اخبار العراق الان

قراءة في التحالفات للانتخابات القادمة

قراءة في التحالفات للانتخابات القادمة
قراءة في التحالفات للانتخابات القادمة

2018-01-17 00:00:00 - المصدر: وكالة الحدث الاخبارية


  أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات اغلاق باب تسجيل التحالفات الانتخابية بين الكتل السياسية -.وأكدت المفوضية انتهاء مهلة تقديم خريطة التحالفات السياسية لخوض الانتخابات العراقية في أيار المقبل مشيرة الى ان اغلب الأحزاب السياسية ستخوض الانتخابات إما مستقلة أو ضمن تحالفات سياسية مغايــرة لتلك التي خاضتها في انتخابات 2014 كماأكدت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات مواصلتها تسجيل الاحزاب والكيانات السياسية ومنحها إجازة التأسيس للمشاركة في الانتخابات المقبلة والمتابع الحقيقي للتحالفات السياسية سيجد انها تحالفات طائفية المحاصصة صبغتها الرئيسية –واغلب تلك التحالفات كانت مخالفة لكثير من التوقعات – فمثلا اعتبر بعض المحللين تحالف رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي المزمع مع قادة فصائل الحشد الشعبي ضربة كبيرة يوجهها العبادي لداعميه الرئيسيين في العراق الصدر والمرجع الاعلى السيد علي السيستاني- اللذان اكدا طيلة فترة حكومته على ضرورة ابعاد قادة الحشد الشعبي عن العملية السياسية للحفاظ على سمعة المجاهدين وعدم فسح المجال لعودة السياسيين الفاسدين من خلاله- فضلا عن المشاكل الكبيرة التي احدثتها بعض فصائل الحشد مع الحكومة اثناء سير عمليات التحرير ومشاركاتها الخارجية المرفوضة من طرف الحكومة والصدر والمرجعية- لذلك يتوقع مراقبون خسارة العبادي دعم المرجعية والصدر في حملته الانتخابية ولم يستبعدوا خسارته للولاية الثانية مالم يتدارك الامر بعد الانتخابات من خلال عقد تحالفات وطنية اوسع لتشكيل حكومته القادمة- منذ أحداث عام 2003 ولغاية الآن، لم يطرح المكون السني في العراق أي شخصية سياسية تمثل مجتمعه بصورة حقيقية وتنقل همومه وتوجهه السياسي ومبتغاه، إذ ان أغلب من وصل للسلطة عن المكون أساء له وللدولة، وكشف عن ارتباطاته بالارهاب والبعث، في وقت يزخر فيه المكون بشخصيات معتدلة، لها طموح سياسي حقيقي، على عكس “الثلاثي الغريب” الذي تحالف اليوم لخوض الانتخابات المقبلة –فنجد ان إياد علاوي، سليم الجبوري و صالح المطلك، اجتمعوا تحت راية انتخابية واحدة، في خطوة، يتوقعون أن يكسبوا من خلالها أكبر عدد من المقاعد النيابية، لكن ما الهدف؟-. علاوي استهلك لغاية الآن مناصب عدة، منها رئاسة الحكومة ونائب رئيس الجمهورية، وبحسب المعطيات فانه “لا يصلح ولا يطمح” لرئاسة البرلمان، كونها بحاجة لشخصية “شابة نوعا ما” والأهم تكون على إطلاع بمجريات الأحداث ولها القدرة على إدارة الجلسات والمتابعة، وعلاوي شخص “لا يعلم” ومتقدم في السن وصاحب شركات عملاقة مشغول دائما بإدارتها - و المطلك، صاحب فضيحة سرقة أموال النازحين ومخصصاتهم، وهو القومي العروبي، فأنه أيضا استهلك أهم المناصب في الدولة، أبرزها نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس لجنة إغاثة النازحين، ووفق خريطة المواقف السياسية المعلنة، فإن معظم الأحزاب السياسية ستخوض الانتخابات إما مستقلة أو ضمن تحالفات سياسية مغايرة لتلك التي خاضت بها انتخابات 2014.