توافد جموع غفيرة على ضريح الزعيم الكوردي التأريخي مصطفى بارزاني في الذكرى الـ 39 لوفاته
كرس كل عمره لخدمة قضية شعبه...
بمناسبة الذكرى الـ 39 لوفاته الذي يصادف الاول من مارس/آذار ، توافدت جموع غفيرة ضمت بوفود شعبية ورسمية ودينية تضم علماء مسلمين وايزيديين ومسيحيين على منطقة بارزان (143 كم شمال اربيل) لزيارة ضريح الزعيم الكوردي التأريخي مصطفى بارزاني ، الذي توفي في الأول من مارس/ آذار عام 1979 في الولايات المتحدة بعد صراع مع مرض عضال.
والقت شخصيات دينية من كافة الأديان في كوردستان كلمات تناولت مآثر بارزاني ومناقبه واصفين إياه بالأب الروحي للكورد، كما اثنوا على التضحيات التي بذلها خلال عقود من عمره سخرها لخدمة قضية شعبه .
ولد مصطفى شيخ محمد بارزاني في 14 مارس/ آذار 1904 في قرية بارزان بكوردستان واعتقل مع والدته وهو في العام الثالث من عمره بعد اعتقال شقيقه الأكبر عبد السلام.
شارك بارزاني في ثورة الشيخ محمود الحفيد عام 1919 وقام بمهمة التنسيق مع الشيخ سعيد بيران في الجزء الكوردستاني من تركيا بتكليف من الشيخ أحمد بارزاني ، وذاع سيطه حينها كقائد عسكري ذو حنكة وخبرة خلال الثورات الكوردية عام 1931- 1932.
تم اعلان تأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني من ايران في 15 اغسطس/آب 1945 الأمر الذي أدى بالحكومة العراقية إلى البدء بأعتقال أعضاء الحزب .
خلال مراسيم اعلان جمهورية مهاباد في 22 يناير/ كانون الثاني عام 1946 منحه القاضي محمد رتبة جنرال وعينه قائدا لجيش جمهورية كوردستان.
بعد انهيار الجمهورية رفض بارزاني الاستسلام للايرانيين وقرر الانسحاب من كوردستان إلى الاتحاد السوفييتي السابق وقاد مسيرة تاريخية في عام 1947 مع 500 من المقاتلين برفقته وعبروا نهر آراس ووصلوا الى الاتحاد السوفييتي .
عاد إلى العراق بعد ثورة 14/تموز/1958 واستقبل استقبال القادة الأبطال.
قاد بارزاني البيشمركة الكوردية وخاض معارك عديدة ضد الحكومات العراقية المتعاقبة واستطاع تحقيق العديد من الانتصارات رغم التفاوت الكبير في الاسلحة والامكانات ونجا من عدة محاولات اغتيال خططت لها الاستخبارات العراقية.
بعد عام 1975 ساءت حالة ملا مصطفى بارزاني الصحية وتوجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية بهدف العلاج إلا أنه توفي هناك عام 1979.
ونقل جثمانه إلى شرق كوردستان (كوردستان ايران) ووري الثرى مؤقتاً في منطقة شنو ، وعقب أنتفاضة مارس/ آذار أعيد جثمانه إلى منطقة بارزان في مراسيم مهيبة.
وقد تحول ضريح بارزاني ونجله ادريس الى مكان يزوره الكورد من كل الاصقاع كتقليد سنوي لتخليد ذكراهما والتعبير عن تقديرهم واحترامهم لمكانتهما لدى الشعب الكوردي عموما.