اخبار العراق الان

عاجل

افكار “مطشرة”

افكار “مطشرة”
افكار “مطشرة”

2018-01-06 00:00:00 - المصدر: اس ان جي


جعفر الونان

حقا ، الافكار وحوش مفترسة، تمضي بلا بوصلة، وتتحرك بلا هدف، نتحدث كثيرا، نتفق كثيرا، ونختلف كثيرا، لكن في النهاية هناك مناطق محظورة ممنوع الماس إليها، بل اصلا ممنوع التفكير بها او حتى الوصول إلى بقاعها.

هناك اشياء كثيرة نفكر بها ونتساءل لماذا هذا؟ ولماذا ذاك؟ لكن عند البوح تبلغ القلوب الحناجر، مافائدة المثقف او الاديب او الصحفي او الشاعر او الباحث او اي شخص اخر يتحرك في الارض الابداعية يقول مثلا ان الشمس تشرق من الشرق!

ينبغي ان لايَّ جديد لابدَّ أن يكون جديدا، لا قديما مصبوغا بماء الجديد، ويبدو أن الذات العراقية، تعشق الماضي، التأريخ ، الذكريات، وتعيش ازمات ذاك التاريخ وتكره المستسقبل، الغد، ولدت في الحاضر لتعيش الماضي في كل تفاصيله ومشاكله وازماته.

حتى في السعادة، اننا نكره لحظات الضحك، ونخاف ان نضحك كثيرا، جرب ان تجتمع مع اصدقاء لك واضحكوا قليلا، ستجد احدهم مغضب الحاجبين يقول : لايجوز
الضحك !

يعيش العراقي ان يكون ضحية وجلاد في نفس الوقت فهو يجيد الامرين، يجيد التضحية ويجيد الجلد، يجيد ممارسة دور الظالم والمظلوم معا، هل حقا ان الاعناق المقطوعة مصلوبة على سيف العدالة !

يحلم العراقي كثيرا انه لو عاش في زمن هارون الرشيد او السلاجقة او البويهيين او العصر الاموي او كان في اعماق الصحراء في زمن الرسالة، لايحلم العراقي ان يعيش مثلا في دولة حضارية تعز الانسان لانه انسان ، لأننا وضعنا مسبقا نظرية لتكريس الماضي في المستقبل، نحن جيل يفكر ان يبقى على ماهو عليه.

كل شيء يمكن استنساخه من الماضي، الا فضاء العقل، في الطفولة كنت اتخيل ان الملائكة لهم لحى وعمائم وان الشياطين ياتون الينا وهم حالقوا اللحى وبعد ان مضى مامضى وشاب العمر في شبابه، اكتشفت ان الملائكة لايرتردن العمائم ابدا، والشياطين ليس لديهم مايحلقوه اصلا… اليست هي افكار ” مطشرة اذن”؟!.

افكار “مطشرة”