ويبدو «ائتلاف دولة القانون» الذي يتزعمه رئيس حزب «الدعوة» نوري المالكي التحالف الأبرز، لكنه خسر، كما تشير المعلومات، نسبة كبيرة من الأحزاب التي شكلت بدورها تحالفاً يضم «منظمة بدر» وعدداً من قوى «الحشد الشعبي».ولن يتم ترشيح كتلة «الأحرار» التابعة للزعيم مقتدى الصدر تحت هذا الاسم، إذ يدعم الصدر تحالفاً انتخابياً يضم قوى مدنية إضافة إلى بعض الشخصيات المقربة منه.وعلى صعيد تحالفات القوى السنية، فإن المعلومات بدت متضاربة أمس في شأن إمكان ولادة تحالف انتخابي كبير، لكن بعض التسريبات تشير إلى انفراد الجبوري بتحالف انتخابي خاص تقابله 3 تحالفات قوية بقيادة رجل الأعمال خميس الخنجر.ويتوقع أن تخوض الأحزاب الكردية انتخابات البرلمان العراقي متفرقة في مدن إقليم كردستان، ومجتمعة في تحالف انتخابي في المناطق المتنازع عليها، وهو ما أكده أمس القيادي في «الحزب الديموقراطي الكردستاني» محمد خورشيد. المصادر بينت أن العبادي، شكل كيانا باسم النصر والبناء، واوضح مصدر مسؤول مقرب من المفاوضات الجارية حول التحالفات الانتخابية ان العبادي دعا الى قائمة وطنية عابرة للطائفية لاكمال المشوار الذي ابتدأه وتم انجازه بتحرير البلاد من الارهاب وتوحيدها ومحاربة الفساد- و العبادي لم يتوقف عن ضم بعض الشخصيات لتحالفه  إذ استقطب لغاية الان، وبحسب التسريبات، كل من خالد العبيدي، عبد الرحمن اللويزي، فالح الفياض، إضافة إلى انضمام حزب الترقي والإصلاح بقيادة مضر شوكت وكتلة الوفاء بزعامة قاسم الفهداوي  فأمريكا ستضمن توازن العبادي وعلاقته الطيبه معها وعدم رضوخه لضغوطات الميل ضدها، ومقتنعة بان العبادي هو الشخص القادر على اقلمة الحشد داخليا وصهره ضمن اطار الدولة، وايران تكسب ان تزج بالحشد الشعبي في تحمل مسؤوليات تشريعية وتنفيذية وتحافظ على تيار المقاومة الناشيء، وهي تحاول ان تخرجه من الصبغة العسكرية فقط الى الصبغة السياسية والتنفيذية، فلايران تاريخ طويل في تحصين فصائل المقاومة التي تعمل معها، وليس بعيدا عن تحالفات حزب الله مع التيار العوني في لبنان، او تحالف الحوثي مع علي عبد الله، وفصائل الحشد لازالت يافعة وصغيرة ومبعثرة ومختلفة لذلك فالحل الاسلم لها هو ان تكون ضمن اطار الدولة والحكومة للتقوى بهما وتوفر لهما الحماية القانونية الكاملة -ولخصت مصادر اعلامية، بان الرؤية الإيرانية مع رؤية العبادي في عموم مواقفه وستراتيجياته، فإيران دولة وتفهم مالذي تعنية وتحتاجة عملية إدارة الدولة، وتعلم وتفهم مالذي تعنية عملية ادارة فصيل مسلح صغير هنا او هناك، وهي بالمحصلة النهائية وفي اللحظات الحاسمة لا تخلط بين عظمة مسؤولية الدولة وحاجتها للتعاطي مع الكل وبين فصائل تريد ان تثبت نفسها على الساحة السياسية، وتفهم ايران الفارق جيدا بين رؤية العبادي كقائد لدولة ومايتطلب منه لهذه