حديث عن تسبب مشاريع تخصيب الحرس الثوري للغيوم بحادث سقوط الطائرة المدنية الإيرانية
نائب إيراني: تمت «تصفية» شخصيات خلال الحادث...
كانت تصريحات نائب رئيس لجنة البيئة في البرلمان الإيراني محمد رضا تابش، حول تواجد 22 من أساتذة الجامعات والخبراء في مجال الحفاظ على البيئة على متن الطائرة من طراز «إيه تي آر ـ 72» التي سقطت الاحد الماضي على جبال زاغروس جنوب غربي إيران، كافية للفت انتباه وسائل الإعلام الإيرانية للتركيز على ملابسات تحطم الطائرة وعلاقتها بوفاة الأستاذ الجامعي الإيراني الكندي المختص في مجال البيئة كاووس سيد أمامي الذي تقول السلطات القضائية أنه انتحر في سجن إيفين السيء الصيت بطهران بينما تشكك جهات حكومية وبرلمانية في صحة رواية القضاء.
هذا ما أشار له بشكل صريح وواضح عضو لجنة الصناعة والمناجم في مجلس النواب الإيراني حسن كامران، خلال اجتماع البرلمان، حسب وكالة «إسنا» للأنباء الطلابية التابعة لوزارة العلوم والأبحاث الإيرانية، قائلاً إنه يجب عليهم أن يبحثوا عن اسم الشخصيات المهمة التي تم «تصفيتها» خلال تحطم الطائرة، مشدداً على أنه يجب على كبار مسؤولي النظام الإيراني أن يبيّنوا الأسباب التي أدت إلى سقوط الطائرة الإيرانية بشفافية ووضوح بهدف تفادي تكرار مثل هذه الحادثة.
وعنونت صحيفة «شرق» الشهيرة الإيرانية تقريرها في هذا الشأن في صفحتها الأولى بـ «المعادلة المجهولة لسقوط الطائرة»، وكتبت أن الأساتذة الجامعيين والخبراء في مجال البيئة هم العنصر الأبرز في أهم حادثين شهدتهما البلاد خلال أسبوع، بالإشارة إلى وفاة إمامي المشبوه في السجن وتحطم الطائرة.
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات نائب رئيس لجنة البيئة في مجلس النواب الإيراني الذي قال «للأسف خسرنا كوكبة من خيرة الأستاذة والخبراء الذين حضروا في البرلمان للدفاع عما قام به زملاؤهم الآخرون في حماية البيئة وأعطوا وثائق مهمة للغاية عن ذلك، خلال حادثة تحطم الطائرة»، بالإشارة إلى دفاع هؤلاء الأستاذة والخبراء عن النشاط في مجال البيئة الذين اعتقلتهم السلطة القضائية بدعوى التجسس وتدعي أن الأستاذ الجامعي الإيراني الكندي كان يقود عملية التجسس المزعومة هذه.
وأضافت «شرق» أنهم خسروا ما لا يقل عن 22 من خيرة الأساتذة والمختصين في مجال البيئة الإيرانيين ، وأن هذه الخسارة لا تتوقف عند هذا الحد ، بل ستنعكس سلباً على وضع البيئة واقتصاد البلاد في المستقبل ، بالإشارة غير المباشرة إلى رصد هؤلاء الخبراء لنشاط مخرب على البيئة وجني ثمار ذلك من قبل جماعات معينة في إيران.
وأوضح تقرير صحيفة «كيهان لندن» (التي تطبع وتنشر في بريطانيا باللغة الفارسية من قبل بعض مسؤولي جريدة «كيهان» قبل ثورة 1979) المعنون بـ «السقوط المليء بالغموض» بعض ملابسات حادث تحطم الطائرة الإيرانية، مؤكدةً أن النشطاء في مجال البيئة المعتقلين والأستاذ الجامعي مزدوج الجنسية، والخبراء المتواجدين على متن الطائرة المحطمة، كانوا يجرون أبحاث علمية حول التداعيات السلبية لتلقيح الحرس الثوري للسُحب على البيئة والأموال الطائلة التي تجنيها الشركات المملوكة من قبل الحرس الثوري من هذه المشاريع.
