اخبار العراق الان

الدخول الثقيل على عالم السياسة

الدخول الثقيل على عالم السياسة
الدخول الثقيل على عالم السياسة

2018-03-15 00:00:00 - المصدر: الموقف العراقي


الدخول الثقيل على عالم السياسة

15 مارس, 2018 | 11:26 ص   -   عدد القراءات: 5 مشاهدة

شبكة الموقف العراقي

  بقلم : مهند الساعدي.

يورط بعض المسلمين العقل المسلم، في مداخلات ثقيلة الظل، وخفيفة العقل، على عالم السياسة، والإدارة . وكأن العلاقات بين الدول تدار اليوم على أساس الدين، او المذهب، والمفاوضات تجري بينها على قبور، وأضرحة وعقائد، وملل ونحل ! وليس مصالح مشتركة، واتفاقيات، وقوانين، وأعراف دولية، وقواعد علمية في السياسة والعلاقات الدولية .

يحتل الدين والثقافة والتاريخ واللغة جانباً مهما من العلاقات الدبلوماسية بين الدول، لكنه ليس اساسياً في ظل الحداثة، والنظام الدولي، والمعاهدات الدولية .

صموئيل هنتنغتون حين لاحظ استبدال الصراع في القرن الواحد والعشرين عنه في القرن العشرين، من صراع بين الايديولوجيات السياسية الكبرى الفاشية، والنازية، والشيوعية الى صراع بين الحضارات، لم يكن يقصد ان العلاقات بين الدول ستنتقل من السياسي الى الحضاري بشكل يفرض قواعد قانونية دولية جديدة، وانما يتحول التنافس الى تنافس حضاري يستند الى الدين، والمذهب، والتاريخ، واللغة، وأنماط الثقافة، التي تدخل كعوامل مساعدة، ودبلوماسيات ثانوية، وبديلة، مقابل ثوابت السياسة في القوة والثروة وتبادل المصالح .

ان التباين الحاد، داخل الجماعات المغلقة، في الدول غير الحديثة، ودول الديمقراطيات الهجينة، بين ماهو سياسي وما هو اعم من السياسي، يؤدي الى تداخل معرقل، وغير صحي بين المجالين .

‎إن اخشى ما نخشاه على المسلمين، ان ينتقل الغلو والتكفير عندهم، من الغلو والتكفير على العقائد، الى التكفير على المواقف السياسية …!! او قد يكون انتقل فعلاً .

ومع ان التكفير السياسي، لم يكن غريباًعلى ثقافة المسلمين، ولم يغب حتى نلاحظ حضوره مرة اخرى، لكنه يعبر عن نفسه بأنماط جديدة ربما تكون أحدث وأشد تخلفاً مما نقله (أبن قتيبة الدينوري) في (الإمامة والسياسة) .

تشكلت في بعض الدول العربية لجان مساعي، وترشيد، ونصيحة، للسجناء من غلاة السلفية الجهادية التكفيرين الذين ابتلي بهم الاسلام .

في السعودية كانت لجنة برئاسة الشيخ السلفي المعتدل عائض القرني .

وفِي السودان كان الدكتور عصام احمد يحاور بعض هولاء التكفيريين الغلاة الشراة …

وقد روى الشيوخ عن محاوراتهم هذه، بعض الأحوال، والاراء التكفيرية الغريبة التي يؤمن بها أولئك النفر الضال .

يقول الشيخ الدكتور عصام :

كان احدهم يُكفِّر الرئيس السوداني عمر حسن البشير !!

قلت له : لماذا تكفر الرجل ؟

قال : رايته مرة يجلس الى جانبه نائبه ( نائب الرئيس السوداني ) المسيحي النصراني ( سلفاكير ) والبشير وهو يشير اليه قال : الأخ سلفاكير !

وهذا يوجب كفر الرئيس البشير !

لان الله سبحانه وتعالى يقول حصراً ( إنما المؤمنون اخوة ) وسلفاكير هذا كافر نصراني ليس من اخوة الايمان !!

والمعروف ان الجماعات التكفيرية والإرهابية يقودها ذَوُو اختصاصات علمية خدمية تخرجوا من الفروع العلمية مثل الطب والهندسة والعلوم والتنكلوجيا وغيرها مثل: المهندس بن لادن، والطبيب أيمن الظواهري، وليس من بين هولاء من هو فَقِيه او عالم متخصص في الفقه او الكلام او التفسير، او تخرج من العاهد والمدن والجامعات العلمية الاسلامية المعروفة .

هذا التكفيري السوداني المغالي، الذي يجهل التفسير والعلم بالقران، استدل بنوع واحد، ومعنى واحد من عدة معانٍ للاخوة، هي اخوة الدين والعقيدة ، ونسي اخوة النسب والعشيرة والقبلية والقومية ( القوم ) وهي معانٍ قرآنية أصيلة في الاستخدام البلاغي والاسلوبي في الكتاب الكريم .

يقول تعالى :

إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ ﴿١٠٦ الشعراء﴾

إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ ﴿١٢٤ الشعراء﴾

إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ ﴿١٤٢ الشعراء﴾

إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ ﴿١٦١ الشعراء﴾

فهل كان اخوة نوح وهود وصالح ولوط عليهم السلام مؤمنين !!!
هذا مثال من أمثلة عدة على العقليات الخفيفة التي تقود هذه الجماعات، وكل من هو حديث عهد بالحليب، وخفيف على ظهور الدواب !!

أطفال في الفقه شياطين في الفساد والخراب والقتل .

ان هذا الدخول الثقيل على عالم السياسة يعطل على الحاكم عمله، ويفسد على الدولة ادارة شؤون البلاد ..

ورعاية مصالح العباد .

الدخول الثقيل على عالم السياسة