دمشق وموسكو تردان على تصعيد أميركي 'أرعن'
دمشق/واشنطن - وصفت دمشق الأربعاء التهديدات الأميركية باستهداف أراضيها بـ"التصعيد الأرعن" بعد توعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أن الصواريخ "قادمة" لضرب سوريا، على خلفية تقارير حول هجوم كيميائي في مدينة دوما.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية قوله "لا نستغرب مثل هذا التصعيد الأرعن من نظام كنظام الولايات المتحدة رعى وما زال الإرهاب في سوريا وليس غريبا عليه أبدا أن يساند الإرهابيين في الغوطة ويرعى فبركاتهم وأكاذيبهم لاستخدامها كذريعة لاستهداف سوريا".
وأشار المصدر إلى "أن ذريعة الكيميائي باتت مكشوفة للقاصي والداني كحجة واهية غير مدعومة بالدلائل لاستهداف سوريا".
واعتبر المصدر السوري أن ترحيب بلاده "بأي لجنة تحقيق حيادية يؤكد براءة الدولة السورية من كل ما قيل حول استخدام الكيميائي".
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الأربعاء إنها لن تعلق على عمليات عسكرية مستقبلية محتملة وذلك بعدما قال الرئيس دونالد ترامب في تغريدة على تويتر إن الصواريخ "قادمة" إلى سوريا.
وقال إريك باهون المتحدث باسم البنتاغون في بيان "لا تعلق الوزارة على تحركات عسكرية مستقبلية محتملة. أحيلكم إلى البيت الأبيض ليوضح تغريدة الرئيس".
وأضاف باهون "كما أشار الرئيس في الثامن من أبريل (نيسان)، فإن هجوم النظام السوري بأسلحة كيمياوية على مدنيين أبرياء في دوما بسوريا يوم السابع من أبريل كان مروعا ويتطلب ردا فوريا من المجتمع الدولي".
وتوعد ترامب روسيا عبر سلسلة تغريدات على تويتر الأربعاء. وقال "تعهدت روسيا بضرب جميع الصواريخ الموجهة إلى سوريا. استعدي يا روسيا لأنها قادمة وستكون جميلة وجديدة وذكية! عليك ألا تكوني شريكة حيوان يقتل شعبه بالغاز ويتلذذ بذلك".
واتهمت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في تدوينة على صفحتها بفيسبوك، واشنطن بالسعي لمسح كل الحقائق حول الهجوم الكيمياوي المزعوم على دوما.
وشددت في أول تعليق للسلطات الروسية على تهديدات ترامب النارية بتوجيه ضربة صاروخية لسوريا، على ضرورة أن تستهدف "الصواريخ الذكية" التي يتحدث عنها ترامب في تغريدته، الإرهابيين وليس الحكومة الشرعية التي تحارب الإرهاب الدولي على أراضيها على مدى عدة سنوات.
وتساءلت "هل أُبلغ خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بأن الصواريخ الذكية سوف تدمر جميع الأدلة على استخدام الكيميائي على الأرض؟ أو تهدف هذه الخطة إلى إخفاء آثار الاستفزاز بضربات الصواريخ الذكية كي لا يبقى هناك شيء يستطيع الخبراء الدوليون استخدامه كأدلة؟"
وتعهدت عدة دول غربية أبرزها الولايات المتحدة وفرنسا برد "قوي" اثر مقتل أربعين شخصا واصابة 500 آخرين في مدينة دوما السورية جراء هجوم قال مسعفون وأطباء إنه نجم عن استخدام سلاح كيميائي واتهموا قوات النظام السوري بالوقوف خلفه.
ووجهت الحكومة السورية الثلاثاء دعوة رسمية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية لإرسال بعثة من أجل زيارة مدينة دوما والقيام بالتحقيقات اللازمة.
وأعلنت المنظمة أنها سترسل "خلال فترة قصيرة" فريق تحقيق إلى دوما للتحقيق في الهجوم المفترض بالسلاح الكيميائي الذي استدعى تنديدا دوليا واسع النطاق.
ولم يعد للأمم المتحدة هيئة تحقيق خاصة بالهجمات الكيميائية في سوريا منذ وقف عمل آلية التحقيق المشتركة نهاية 2017 التي لم تجدد ولايتها بسبب استخدام روسيا للفيتو مرارا.
وتأتي هذه التصريحات بعد ساعات من اجتماع لمجلس الأمن الدولي شهد مواجهة بين روسيا والولايات المتحدة أدى إلى الفشل في اقرار أي من مشاريع القرارات المطروحة حول آلية التحقيق في التقارير حول الهجوم.