وأضافت «كيهان لندن» أن النشطاء الإيرانيين في مجال البيئة توصلوا إلى نتائج تظهر مدى خطورة ما يقوم الحرس الثوري به من خلال مشاريع تلقيح السُحب، أدى إلى تفاقم أزمة الجفاف في البلاد، وأن ذلك قلّص نسبة الأمطار في بعض المناطق في البلاد ، وأن هؤلاء النشطاء اكتشفوا عن المبالغ الطائلة التي تذهب إلى بعض قادة الحرس الثوري وشركاتهم من خلال مشاريع تخصيب الغيوم .
وكشف التقرير أن وزارة الطاقة الإيرانية تدفع مبلغ مليار و500 مليون ريال إيراني لكل طلعة تقوم بها كل طائرة لتلقيح السُحب، وأن الحرس الثوري حصّل على ما لا يقل عن ألف و200 مليار ريال إيراني من خلال مشاريع تخصيب الغيوم في عام 2015 فقط.
ومن جهة أخرى، تساءل بعض الخبراء في مجال الملاحة الجوية الإيرانيون عن أن أكثر من 30 ساعة (حتى وقت إعداد التقرير مساء أمس الإثنين) مرّ على حادثة سقوط الطائرة، ولم تستطع السلطات العثور على حطام الطائرة، بينما بسهولة يمكن الكشف عن مكان سقوط الطائرة من خلال جهاز «إي أل تي» الموضوع في جميع الطائرات، وشككوا في أنه من الوارد أن هنالك محاولات تتم لإعداد سيناريو آخر غير حقيقي عن أسباب سقوط الطائرة.
وكتب موقع «بيك إيران» الإخباري في تقرير حول الحادث متسائلاً «كيف استطاع المسؤولون المعنيون التأكد من وفاة جميع ركاب الطائرة المحطمة 5 ساعات بعد سقوطها، بينما بعد مضي ما يقارب 30 ساعة لم يتم العثور على حطام الطائرة؟ ".
وعلى الصعيد ذاته، قدّم عدد من النواب الإيرانيين طلب استجواب وزير الطرق وبناء المدن عباس آخوندي، على خلفية سقوط الطائرة الإيرانية ، وشددوا على عدم كفاءة الوزير ، وطالبوا بكشف سبب سقوط الطائرة.
فيما أفادت وكالة أنباء «فارس» التابعة للحرس الثوري أن روسيا استطاعت أن ترصد مكان سقوط الطائرة الإيرانية من خلال أقمارها الصناعية، وأنها أخبرت إيران بذلك.
وكانت طائرة ركاب إيرانية قد تحطمت في منطقة زاغروس الجبلية وعلى متنها 66 شخصاً، وغادرت الرحلة «آي بي 3704» طهران الأحد حوالي الساعة 08:00 (04:30 ت غ) متوجهة إلى مدينة ياسوج الواقعة على بعد 500 كلم جنوبا ، وبعد نحو 45 دقيقة من إقلاعها من مطار مهر آباد، اختفت الطائرة وهي من طراز (إيه تي آر ـ 72).
وسبق أن دفعت الاحتجاجات الواسعة المحلية والدولية على الوفيات المشبوهة في السجون الإيرانية خاصةً بعد وفاة الأستاذ الجامعي مزدوج الجنسية المختص في مجال البيئة الإيراني الكندي كاووس سيد إمامي ، الرئيس الإيراني حسن روحاني ، إلى تشكيل لجنة خاصة لتقصي الحقائق تتكون من وزراء الداخلية والمخابرات والعدل ونائب الرئيس الإيراني للشؤون القانونية. وبلغ عدد أولئك الذين توفوا في السجون الإيرانية في ظروف غامضة، 6 أشخاص خلال الشهرين الماضيين.
وهاجم مستشار الرئيس الإيراني السابق إسفنديار رحيم مشائي، السلطة القضائية بشدة وقال إنها متهمة بجريمة القتل، وأضاف: «وإن افترضنا أن هؤلاء انتحروا، فلا يرفع ذلك المسؤولية عن عاتق القضاء، ولن ترفع تهمة القتل عنه إلا بعد إجراء تحقيقات شاملة ومن قبل جهة محايدة " .