اخبار العراق الان

بعد التجارة.. هل يبدأ ترامب حرب عملات جديدة؟

بعد التجارة.. هل يبدأ ترامب حرب عملات جديدة؟
بعد التجارة.. هل يبدأ ترامب حرب عملات جديدة؟

2018-04-09 00:00:00 - المصدر: موقع مباشر


تحرير - سالي إسماعيل:

مباشر: "مسألة وقت" قد تفصلنا عن خوض حرب عملات بقيادة الرئيس الأمريكي ضد عملة الصين "الرنمينبي" أيضاً، فمن الواضح أن دونالد ترامب يرى بكين كتهديد اقتصادي كبير.

وفي الشهر الماضي، أعلن ترامب فرض سلسلة من التعريفات على الواردات وتدابير أخرى لتقييد تدفق السلع الصينية ورأس المال إلى الولايات المتحدة.

ويتساءل تحليل نشره موقع "بروجكت سينديكيت" عما إذا كانت الولايات المتحدة سوف تشن "حرب عملات" تجاه عملة الصين الشعبية "الرنمينبي"؟

وخلال الأسابيع الأخيرة، كشفت الإدارة الأمريكية عن سلسلة من الإجراءات التجارية والاستثمارية التي تستهدف "محاصرة الصين"، مع حقيقة أن إدارة ترامب ترى بكين "عدو اقتصادي" رئيسي للولايات المتحدة.

واشنطن تضرب بقوة

وحتى الآن، فرضت الولايات المتحدة تعريفات كبيرة على الواردات بنسبة 25% للصلب و10% للألومنيوم، والتي أعلن عنها ترامب شخصياً في وقت مبكر من الشهر الماضي.

ومنذ ذلك الحين، أعفت الإدارة الأمريكي حلفاء الولايات المتحدة الرئيسيين بينما استخدمت التعريفات كورقة مساومة للحصول على تنازلات من الآخرين.

أما الصين فإنها ليست مورداً رئيسياً للصلب أو الألومنيوم للولايات المتحدة، لكن القدرة الصينية المفرطة كانت تُشكل ضغوطاً في الاتجاه الهابط على أسعار الصلب والألومنيوم عالمياً وهو الأمر الذي ألحق بالضرر بالمنتجين الأمريكيين.

وبالتالي فإن الإدارة الأمريكية تهدف إلى إجبار الصين على تقليص إنتاجها بشكل حاد.

والأمر الأهم أن الإدارة الأمريكية كشفت النقاب عن خطط لفرض رسوم على واردات للسلع الصينية تصل قيمتها إلى 60 مليار دولار.

كذلك تعمل على تشديد القيود على عمليات استحواذ الشركات والاستثمارات التي تقوم بها الشركات الأجنبية، بالإضافة إلى اعتزامها مواجهة إجبار الصين الشركات على نقل التكنولوجيا إليها في منظمة التجارة العالمية.

وعلاوة على ذلك، فإن إدارة ترامب تتحرك من أجل منع الشركات الصينية من الاستثمار في القطاعات الأمريكية الحساسة مثل أشباه الموصلات وتكنولوجيات الاتصالات اللاسكية "5G".

وبالفعل منع ترامب صفقة بقيمة 117 مليار دولار من قبل شركة "برودكوم" وهي شركة تتخذ من سنغافورة مقراً لها وتربطها علاقات وثيقة مع الصين، للاستحواذ على شركة التكنولوجيا الأمريكية العملاقة "كوالكوم".

وبالمثل، وافق المفوض المعين من قبل ترامب، في لجنة الاتصالات الفيدرالية "أجيت باي" على اعتبار "هواوي" الصينية بمثابة خطر على الأمن القومي.

وبموجب قانون جديد مقترح، فإن مثل هذه الشركات التي تحمل هذا التصنيف لن تكون قادرة على تقديم المعدات إلى الشركات التي تبني البنية التحتية للإنترنت في الولايات المتحدة.

الصين تدعم اليوان

وحتى اليوم، الإدارة الأمريكية لم تتخذ أي إجراء مباشر ضد عملة الرنمينمي أو اليوان لكنها إذا كانت تنظر إلى الصادرات الصينية والاستثمارات كتهديد فمن المحتمل أن تكون فقط مسألة وقت قبل أن تستهدف عملة الصين أيضاً.

