رياضة انجاز
بقلم محسن التميمي
لانشعر ان لدينا رياضة حقيقية بقدر ماهي رياضة هامشية مبنية على اسس رخوة من رمل وماء وهي تفصح عن قوتها او ضعفها في البطولات المهمة . رياضة الانجاز التي يتحدث عنها رئيس اللجنة الاولمبية موجوده في مخيلته وهو يتمنى ان تكون كذلك ولكن كيف نعمل على تطويرها ووضعها في المكان المناسب وجعلها في المقدمة ونحن نجيد الحديث ونتفوق به على الاخرين وفي ارض الواقع لاتوجد لدينا خطة على مدة خمس سنوات على اقل تقدير . كيف نرغب ان تكون لدينا رياضة انجاز وهناك اجيال من المواهب تندثر ونتجاهل انها الاساس واللبنة المهمة في عملية البناء .
في المركز التدريبي لاتحاد رفع الاثقال يكتوب . الوسام الاولمبي هدفنا وفعلا فان رياضة رفع الاثقال زاخرة بكل الفئات العمرية وهناك اقبال شديد من الاعمار الصغيرة والشباب والاكبر منهم ولكن لم نحصل على وسام اولمبي فيها . العاب ورياضات كثيرة موجودة ويمارسها اعداد واسعة من اللاعبين الا ان الاهتمام مفقود في ظل تسلط اشخاص غير قادرين على اداء عملهم بالشكل الصحيح . يمكن ان نتحدث عن رياضة الانجاز العالي عندما تتوفر النيات الصادقة قبل توفر الملاعب والقاعات والمنشات الرياضية المتطورة . اغلب الاتحادات الرياضية غير مهتمة برياضييها وهي تعمل بدون خطة ولو لموسم واحد .
انكشفت حقيقة عملنا في المجال الرياضي عندما خضنا في موضوع التراخيص ولحد هذه اللحظة فان اندية عمرها اكثر من سبعين عاما ولها سمعتها وتاريخها ولكن لاتمتلك ملعبا نظاميا او ساحات تدريب . عندما تطرد وزارة الشباب والرياضة فريق كربلاء من ملعب المحافظة وتمنعه من خوض مباراته امام الطلبة بوجود كاميرات التصوير فاننا لانمتلك رياضة حقيقية . موضوع تاجير الملاعب التابعة الى الوزارة عبارة عن معمل لصناعة الازمات وممكن ان نشاهد ماهو اكثر بؤسا مما حدث في ملعب كربلاء . لو تحدثنا عن تفاصيل دقيقة تحدث في الاتحادات والاندية بدون مجاملة او تزويق لوجدنا كوارث حقيقية وهي موجودة بكل مفصل رياضي وربما حتى وزير الشباب ورئيس اللجنة الاولمبية مطلعان عليها .
هل صرنا امام واقع حال يستوجب التغيير الجذري ولم يعد الامر يستوعب المزيد من المشاكل والازمان وهدر الاموال . هل سنضطر الى القول ان عدم وجود الاشخاص المخلصين او المختصين او ممن يعملون وفق رؤية فنية وعلمية هو السبب الحقيقي بعدم تطورنا رياضيا . ام ان امثال هؤلاء موجودين في الساحة ولكنهم اشخاص غير مرغوب بهم . نتراجع بشكل مخيف وكل سنة تمضي نقول سيتغير الحال الا ان الواقع يقول عكس ذلك تماما .
وصل الحال بنا التمني بحل كل المؤسسات الرياضية بما فيها وزارة الشباب واللجنة الاولمبية والاتحادات الرياضية وقيام الحكومة بثورة بناء ملاعب وقاعات ومنشات ومرافق مصاحبة وكل مايحتاجه الرياضي على ان توكل عملية البناء الى شركات عالمية معروفة ونتخلص من عبء كبير وتركة لو استمرت يمكن ان تجهز على ماتبقى لنا من اسم الرياضة . هل بعد الازمة التي اقلقت اللجنة الاولمبية سيتحدث الاخ رعد حمودي عن رياضة الانجاز ؟