لولا العتبة الحسينية
سامي جواد كاظم
انعم الله على كربلاء ان جعل جسد الحسين وعياله واصحابه الاطهار في تربتها، وانعم الله على العراق ان جعل فيها كربلاء المقدسة، وهي محط انظار الطيبين وكذلك الخبثاء، وهنا المشكلة الطيبون يعملون وفق الضوابط الشرعية ليؤدوا عملهم بينما الخبثاء يعملون وفق الضوابط الصهيونية والتي بلا ضوابط سوى ضابطة القتل والتخريب.
كربلاء تزهو بالعتبتين المقدستين ولولاهما لكان حالها يرثى لها، ولو لا وجود ادارتي العتبتين المقدستين لكانت كربلاء وعتباتها تنافس مقاديشو على البؤس الذي فيها.
اتحدث عن العتبة الحسينية المقدسة لانها المؤسسة الاولى على مستوى العراق والعتبات في انجازاتها وبكل مجالاتها، ودائما الامتياز يظهر له من للباطل ينحاز، نعم سمعتها قبل اكثر من سنة بان هنالك جهة متمكنة تعمل على النيل من العتبة الحسينية والعباسية وتحديدا الحسينية التي هي مصدر صوت المرجعية كل جمعة، كذبتهم في حينها، فسردوا لي الامثلة مثال تلو المثال، من احداث 2007 وحتى ازمة سيف سعد وحتى عمليات الاعتداء على الشيخ الكربلائي، هذه الجهة كالحرباء تظهر ودها للعتبة وتنال منها باطنا، وجاءت الاحداث الاخيرة سيما بعد الانتصارات التي تحققت على داعش بفضل كلمة للمرجعية نطقها الكربلائي وهو من اعلن بيان النصر، نعم خططوا للنيل من العتبة الحسينية ورموزها مع قرب موعد الانتخابات واستخدموا شتى الوسائل واكثرها خبثا وكذبا مواقع التواصل الاجتماعي التي خصصت صفحات للنيل من المرجعية ووكلائها، هنالك قناة فضائية تشتم كل الجهات السياسية والدينية في العراق باستثناء جهة سياسية دينية واحدة الا يدل انها هي المتهمة ؟.
اكثر من 13000 منتسب في العتبة، هؤلاء ليسوا ملائكة، بل فيهم من هو اسوء من ابن الشوارع في باطنه اما ظاهره فتراه مستقيم والعتبة غير مكلفة بالبحث في نوايا البشر، العتبة لديها مشاريع خدمية لكربلاء والعراق عجزت الدولة التي بقيادة الاحزاب السياسية من تحقيقها بل انها ضيعت وطن وشكرا للمرجعية التي صانت وطن، هل يجلس الخبثاء جلوس القرفصاء لينظروا الى بريق الانتصارات والانجازات تتلألأ من العتبة الحسينية المقدسة ؟ كلا.
اكثر من نصف قرن في كربلاء مستشفى الحسيني والتوليد فقط، في عشر سنوات بفضل ادارة العتبتين اصبح في كربلاء اكثر من خمس مستشفيات ومراكز طبية واخرى على وشك الانجاز.
خططت العتبة لسنة 2014 وما بعدها للبدء بـ (58) مشروعا على مستوى العراق كلها خدمية ثقافية اجتماعية وفيها حصة كبيرة للايتام، ولديها قرابة 35 مشروعا قيد الانجاز توقف العمل بها بسبب الظروف المالية حيث سخرت العتبة مواردها المالية للحشد الشعبي وليس لتشكيلاتها فقط بل حتى لغيرها وجزء كبير ذهب للنازحين والمناطق المتضررة من داعش.
هذه الجهة السياسية والنفوس المريضة في اي مكان ينظرون الى العتبة الحسينية بانها غنيمة من جهة ومن جهة اخرى اخماد صوت المرجعية، فلا تتورع من بث الاشاعات والاكاذيب وتهويل الاخطاء من اجل غاياتها الدنيئة.
عندما سقط طاغية العراق هرع مجموعة من الخيرين لحماية العتبة الحسينية وبداوا يعملون بدون اجر وطلبوا المساعدة من البعض فرفضوا خوفا على اموالهم وارواحهم اكثر من خوفهم على الحسين عليه السلام، وعملوا بالامكانيات المعدومة وساروا بكل ثقة وعزيمة نحو بر الامان لتصل الى ما وصلت اليه من مكانة مرموقة ليس في العراق فقط بل في العالم برمته، وكم من مسؤول رفيع المستوى جاء لزيارة كربلاء المقدسة والالتقاء بالكربلائي.
سيتحدث التاريخ الكربلائي غدا عن هذه الحقبة الزمنية ويذكر رجل اسمه عبد المهدي الكربلائي، منذ ان شيدت العتبة الحسينية المقدسة وحتى يوم سقوط الطاغية لم يكن للكربلائيين دورا كبيرا في اعمارها بل كانوا الايرانيين والهنود والاتراك في بعض الاحيان، اما الان فان كربلاء تفتخر بهذه الانتقالة العمرانية الرائعة للعتبة ولمدينتهم وكل هذا بفضل الله عز وجل ومن بعده الحسين عليه السلام واخيرا الطيبين من العاملين في العتبة ومن اهالي كربلاء
يجب ان نضع امام اعيننا اقزام الفتنة لم ييأسوا ولم يكفّوا من مؤامراتهم ضد العتبتين المقدستين يجب الحيطة والحذر. يا شيخنا لا تسألني عن البنية.