اخبار العراق الان

حين يلتقي الاخضرين

حين يلتقي الاخضرين
حين يلتقي الاخضرين

2018-03-01 00:00:00 - المصدر: صحيفة الرياضة العراقية


بقلم قاسم الدراجي

بعد اربعون عاماً من الغياب عن الملاعب والارض العراقية عاد اليها الشقيق الاخضر السعودي ليقابل الاخضر العراقي في لقاء لايقبل القسمة الا’ عليهم فقط وربما يعتبره البعض مباراة بكرة القدم فحسب , كلا والف كلا فقد وصل الاخضر السعودي وهو يحمل بيده حزمة من الرسائل والاشارات البليغة الى اتحادات العرب واسيا والفيفا والى كل ارجاء المعمورة ان عراق الخير والسلام قد استعاد عافيته ونفض عن جبهته الغبار وارتفعت مأذنه وحلقت نوارسه واينعت حدائقه وامتلأت ملاعبه . عاد العراق بليالي الشعر والادب والغناء .

اليوم ستعود شهرزاد الى جذع النخلة وتحكي لشهريارفي الليلة الثانية بعد الالف عن شعب كريم عشق السلام وحمل بندقيته ودافع عن ارضه وعن معشوقته المدوره وزرع ارض ملعبه بالثيل وسقاه بالعرق والدم واناره بنور توهجه واحتضن اشقائه برحابة صدره الذي يتسع للعالم كله . وستحكي شهريارعن احد عشر لاعب سعودياً اقسموا ان تكون اقدامهم مفتاحاً لرفع الحيف والظلم عن ملاعب شقيقهم وجيرانهم العراق . كيف لا وهم جاءوا من ارض حملت اروع الرسالات السماوية وتشرفت ببيت الله الحرام وقبر النبي المصطفى واضرحة الائمة الاطهار . كيف لا وهم جاءوا من ارض مكة والمدينة والطائف والدمام وجدة والرياض حاملين معهم تحايا وسلام اهلها الى من ذاد عن شرف الامة وقدم ابنائه افواجاُ افواجاُ للدفاع والذود عن الامة الاسلامية وكرامتها .
اليوم نحن والتاريخ على موعد في الساعة السابعة مساءا مع واحدة من اللحظات التي يسجلها ابناء الرافدين وابناء المملكة على ارض جذع النخلة التي اوصانا بها رسول الله حين قال ((اكرموا عمتنا النخلة )) وها نحن نكرمها ونضعها شاهداً على تلك العودة الميمونة والخطوة الاولى لرفع الحظروالقيود عن ملاعبنا ومدرجاتنا وجماهيرنا لتكحل عيونها بمشاهدة فرقنا ومنتخباتنا وهي تلعب على ارضها بعد غياب طال كثيراً , واخذ من حظوظنا وفرصة تأهلنا مأخذاً نعم ستكون النخلة شاهدا علينا ونحن نهز جذعها ليسقط علينا (رطباً جنياً ) .

اليوم سنلعب مباراة اخوية ودية وربما يفوز فيها العراق وربما تفوز السعودية وربما نتعادل ولكن هل يعلم الفيفا ان هذه المباراة هي المباراة الوحيدة في العالم التي ستنتهي بفوز الفريقين وبنتيجة كبيرة ؟ وهل يعلم الفيفا ان هذه المباراة سيكون فيها الستون الف متفرج يشجعون المنتخبين ؟

اليوم يلعب الفريقان ويربحان الفرصة الجميلة التي كتبت لهما في هذا الحدث الجميل , سنلعب المباراة وامنياتنا ان تكون عودة الشقيق الاخضر هي البوابة لدخول المنتخبات العربية والغير العربية الى ملاعبنا في البصرة وبغداد وكربلاء والنجف وسيجد القادمون اليها كل الحب والترحاب والطيب واهلا وسهلا بهم سلفاً.