القيادة وبين ما يتوجب على الفصائل ان تقوم به والحدود التي يجب ان تتوقف عندها في الزمان والمكان المناسب، وهذا هو الظرف المناسب- الاستنتاج الأخير في تحالف النصر مع الفتح، هو ان الخصمان أمريكان وإيران، يثقان بتوازن العبادي، وانهما قد قررا استثمار ثقته وتوازنه بصورة صحيحة، وانهما ايضا قد اتخذا قرارا بان تكون السنوات الاربع القادمة سنوات هدوء وعمل سياسي دؤوب لخروج العراق من اغلب مشاكله الداخلية والخارجية خارطة التوافقات والتكتلات السياسية غير مستقرة والصراع على الرقم 1 هو الابرز للاستحواذ على منصب رئيس الوزراء للمرحلة القادمة - بدا واضحاً أن الصورة التي بدت عليها التشكيلات التي ستخوض الانتخابات النيابية العراقية تستند إلى الطائفية المقيتة مع استثناءاتٍ لا تأثير لها" وثالثة، بلا أيّ رادع أخلاقي ولا أي حياء؟ تاريخ أيّ واحدٍ من هؤلاء، أو تاريخ أيّ حزبٍ من أحزابهم، يوضح أن كلا منهم غاطس في الجرائم والفساد ودماء العراقيين ونهب البلاد، فكيف يحقّ لكم أن تعيدوا إنتاج أنفسكم ثانية، من أجل البقاء في السلطة؟ ماذا قدّمتم للعراق والعراقيين منذ 15 سنة غير الكوارث والنكبات والحروب الأهليّة والصفقات المشبوهة والتدمير الممنهج للمدن، وبعثرة اقتصادات البلاد، وسحقتم الناس ونهبتم المال العام؟ هل حاسبتم أحداً من المجرمين الكبار؟ هل اعتذرتم عن أسوأ القرارات؟ هل راجعتم أنفسكم مراجعة ذاتية، واعترفتم بما فعلتموه ظلما وعدواناً ؟ هل قمتم بالتحقيق مع أيّ مجرم فاسد تولى المسؤولية، وأساء إلى العراق وإلى أهله وتاريخه هل صدّقتم في الذي ناديتم من أجله، ووعدتم الناس بالإصلاحات؟ أين هي إصلاحاتكم؟ تغنيّتم بالحياة السياسية المدنية قبل أشهر، أين غدت وعودكم اليوم؟ قولوها بصريح العبارة، أنتم طلاب سلطة وتريدون البقاء في حكم العراق مهما كانت الأثمان باهظة. ويا حزب الدعوة، وكلّ المتحالفين والمتخندقين معك، سواء جئت بقائمة أو قائميتن أو أكثر، ثبت للعالم أجمع فشلك الذريع في إدارة البلاد، وأسأت للعباد سنوات. وإذا كان ممثلو العراقيين الشيعة قد فشلوا تاريخياً، فانّ ممثلي السنّة قد أساءوا جداً، سواء كانوا في السلطة أو خارجها. ولا يمكن للمرء المتابع والمراقب أن يفوته المشهد الهزلي الكاريكاتوري الذي أعلن فيه عن صورة التحالفات، استعداداً للانتخابات البرلمانية، وهو مضحكٌ بالفعل، بل ومثير للقرف، ومؤلم إلى درجة الغثيان. ويبدو أنّ الشعب العراقي رضخ لإرادة هذه الطبقة السياسية الفاسدة التي فعلت كلّ ما لديها، لكي تبقى مفوضية الانتخابات بمثل هذا الوضع المهترئ. كما ويصرّ رؤوس هذه الطبقة إصراراً مميتاً على إجراء الانتخابات مهما كانت الأثمان، علماً أن أوضاع الملايين من الناخبين في مدن كاملة غير مستقرة ألبتة. ولم يسمع أحد للأسباب والعوامل الموضوعية التي نادى بها من طرح فكرة تأجيل الانتخابات، لضمان مصداقيتها وتأمين حقوق كل العراقيّين الانتخابية من النازحين، وإنما أصرّ أصحاب المصالح الخاصة وطلاب السلطة على إجراء الانتخابات في وقتها المحدد، كي يضمنوا وجودهم في الحكم.