اخبار العراق الان

ماكرون يُؤنب أردوغان لانتهاكه الحريات

ماكرون يُؤنب أردوغان لانتهاكه الحريات
ماكرون يُؤنب أردوغان لانتهاكه الحريات

2018-01-05 00:00:00 - المصدر: ميدل ايست


باريس - دعا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الجمعة نظيره التركي رجب طيب أردوغان إلى "احترام دولة القانون" بشأن اعتقال عدد من الصحافيين الأتراك في تركيا وذلك اثر اجتماعهما بباريس.

وقال ماكرون في مؤتمر صحافي مشترك مع أردوغان إن "الديمقراطيات يجب أن تحترم بشكل كامل دولة القانون"، مضيفا أنه بحث مع أردوغان لائحة تتضمن حالات فردية أثناء اجتماعهما.

وأضاف "اسمحوا لي ألا أعرض لائحة الأسماء حرصا على الفاعلية إلا أننا أجرينا نقاشا تضمن أسماء بعينها وحالات بعينها".

وكانت عدة منظمات طلبت من الرئيس الفرنسي التطرق بشكل واضح إلى مسألة حقوق الإنسان في تركيا خلال لقائه الرئيس التركي.

وتابع الرئيس الفرنسي "لدينا خلافات في وجهات النظر حول الحريات الفردية في هذا الاطار وتطرقنا إلى الأمر بشكل دقيق جدا. لقد كان الحوار مثمرا مرتين في السابق عندما تم سجن صحافي وطالب صحافة في تركيا" في إشارة إلى المصور الفرنسي ماتياس دوباردون والطالب الصحافي لو بورو اللذين كانا اعتقلا العام الماضي في تركيا ثم أطلق سراحهما.

وقال ماكرون أيضا في الاطار نفسه "بالنسبة إلى موضوع حرية التعبير، إنه كل لا يتجزأ وهذا ما يميز دولة القانون".

وكان ناشطون من منظمة "مراسلون بلا حدود" رفعوا صور صحافيين مسجونين، أمام مقر السفارة التركية في باريس قبل أن تعترض الشرطة طريقهم.

وقال كريستوف ديلوار الأمين العام للمنظمة "اليوم السجون التركية مكتظة بالصحافيين الذين لا يقومون بعملهم" في هذا البلد الذي يحتل المرتبة 155 من أصل 180 في التصنيف العالمي لحرية الصحافة مع عشرات الصحافيين الموقوفين واغلاق أكثر من 150 وسيلة إعلام.

أردوغان يتستر بمكافحة الإرهاب

ورد أردوغان بالقول إن بعض الصحفيين يساعدون في رعاية الإرهابيين من خلال كتاباتهم وذلك بعد أن قال نظيره الفرنسي خلال مؤتمر صحفي مشترك إن على الدول أن تحترم سيادة القانون في معركتها ضد الإرهاب.

وقال الرئيس التركي وهو يقف بجانب ماكرون الذي عبر عن قلقه بشأن مصير طلاب ومدرسين وصحفيين في الحملة الأمنية التي تنفذها تركيا "الإرهاب لا يتشكل من تلقاء نفسه. الإرهاب والإرهابيون لهم من يرعاهم".

وأضاف "هؤلاء الرعاة هم أشخاص ينظر إليهم على أنهم مفكرون. يسقون الإرهاب من خلال أعمدتهم بالصحف. وفي أحد الأيام تجد هؤلاء الأشخاص وقد ظهروا كإرهابيين أمامك".

وتشن السلطات التركية حملة قمع غير مسبوقة منذ محاولة الانقلاب الفاشل في يوليو/حزيران 2016 شملت اعتقال وتسريح الآلاف بدعوى ارتباطهم بشبكة فتح الله غولن. كما اعتقلت سياسيين ونشطاء وصحافيين وأغلقت عشرات المؤسسات الاعلامية بذريعة ارتباطها أو ترويجها للإرهاب.

وأثارت حملات القمع التي ازدادت منذ وصول أردوغان للرئاسة في العام 2014، قلقا غربيا في ظل توظيف الرئيس التركي لحالة الطوارئ وقانون مكافحة الإرهاب لتصفية خصومه السياسيين وكل معارضيه.

وطالب الشركاء الأوروبيين تركيا بمراجعة قانون الإرهاب، لكن أردوغان رد بعنف متهما دولا أوروبية بتوفير ملاذات آمنة للإرهابيين، معتبرا أن القوانين الأوروبية تحمي جماعات إرهابية.

وشهدت العلاقات بين أنقرة وبروكسل توترا غير مسبوق، فيما تعثر مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بسبب انتهاك أردوغان لحقوق الانسان وقمع الحريات في مخالفة للمبادئ الأوروبية التي تشكل شرطا أساسيا للانضمام للاتحاد.

ماكرون يقترح شراكة مع تركيا

واقترح الرئيس الفرنسي الجمعة على تركيا "شراكة مع الاتحاد الأوروبي" كبديل عن الانضمام بهدف الحفاظ على ارتباط هذا البلد بأوروبا.

وقال اثر اجتماعه بنظيره التركي رجب أردوغان بباريس "يجب أن ننظر في ما إذا كان بالإمكان اعادة التفكير في هذه العلاقة، ليس في اطار عملية انضمام بل ربما في اطار تعاون وشراكة مع هدف الحفاظ على ارتباط تركيا والشعب التركي بأوروبا والعمل على جعل مستقبله مبنيا على التطلع إلى أوروبا ومع أوروبا".

وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك "أرغب في أن نفعل المزيد معا وأن تبقى تركيا راسخة في أوروبا، لكنني اعتقد أن عملية الانضمام كما تم البدء بها لن تؤدي إلى نتائج في السنوات المقبلة".

وتابع ماكرون "من الواضح أن التطورات والخيارات الأخيرة لتركيا في دولة القانون لا تسمح بإحراز أي تقدم في العملية".

وشدد على "ضرورة أن نخرج من نفاق يتضمن الاعتقاد بأن تقدما طبيعيا لفتح فصول جديدة في المفاوضات هو أمر ممكن"، مؤكدا أنه خاض في هذا السياق "نقاشا في غاية الصراحة" مع الرئيس التركي.

إلا أنه اقترح مع ذلك "حوارا هادئا" في الأشهر المقبلة مع "إعادة تفكير وإعادة صياغة ضمن سياق معاصر أكثر مع الأخذ بعين الاعتبار الحقائق الحالية".

ورد الرئيس التركي بأن بلاده "تعبت" من انتظار انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.

وقال "تركيا تنتظر منذ 54 عاما في الاتحاد الأوروبي. لا يمكننا أن نتوسل بشكل دائم الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي"، مشيرا إلى أن 16 فصلا للتفاوض ما تزال "مفتوحة ولم تغلق مطلقا" من أصل 35 في المجموع.

وأجاب ماكرون "أعتقد أن الاتحاد الأوروبي لم يفعل دائما ما هو جيد مع تركيا كونه ألمح أن الأمور كانت ممكنة عندما لم تكن كذلك مطلقا".

وأضاف "لا يمكن أن نستجدي بشكل دائم الدخول للاتحاد الأوروبي" وذلك مع استمرار تجميد مفاوضات انضمام أنقرة للاتحاد.