مئة مليون يورو تكلفة إضراب عمال سكك الحديد في فرنسا
باريس - أعلن رئيس الشركة الوطنية الفرنسية لسكك الحديد (اس ان سي اف) غيوم بيبي لإذاعة مونتي كارلو وشبكة "بي اف ام تي في" أن إضراب عمال هذا القطاع كلف الشركة حتى الآن "مئة مليون يورو".
وأضاف بيبي أن كلفة الإضراب "تبلغ عشرين مليون يورو يوميا" للشركة.
وجدد عمال السكك الحديد الفرنسية إضرابهم الأحد احتجاجا على خطة إصلاح "الشركة الوطنية لسكك الحديد" مؤكدين استعدادهم تصعيد تحركهم.
من جهتها، أكدت الحكومة تصميمها على المضي قدما في مشروعها.
وكان عمال سكك الحديد باشروا في مطلع نيسان/أبريل إضرابا ماراتونيا متقطعا ليومين كل خمسة أيام، منددين بنية الحكومة "تدمير الخدمة العامة".
وتنتهي المرحلة الثانية من الإضراب صباح الثلاثاء.
وأشارت بعض النقابات العمالية إلى أنها ستشدد من مواقفها مع وصول مفاوضات مع وزراء بشأن الإصلاحات إلى طريق مسدود. وقال مسؤولون في الرابطة العامة للعمال، وهي نقابة ذات جذور شيوعية، الجمعة إن الإضرابات قد تستمر إلى ما بعد يونيو حزيران إذا لم يتغير شيء.
ودعت النقابات العمالية حتى الآن إلى الإضراب لمدة يومين من كل خمسة أيام حتى نهاية يونيو حزيران احتجاجا على تغييرات في الشركة الوطنية للسكك الحديدية.
وتشمل الإصلاحات إلغاء التقاعد المبكر لعمال السكك الحديدية. وتقول الحكومة إن مثل تلك الإصلاحات ستساعد في تحويل الشركة التي تحمل أعباء ديون ضخمة إلى خدمة عامة تدر ربحا.
ورد العمال بشكاوى من أن الشركة يتم تفكيكها لتمهيد الطريق لخصخصتها.
وقالت الحكومة حتى الآن إنها ستتمسك بموقفها بشأن النقاط الرئيسية في خطة الإصلاح.
وقال رئيس الوزراء إدوار فيليب في مقابلة نشرتها اليوم الأحد صحيفة لو باريزيان "الوضع الراهن غير قابل للاستمرار... الأمر عاجل.. نحتاج للتقدم ويجب أن يعلم الجميع أننا عازمون على تنفيذ ذلك إلى النهاية".
وكان الالتزام بالإضراب أقل بشكل طفيف الأحد حيث بلغت نسبة المضربين 35 بالمئة مقابل 48 بالمئة في يومي الإضراب الأولين. غير أن القطارات سجلت بلبلة كبيرة مع اغتنام العديد من الفرنسيين عطلة نهاية الأسبوع للخروج في عطلة، إذ تم تسيير قطار واحد فقط من أصل خمسة على الخطوط الرئيسية وواحد من أصل ثلاثة داخل المناطق.
ويبدو الفرنسيون منقسمين حيال الإضرابات حيث يعتبر 44 بالمئة منهم فقط أنها مبررة، فيما يتمنى 62 بالمئة إنجاز الإصلاحات، بحسب استطلاع للرأي أجراه معهد إيفوب.
وهذا ما يعزز موقع الرئيس إيمانويل ماكرون الذي قرر تناول موضوع الأجواء الاجتماعية المتوترة في البلاد في مقابلة تجريها معه شبكة "تي إف 1" الخميس لمدة ساعة ضمن نشرة أخبار منتصف النهار.