الرواية واقعية، فشخصية "دانيال دنغور" اليهودي والذي يتزعم أكبر مافيا تحت غطاء التجارة العالمية أيضا حقيقية. وأضفت أنا مستعينا بخيالي بعض الأحداث الغريبة لكي أحقق ما أريده من الكتاب لكي يخرج بشيء مختلف تماما عن كتب اليوم.
ولاشك أن فيها شيئا من الأحداث البوليسية، لأن أغلب الرواية تتحدث عن مطامع تجار المافيا في البلد وعن حروب تستهدف اقتصاد البلد وتدميره من خلال الاغتيالات التي طالت حتى السياسيين والتجار والشعب.
وأكد رياض القاضي أن الرواية ستكون على رفوف معرض القاهرة الدولي للكتاب، وهو يعمل جاهدا على اتمام الإخراج الفني ليكون للكتاب نصيب المشاركة في أكبر ثاني معرض دولي للكتاب بعد فرانكفورت.