امجد العسكري يلقي نظرة داخل النسيج العراقي
قال نبينا محمد صل الله عليه وعلى آله وسلم "لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين"، فما بالك بالشعبالذي خاض عدة إنتخابات ليذوق ذات السم مرات عدة، مع كل إنتخابات يرتدي سياسي المشهد العراقي،ملابس وأقنعة تليق بالشارع الذي يترددوا عليه مع كل فترة إنتخابية، بحثا عن أصوات إنتخابية هنا وهناك،فعامل الإنتماء العشائري والطابع الديني، لعبا دوراً مهماً في إنتخابات عمياء خاضها الشعب، حاملين معهمعبارات ذات رتوش وزخارف طائفية دينية تارة وعنصرية قومية تارة اخرى، ليتمكنوا من خلالها كسب ودالشارع العراقي. الآن وبعد اربعة عشر عاماً، رفع غطاء الجهل وقصر النظر في البرامج الانتخابية عن غالبية افراد المكونالعراقي، فالمجتمع بكافة طوائفه غير راض عما يقدمه ممثلوهم في الحكومة السابقة والحالية، فقصورالخدمات وتدهورها, وانتشار الفساد السياسي والمالي والاداري، فالابتعاد عن الناخبين والاعتكاف بينجدران الخضراء بعد نيل مرادهم وصعودهم للبرلمان، كفيل بدفعهم للعزوف عن الانتخابات، اما عودتهمالى الحاضن قبيلها، وكثرة الوعود المنمقة والكاذبة، تعّد حركات رياضية بائسة، حفظها الشعب عن ظهرقلب، وبات الناخب يعلم علم اليقين، انها حيل وفنون خداع، فهم تضاريسها المراهق قبل الكهل. فلو تساءلنا، الى اي منحى تسير الانتخابات القادمة، ومن هو المرشح بالفوز فيها، سنجد ان النسيج العراقييتألف من عدة أطياف، منها من لمع اكثر من ذي قبل, ومنها من خفت وانطفأ نوره، فالشيعية ما بعد احداثداعش قد تكون الاقرب لتحقيق الانتصار السياسي بعد الانتصار العسكري، فهناك من نجح في الانخراطمع طوفان الحشد الشعبي، لكسب ود الشارع الشيعي، وهناك من عمد الى التصحيح، لينهض بجيل شبابيسياسي متميز، ذو كفاءة فكرية واعية، همها التجديد والابداع، لأجل النهوض بالواقع السياسي الهرمالمتهالك، حاملاً معه أفكاراً تنموية جديدة، عاصفاً ً بأمواج شبابية عاتية لإكتساح المشهد العراقي، كاسبينبذلك الطوائف التي عانت الويلات على يد داعش (الأزديين والمسيح والاقليات الاخرى، وبعض المناطقالسنية). من بين هذا قد تكون القوى السنية هي الحلقة الأضعف، فاحتمالية مشاركة مؤيديهم في الانتخابات قد تكونضئيلة، نسبة الى الوضع الراهن الذي تعيشه المحافظات المنكوبة بعد التحرير، فنزوح أغلب العوائل السنيةالمظلومة، وسكنهم في العراء، مفترشين الارض وملتحفين السماء، من المحتمل انه سينعكس سلبا علىرغبة المشاركة في الانتخابات القادمة. اما القوى الكردية فهي في دوامة الصراعات والمناكفات والتشرذم السياسي والمناطقي والحزبي الذيعصف بهم في الفترة الحالية بسبب اصرار بعض القوى الكردية المتسلطة على مشهدهم السياسي علىقراراتها الفردية والدكتاتورية البغيضة، فتلك الاحداث جعلتهم متفككين متنافرين يصعب لم شملهم، اماالمرشح الوسيط فهم المدنيين والعلمانيين، تلك الشريحة التي تعتاش على أخطاء الغير، دون تقديم ايةانجازات او مساهمات تذكر، يمكنها ان تضعهم في ما دون الصدارة على اقل تقدير، فتباكيهم على عوائلالشهداء، والفقراء من عامة الشعب، لا تكون كافية ليكن لهم حظوة في الانتخابات القادمة. في نهاية المطاف الشعب هو من سيحدد المصير، وهو من سيختار من يمثله في البرلمان القادم، فلا يمكنالتكهنات بأفكار هذا النسيج الوطني، فطبيعة حال السياسة متقلبة بين لحظة واخرى، ومن المحتمل انالفيس بوك سيلعب دورا مهما في مستقبل الايام القادمة، ويبقى الشعب العراقي متجذراً بمعتقداته الدينية،وميالاً لأنتمائه القبلي حتى لو نفخ اسرافيل في عقولهم. امجد العسكري/ كاتب عراقي