السعودية تستعين بالخبرات الفرنسية لتعزيز أوسع مرحلة انفتاح ثقافي
باريس - بدأ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لقاءاته الرسمية الاثنين في باريس، حيث أُعلن عن تعاون ثقافي بين بلاده وفرنسا وعن زيارة مرتقبة للرئيس إيمانويل ماكرون في نهاية السنة إلى الرياض لتوقيع عقود.
وستستعين السعودية بالخبرات الفرنسية لإنشاء دار أوبرا واوركسترا وطنية بموجب اتفاق تم توقيعه الاثنين، وأعلنت عنه وزيرة الثقافة الفرنسية فرنسواز نيسين في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها السعودي عواد العواد.
وتندرج الخطوة في اطار سعي المملكة المحافظة للانفتاح على الغرب. وستساعد دار الاوبرا الفرنسية المملكة على انتاج موسيقى كلاسيكية وعروض خاصة بها.
وأعلنت المملكة الاثنين أنها ستشارك رسميا للمرة الأولى في مهرجان كان السينمائي بتقديم مجموعة من الأفلام القصيرة عند افتتاح المهرجان الشهر المقبل في جنوب فرنسا.
وقال العواد من جهته "الهدف الأساسي من الحراك الثقافي هو أن نطلع العالم على الثقافة الغنية الموجودة اليوم في المملكة والفنون والتاريخ العريق للمملكة العربية السعودية".
وأشار إلى أن "موضوع السياحة يدرس الآن بعناية لأننا نريد أن نوفر كافة سبل نجاح زيارة السائح"، مشيرا إلى دراسة لمسألة منح تأشيرات دخول سياحية خلال السنوات المقبلة.
وسيعقد الأمير محمد بن سلمان جولة محادثات الثلاثاء مع الرئيس الفرنسي تنتهي بإعلان مشترك. وقد التقى الاثنين رئيس الوزراء الفرنسي ادوار فيليب.
وكان تناول مساء الأحد بعيد وصوله إلى باريس، العشاء مع ماكرون في متحف اللوفر.
ويسعى الرئيس الفرنسي البالغ من العمر 40 عاما في محادثاته مع الأمير محمد بن سلمان إلى اقامة توازن دقيق بين تعزيز روابط فرنسا مع السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، وتحسين علاقاتها مع إيران، العدو اللدود للرياض.
وتندرج زيارة ولي العهد السعودي إلى فرنسا في اطار جولة دولية قادته إلى الولايات المتحدة، وبريطانيا، ومصر.
وكان مسؤولون سعوديون أعلنوا قبيل زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى فرنسا أن العلاقات بين ولي العهد السعودي والرئيس الفرنسي جيدة نظرا إلى أنهما شابان اصلاحيان.
الا ان الزيارة تأتي بعد فترة من التوترات الكامنة.
ودخل الرئيس الفرنسي على خط أزمة إقليمية في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 عندما أعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري من الرياض استقالته مباشرة عبر التلفزيون في خطوة يعتقد انها اتت بضغط من ولي العهد، لكنه ما لبث أن تراجع عنها بعد تدخل فرنسي، نافيا في الوقت ذاته أن يكون قد تعرض لأي ضغوطات سعودية.
وأعلن ماكرون أنه ينوي زيارة إيران ليكون أول رئيس فرنسي يزور الجمهورية الاسلامية منذ 1976 في اطار سعيه لبناء علاقات مع القوتين الاقليميتين المتنافستين في الشرق الأوسط.
وترى المحللة في معهد الجزيرة العربية نوال العتيبي أنه "على الرغم من التوترات، فإن السعودية بحاجة للخبرات الفرنسية في سعيها لافتتاح قطاعات كبرى كالترفيه والسياحة والسينما من أجل تنويع موارد اقتصادها المعتمد بشكل شبه كلي على النفط".