لماذا نميل رؤوسنا إلى اليمين عند تبادل القبل؟
متابعة/SNG- هل أملى علينا المجتمع طريقة التقبيل أم أن هذه الحركة تأتي من الغريزة؟
من يراقب سلوك أفراد المجتمعات يلاحظ أن هناك بعض السمات المشتركة التي يجمعون عليها، ومن بينها: التقبيل.
فالتوجه الغريزي للمرء يجعله يميل برأسه يميناً حين يتبادل القبلات الحميمة، ولكن ما سر التواء الرأس بهذا الشكل تحديداً؟ ولماذا يقبّل الأحباء بعضهم بعضاً بالطريقة نفسها؟
تناول موقع “ذو كونفيرسايشن” موضوع سلوك البشر أثناء التقبيل، مشيراً إلى أن الناس في العادة تتحيز بطريقة لا إرادية نحو رؤية الأمور وفق اتجاه عقارب الساعة، كما أن هذه الخطوة قد تكون مرتبطة ببعض الغرائز الجسدية وبسلوكيات اكتسبناها في وقت مبكر من حياتنا.
فمن يراقب الأطفال الرضع يلاحظ أنهم يميلون رؤوسهم من دون وعي نحو الجهة اليمنى، وبالتالي مدّ الذراع اليسرى للتعويض عن هذه الحركة، وهذا الأمر جعل بعض العلماء يذهبون إلى القول إن مسألة تفضيل الناس الجهة اليمنى أثناء التقبيل الحميمي تعود إلى الطفولة، مشيرين إلى أن هذا السلوك يرافق الأفراد لمرحلة البلوغ بحيث أنه عندما يقبل شخص ما الطرف الآخر على الشفتين، فإن هذا الأخير سيميل رأسه تلقائياً إلى اليمين.
وفي عصر الصورة والتلفزيون، ومع تطاير القبلات الحميمة من هنا وهناك ورغبة المنتجين في إدخال القبلة الساخنة في بعض المشاهد، يسأل البعض: هل تعكس القبلات التي نراها على الشاشة حقيقة ما يدور في المجتمع أم أنها تؤثر على تصرفات الناس وتملي عليهم حركاتهم؟
بهدف الإجابة عن هذه التساؤلات، أُجريت بحوث في السابق حول موضوع التقبيل وفق ما يعرف بـw.e.i.r.d التي تعني المجتمعات الغربية التي تحظى بالتعليم، والصناعة، والثروة، والديمقراطية، فكانت النتائج متطابقة: ميل الرأس نحو اليمين عند التقبيل.
إلا أن العلماء أرادوا التوصل إلى نتائج أكثر دقة وشمولية، فقرروا توسيع رقعة البحث ودراسة القبلة في بنغلادش، لكون المجتمع البنغلادشي محافظاً جداً ويحظر التقبيل في الأماكن العامة حتى على الشاشات.
وقد طلب الباحثون من بعض الأزواج في بنغلادش أن يتبادلوا القبلات الحميمة في منازلهم، ثم التوجه إلى غرفة منفصلة للإبلاغ عن الطريقة التي رافقت عملية التقبيل، وقد أظهرت النتائج أن ثلثي الأفراد مالوا برؤوسهم إلى اليمين.
خلص العلماء إلى القول إن القبلة هي هي بغض النظر عن المجتمعات غربية كانت أو شرقية، فالأزواج يقبلون بعضهم بعضاً بنفس الطريقة مع انحناء الرأس نحو الجهة اليمنى بشكل لا إرادي بمعزل عن البيئات والتقاليد والقيم المختلفة، عما إذا كان الشخص أيسر أم أيمن.
القبلة اليسارية
صحيح أن معظم الناس تميل برأسها نحو اليمين أثناء تبادل القبلات الحميمة، إلا أن طريقة التقبيل تختلف بطبيعة الحال وفق العلاقات الإجتماعية والمشاعر التي نكنها للطرف الآخر سواء كانت أحاسيس ودية أو مشاعر الحب والشغف، حتى أن انحناء الرأس لا يكون نفسه في الحالتين.
فقد حلل باحثون من جامعة “اسكاتشوان” في كندا 500 صورة تعود لأزواج يقبلون بعضهم بعضاً، وقارنوا هذه القبلات بالقبل (العناق في العلاقات “الأفلاطونية” بين الأصدقاء وأفراد العائلة)، ليتبين أن 80% من الأزواج يميلون برؤوسهم نحو اليمين أثناء التقبيل، في حين أن القبلات بين الأصدقاء قد تكون باتجاه اليسار.
وقد خلص العلماء إلى أن الأشخاص الذين يميلون إلى الجهة اليمنى هم الذين يكنون للطرف الآخر مشاعر الحب، في حين أن الذين يميلون إلى اليسار يكنّون مشاعر ودية.
ما يحصل هو أن دماغنا منقسم إلى اثنين، يسار ويمين، وبالإجمال فإن الأنشطة التي تحصل في أحد الجزئين تحركنا في الاتجاه المعاكس. وبما أن المركز العاطفي للدماغ يقع في الجانب الأيسر، من المنطقي أن نميل رأسنا إلى اليمين عند ممارسة التقبيل.
لكن إذا كنتم من الذين يقبّلون من اليسار، فلا داعي للهلع، فقد تكون ببساطة هذه طريقتكم في التقبيل، التي هي مختلفة عن سائر الناس.