اخبار العراق الان

تونس تقاوم التشدد الديني بالثقافة

تونس تقاوم التشدد الديني بالثقافة
تونس تقاوم التشدد الديني بالثقافة

2018-03-21 00:00:00 - المصدر: ميدل ايست


أعلن محمد زين العابدين وزير الثقافة التونسي أن الرئيس الباجي قائد السبسي سيتولى مساء الأربعاء الإشراف على إفتاح مدينة الثقافة بتونس العاصمة لتكون أنشطتها الموجهة خاصة للشباب خير سلاح لمقاومة ظاهرة التشدد الديني.

وشدد على أن المدينة ستكون مفتوحة خصوصا على الأعمال الشبابية في مختلف المجالات بما يتيح للمبدعين الشبان إثراء الثقافة الوطنية.

ويرى المثقفون التونسيون أن السلاح الوحيد لمقاومة التشدد الديني خاصة لدى فئة الشباب التونسي يكمن في تكثيف النشاط الثقافي وتنويعه بما يرسخ منظومة ثقافية مدنية.

وخلال السنوات السبع الماضية تراجعت الأنشطة الثقافية في مختلف أنحاء البلاد بما فيها تونس العاصمة التي تضج بالعشرات من الجمعيات الثقافية.

وكانت لطيفة لخضر وزير الثقافة السابقة وصفت مدينة الثقافة بـ"القلعة الفكرية" التي من شأنها أن تساهم في تجفيف منابع التشدد الديني والفكر السلفي.

وتمتلك تونس تجربة عريقة في الجمعيات الثقافية المتنوعة نشأ البعض منها في عشرينات القرن الماضي وتوارثتها أجيال عن أجيال وهي تنشط إلى اليوم.

وقال الوزير التونسي إن من أهم مكونات مدينة الثقافة مكتبة سينمائية مع "ديجيتال لاب" موجهة للشباب المولعين بالألعاب الحديثة إضافة إلى مسرح مخصص للجهات.

ويأتي هذا المسرح ليوفر فرصة للجمعيات المسرحية والموسيقية والفكرية لتقديم العروض ويضع حدا للشعور بالحيف في ظل غياب فضاءات مجهزة ولائقة.

وتشمل المدينة التي تمتد على مساحة 9 هكتارات في قلب العاصمة على بالي أوبرا مفتوح أمام الراقصات والراقصين الشبان لممارسة أحدث الأشكال الثقافية.

وقال زين العابدين إن عرض الافتتاح ستقدمه أوركسترا أصوات أوبرا تونس المحدثة وتضم 160 عازفا وفنانا من بينهم 85 تونسيا إضافة إلى موسيقيين من أوكرانيا.

وذلك إضافة إلى معزوفات غنائية سيقوم بها الفنان لطفي بوشناق وحمادي لاغة وأميرة دخلية وهيثم الحذيري مع تقديم النشيد الوطني في توزيع موسيقي جديد وحديث.

ويأتي إفتاح المدينة الذي أطلقها الرئيس الأسبق الذي أطاحت به ثورة يناير/كانون الثاني 2011 زين العابدين بن علي في وقت تعالت فيه أصوات المثقفين والمبدعين والنشطاء والسياسيين بأن المشروع الثقافي التحديثي الذي قادته دولة الاستقلال بات مهددا جراء استفحال الفكر المتشدد والجهادي.

ويرى مبدعون تونسيون أن تجفيف منابع الفكر المتشدد يستوجب فسح المجال أمام الشباب لممارسة حرية الإبداع في مختلف الفنون وخاصة الفنون العصرية المنفتحة على العالم.

وتعد مدينة الثقافة متعددة الاختصاصات الأولى من نوعها لجهة مساحاتها والتجهيزات المتطورة التي تسمح بإثراء المنتوج الإبداعي.

ومن أهم خصوصيات المدينة التي يراهن عليها المسؤولون لإحداث نقلة نوعية في المجال الثقافي هو انفتاحها على الجهات الداخلية للبلاد وانفتاحها على الأعمال الإبداعية المتوسطية والأوروبية والعربية لتجمع بين الأصالة والحداثة.

وقال زين العابدين إن المدينة تضم 3 مسارح وفضاءات للتمارين المسرحية، إضافة إلى متحف للفنون المعاصرة ومكتبة سنيمائية مفتوحة على أحدث الأعمال السنيمائية العالمية بما يمكن المبدعين وخاصة الشباب منهم من مواكبة الإبداع العالمي.

ووفق مدير وحدة التصرف بمدينة الثقافة محمد الهادي الجويني فإن نشاط المدينة سينطلق فعليا الخميس من خلال أيام قرطاج الشعرية في إخراج مسرحي وسينوغرافي جديد يستجيب لتطلعات المبدعين والشعراء والجمهور.

وتضم المدينة إضافة إلى المركبات الفنية محلات تجارية ومشارب ومطاعم من بينها 40 بالمئة من المحلات التجارية موجهة للصناعات الثقافية والإبداعية.

ويتطلع المسؤولون في تونس إلى أن تكون المدينة وجهة جذابة لكبريات الفرق الموسيقية والسمفونيات والأوبرا والمسرح بما يجعل من تونس قطبا ثقافيا أكثر انفتاحا على الأعمال الإبداعية الأجنبية والعربية وفاء لتاريخها الثقافي العريق.

ويرى هؤلاء أنه بقدر نجاح المشروع الثقافي للمدينة بقدر ما تتقدم البلاد في تأطير الشباب وتحصينه بثقافة مدنية تكون حصنا منيعا ضد أشكال التطرف والتشدد الديني.