خامنئي يلجأ إلى نظرية 'المؤامرة' لطمس الاحتجاجات العفوية
طهران - اتهم المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الثلاثاء "أعداء" إيران بالتآمر ضد إيران، في أول تعليق له على التظاهرات الجارية لليوم السادس احتجاجا على الحكومة والضائقة الاقتصادية في هذا البلد.
وقال خامنئي في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي إنه "في أحداث الأيام الأخيرة، اتحد الأعداء مستخدمين وسائلهم، المال والأسلحة والسياسة وأجهزة الأمن لإثارة مشكلات للنظام الإسلامي" الإيراني.
وأضاف أن "العدو يترصد على الدوام فرصة وثغرة للتغلغل وتسديد ضربة للأمة الإيرانية"، من دون أن يعطي المزيد من التوضيحات حول الجهات المقصودة.
وتابع في كلمة ألقاها خلال تجمع لعائلات ضحايا الحرب "ما يمكن أن يمنع العدو من التحرك هو روح الشجاعة والتضحية والإيمان التي تحرك الشعب".
وتتهم السلطات الإيرانية مجموعات معارضة "معادية للثورة" متمركزة في الخارج بالسعي لاستغلال استياء المواطنين الإيرانيين من الوضع الاقتصادي للحض على إثارة اضطرابات في هذا البلد.
وقتل 21 شخصا منذ انطلاق الاحتجاجات الخميس التي بدأت في مشهد ثاني أكبر المدن الإيرانية قبل أن تمتد إلى جميع أنحاء إيران.
وأوقف حوالى 450 شخصا منذ السبت في طهران في ظل التظاهرات المتواصلة في إيران منذ الخميس احتجاجا على الضائقة الاقتصادية، وفق ما أعلن مسؤول محلي.
وتشهد ايران الخاضعة منذ سنوات لعقوبات دولية فرضت عليها بسبب أنشطتها النووية الحساسة، تظاهرات مستمرة منذ الخميس احتجاجاً على الضائقة الاقتصادية ورفضاً لسياسات حكومة الرئيس حسن روحاني.
وهي أكبر موجة تظاهرات منذ الحركة الاحتجاجية ضد اعادة انتخاب الرئيس السابق المحافظ المتشدد محمود أحمدي نجاد عام 2009 والتي قابلها النظام بموجة قمع شديدة.
وتعد إيران من أبرز داعمي الحكومتين العراقية والسورية، وتمدهما بمساعدات و"مستشارين عسكريين" اضافة الى "متطوعين" يشاركون في القتال الى جانب القوات الحكومية في البلدين.
وتركزت الاحتجاجات في إيران بشكل رئيسي في المدن الصغيرة والمتوسطة. وفي حصيلة إجمالية، قتل 21 شخصاً بينهم 16 متظاهراً منذ انطلاق التظاهرات في مشهد، ثاني مدن إيران، قبل أن تنتشر سريعاً وتمتد إلى جميع أنحاء البلاد. كما تم توقيف 450 شخصاً في طهران منذ السبت، وفق السلطات المحلية.
وتوعد الرئيس حسن روحاني بأن "أمتنا ستتعامل مع هذه الأقلية التي تردد شعارات ضد القانون وإرادة الشعب"، مؤكداً في المقابل عزم الحكومة على "تسوية مشكلات المواطنين"، لا سيما البطالة التي تطال 12بالمائة من القوة العاملة.