إضاءة حول برنامج ( NVDA) لقراءة شاشة الحاسب الآلي للمكفوفين
هو أحد برامج قراءة شاشة الحاسب الآلي للمكفوفين بالصوت أو بالخط البارز (برايل)، ويخطو البرنامج خطواته الأولى ويحبو على طريق الألف ميل في قراءة محتوى شاشات الحاسبات الآلية التي تعمل في ظل نظام التشغيل ويندوز. ويتميز برنامج إنفيديإيه ( NVDA) بسمات تجعل منه برنامجا فريدا من نوعه بكل ما تحمل الكلمة من معنى، ومن هذه السمات ما يلي:
مجاني
فهو برنامج مجاني للأفراد والمؤسسات على حد سواء، إذ يخضع للإصدار الثاني من رخصة جينو العمومية التي تقضي بمجانيته لكل مستخدميه، وتمنح حقوق توزيعه لأي من المساهمين في تطويره. وصِفة المجانية إنما لا تميز في هذه المرة برنامجا يمكن شراؤه ببضع دولارات، ولكن تأتي مجانية هذا البرنامج وسط عشرات برامج قراءة الشاشة التجارية التي تحتاج لمئات أو آلاف الدولارات لشرائها، مثل جاوز وهال وويندو آيِز وفيرجو وغيرها من البرامج غالية الثمن. ولا تقف مجانية برنامج إنفيديإيه ( NVDA) عند اقتنائه وإنما تضمن مجانية تحديثه بآخر الإصدارات التي يعكف على تطويرها فريق لامع من المبرمجين المهتمون بضرورة وجود تقنية تضمن للمكفوفين السلطة الكاملة على حاسباتهم الآلية بغير كلفة إضافية عن تلك التي يتكلفها الشخص المبصر.
متعدد اللغات
شجعت مجانية برنامج إنفيديإيه ( NVDA) المبرمجين المهتمين بقضايا المكفوفين حول العالم على الإدلاء بآرائهم والمساعدة في تطوير البرنامج بلغاتهم المحلية، مما ساعد على انتشار البرنامج بما يزيد عن عشرين لغة، إلى جانب تقنياته في التعرف على آلات النطق المثبتة على الحاسب سواء كانت بتقنية سابي 4 أو سابي 5 مما أضاف إلى واجهة البرنامج متعددة اللغات بعدا آخرا في نطق المزيد من اللغات. ولا يفوتنا أن نذكر لكم أن البرنامج وقت كتابة هذا المقال يمكن أن تظهر واجهته بالإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والإيطالية، والبرتغالية البرازيلية، والكرواتية، والتشيكية، والفنلندية، والغالية، والمجرية، واليابانية، والبرتغالية، والروسية، والسلوفاكية، والأسبانية، والصينية القديمة، والإفريقانية، والبولاندية، والتايلاندية، والإوكرانية، والفيتنامية، علاوة على نطقه باللغة العربية والتركية وغيرها من اللغات التي تتسم بآلات نطق من طراز سابي 4 أو سابي 5.
مفتوح المصدر
فهذا البرنامج ليس مجانيا فحسب وإنما يمكن لأي مبرمج الاطلاع على شفرته البرمجية ( source code) ومن ثم تعديله أو تحسين أدائه ثم الإدلاء لفريق التطوير بالملفات التي قام بتعديلها، ولهذا السبب يتطور البرنامج بخطى سريعة وثابتة. والجدير بالذكر أن البرامج المجانية مفتوحة المصدر أضحت منافسا لا يستهان به أمام خصومها من البرامج المشفرة التجارية، وهذا إنما يعكس مدى التطور البشري في علوم الحاسب التي تجعل من برمجيات الحاسب أداة سهلة يمكن تداولها بالمجان وتكريس جهود المؤسسات العلمية والجامعات لتطويرها بغير تكلفة أو صراع ما بين شركات البرمجيات.
محمول
إذ يمكن لأي كفيف اصطحاب نسخة ميسّرة للحمل على ذاكرة إلكترونية ( flash memory) وم ثم القدرة على التعامل مع أي حاسب آلي بمجرد إدخال الذاكرة الإلكترونية التي تحمل البرنامج إليه، مما يفتح للمكفوفين آفاقا عريضة في استعمال أي أجهزة حاسبات آلية في أي مكان عام بدون حاجة لأية إعدادات مسبقة ولا حتى حاجة لسماحات إدارية قد لا تتوفر باستمرار. ....