ومنذ الأزمة المالية العالمية 2008، حاولت الحكومة الصينية تعزيز موقف "الرنمينبي" على الصعيد الدولي، حيث قامت بتخفيف القوانين لزيادة المعاملات التجارية عبر "الرنمينبي" وبالتالي تجاوز العملات التقليدية مثل الدولار الأمريكي.

كما أنشأت شبكة من بنوك المقاصة (clearing banks) للعملة الصينية التي تمتد عبر المراكز المالية في جميع أنحاء العالم إلى جانب تجهيز الأسواق النشطة بودائع الرنمينبي والسندات المقومة بالعملة في هونج كونج وأماكن أخرى.

وكذلك توصلت الحكومة الصينية إلى اتفاقيات تبادل العملات مع العشرات من البنوك المركزية الأجنبية، على أمل أن يصبح الرنمينبي أحد الأصول الاحتياطية العالمية الجديدة.

وفي الوقت نفسه، حققت الصين خطوة رئيسية خلال عام 2015 عندما وافق صندوق النقد الدولي على ضم الرنمينبي إلى سلة العملات التي تحدد قيمة أصولها الاحتياطية، أي عملات حقوق السحب الخاصة.

في السابق، هذا المركز المميز كان يمنح فقط للدولار الأمريكي والإسترليني والين الياباني واليورو وبالتالي فإن إدارج الرنمينبي ضمن سلة حقوق السحب الخاصة تمنحه دفعة قوية بشأن الموقف الدولي وهو ما شجع الصين على المضي قدماً في تعزيز العملة.

وخلال الآونة الأخيرة، أطلقت الصين بورصة جديدة لعقود النفط الخام الآجلة المقومة بالرنمينبي وهي الخطوة التي يراها بعض المراقبين تحدياً مباشراً للدولار.

وكجزء من محاولتها الطموحة بشأن التأثير العالمي، تهدف الصين إلى تطوير مكانة العملة حتى تصبح قوة عالمية كبرى.

واستفادت الولايات المتحدة لفترات طويلة من وضع الدولار المهيمن في الأسواق المالية واحتياطات البنوك المركزية وهي الخطوة التي ترغب الصين حالياً في الحصول على ثمار مماثلة.

ولكن إذا جاء ارتفاع مكانة العملة الصينية على حساب الدولار فهذا الوضع سيكون سيئ للغاية.

خيارات كارثية؟

ومن قبل ترامب، فإن السياسة الأمريكية بشأن الحفاظ على أولوية الدولار كانت سلبية إلى حد كبير، وحتى عندما كان واضحاً أن الصين تعزز موقف الرنمينبي كبديل للدولار فإن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما لم تفعل الكثير للدفاع عن الدولار.

وفي الواقع، دعمت الولايات المتحدة فعلياً دخول الرنمينبي في سلة حقوق السحب الخاصة بصندوق النقد الدولي على الرغم من الشكوك المنتشرة بشأن مؤهلات العملة كونها أرادت أن تشجع الصين على أن تصبح صاحبة مصلحة أكبر في النظام النقدي القائم.

ولكن بعد ذلك جاء دونالد ترامب، وعلى الرغم من تصاعد مكانة اليوان الصيني دولياً، لكن العملة لا يزال أمامها طريقاً طويلاً حتى تصبح عملة رئيسية.

ومن المفترض أن ترامب يعرف ذلك كما أنه سوف يحاول أن يستغل نقاط ضعف الرنمينبي.

على سبيل المثال، إذا اخترات الصين أن تقاوم طلبات ترامب بشأن تقديم تنازلات تجارية فقد تمنع الولايات المتحدة استخدام الرنمينبي من قبل الشركات الأمريكية التي تتعامل مع الشركاء الصينيين.

ويمكن أن يحبط الرئيس الأمريكي أو يؤسس حواجز جديدة أمام الاستثمارات في الأصول المقومة بالرنمينبي أو قد يقدم اتفاقيات مقايضة بشروط مواتية لأي بنك مركزي للتخلي عن اتفاقه مع الصين، أي أن قائمة الإجراءات العقابية المحتملة طويلة.

وبالطبع، ستكون حرب العملات جنباً إلى جنب مع حرب تجارية خطيرة وربما كارثية.

وكحد أدنى يمكن أن تتعرض الأسواق المالية لزعزعة الاستقرار ويمكن أن يشهد الإقراض الدولي إضطرابات.

ولسوء الحظ، من غير المرجح أن تردع هذه الاحتمالات شخصاً يعتقد أن الحروب التجارية جيدة وسهلة للفوز، يمكننا فقط أن نأمل سيادة العقل والمنطق.