عام على "لأجلكم": الإنسان يسبق الأرض في التحرير
"تحرير الإنسان قبل الأرض" الشعار الذي طالما ردده ابطال الحشد الشعبي خلال خوضه غمار العمليات العسكرية، والذي تجسد بالاهتمام الكبير بالجانب الإنساني في مناطق العمليات، وكجزء من إنسانية الحشد العظيمة أطلقت قيادة الحشد في أذار 2017 حملة "لأجلكم" الإنسانية الكبرى لدعم نازحي مدينة الموصل.
في ايام مثل التي نعيشها اليوم كان نازحو الموصل والمناطق التي سيطر عليها عناصر التنظيم الاجرامي، أكثر ما يختزل حجم مأستهم التي تعرضوا اليها هي صور الأطفال والنساء وكبار السن، الذين باتوا يتهاوون واحداً تلو الآخر بالنزوح من مناطقهم، بسبب العمليات العسكرية التي خاضتها الققوات الأمنية والحشد الشعبي ضد عصابات التنظيم الإرهابي "داعش" في ذلك الحين.
فما كان للمرجعية الدينية ولا لقادة الحشد الشعبي ان يبقوا مكتوفي الأيدي امام صور المأساة التي بدأت تنتشر لحظة تلو الأخرى، لتطلق قيادة الحشد الشعبي المتمثلة بالحاج ابو مهدي المهندس في مساء يوم الأحد 12 أذار 2017 مبادرة "لأجلكم" الانسانية لدعم نازحي الموصل ، كأستجابة منها لنداء المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، وقال المهندس خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد لإعلان الحملة ان، "الحشد مثلما لبى نداء المرجعية الدينية في سبيل انقاذ العراق فأنه اليوم يلبي النداء من جديد ولكن هذه المرة من خلال حملة لأجلكم لدعم النازحين"، واشار الى ان "الحملة ستتضمن أيصال المساعدات من جميع المحافظات للنازحين عن طريق مكاتب الحشد وكذلك تنظيم حملات المتطوعين لأستقبال الدعم والتبرع وأيصاله عاجلاً للمدنيين".
هذا وتم الإعلان عن الحملة بعد يومان من اطلاق المبادرة، وذلك بتاريخ 14 أذار 2017 ببياناً صحفياً للناطق الإعلامي للحشد الشعبي السابق النائب أحمد الاسدي.
وكان صباح يوم الجمعة السابع عشر من شهر اذار من العام الماضي شاهداً على أكبر قافلة مساعدات تسيير الى مدينة الموصل ضمن حملة لأجلكم، والتي استمرت على مدار شهراً كاملاً ليشارك فيها جموعاً غفيرة من ابناء الشعب العراقي ومن مختلف محافظات العراق، هذا وتطوع فيها اكثر من(5100) مواطن من (13) محافظة، فضلا عن مشاركة عدداً من المؤسسات الدينية كالعتبات المقدسة ووفد من المرجعية الى جانب عددا من وزارات الدولة ومثالا على ذلك مشاركة كلا من وزارة الصحة والنفط والنقل.
ولا تخفى المشاركة الفاعلة لمديريات هيئة الحشد الشعبي المختلفة اللواتي حضرن في جميع القوافل الأغاثية، ليشارك فيها جميع من ذكر سلفاً، في إرسال أكثر من (2850) شاحنة تحمل مواداً غذائية وعينية، بالاضافة الى توفير قرابة (200) خيمة وتوفير المتطلبات الضرورية الحياتية كالاغطية والمراوح والملابس فضلا عن لعب الأطفال.
كما ان توفير الطاقة الكهربائية لمخيمات النزوح لم يكن بالأمر الصعب على من استسهل تقديم دماؤه في سبيل حرية ابناءِ وطنه، فقد وفرت القوافل التي توافدت من محافظات الوسط والجنوب عددا ليس بالقليل من مولدات الطاقة الكهربائية ووقود التشغيل.
وعلى الرغم من الأوضاع المعيشية السيئة التي كان يمر بها ابناء المناطق التي يسيطر عليها عصابات التنظيم انذاك، لم تكن الحالة الصحية بهم على افضل حال من وضعهم المعيشي اذا لم يكن اسوء بكثير، ولهذه الاسباب الدعم الصحي الذي قدمه ابناء العراق والحشد الشعبي خلال حملة لأجلكم كان له أثر كبير لينتج عنه انشاء مشافي متنقلة ومفارز طبية وعجلات لتقديم الاسعافات الأولية لأكثر من (15) الف نازح، وبذلك غطت "لأجلكم" احتياجات انسانية طبية وغذائية ومعيشية وان اختلفت التسميات، فهي غطت ما تمكنت عليه لأكثر من (180) الف نازح متواجد في مخيمات النزوح في فترة العمليات العسكرية التي انطلق بها اسود العراق ضد التنظيم الأجرامي ليطوي فيها صفحة الأرهاب ويعود كل نهر الى مجراه.