في ذكرى الأنفال.. كوردستان تدعو بغداد لتعويضها
2018-04-14 00:00:00 - المصدر: الموقف العراقي
في ذكرى الأنفال.. كوردستان تدعو بغداد لتعويضها
14 أبريل, 2018 | 11:43 ص - عدد القراءات: 4 مشاهدة
شبكة الموقف العراقي
دعت حكومة اقليم كوردستان، اليوم السبت، الحكومة الاتحادية الى اتخاذ خطوات جادة لتعويض ذوي ضحايا عمليات الانفال الاجرامية، وذلك في بيان لها في الذكرى الـ 30 لهذه الجرائم التي ارتكبها نظام البعث المقبور ضد ابناء الشعب الكوردي.
وفيما يأتي نص بيان حكومة اقليم كوردستان:
تمر اليوم ثلاثون سنة على عملية الإبادة الجماعية (حملة الأنفال سيئة الصيت) التي تعرض لها شعب كوردستان على يد النظام العراقي السابق. تلك الحملة التي كانت تهدف إلى محو الوجود والهوية القومية الكورديين، واستهدفت الإنسان والأرض وبيئة كوردستان جميعاً، فبالإضافة إلى حوالى 182 إنسان مدني بريء مجهولي المصير قتلوا بصورة جماعية، أدت أيضاً إلى تدمير آلاف القرى وتخريب البيئة وتحويل أرض كوردستان إلى أرض محروقة.
وبينما يأتي إحياء ذكرى ضحايا حملة الأنفال إكراماً وإجلالاً لتلك الدماء والتضحيات التي قدمها هذا الشعب على مدى تاريخ حركته التحررية، فإنه أيضاً يأتي لاستقاء دروس وعبر التاريخ ويحثنا على السعي الدائم فكراً وعملاً لمنع التعرض إلى أية حملة أخرى شبيهة بالأنفال سيئة الصيت، وعلى السعي لمحو الآثار النفسية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية السلبية لتك الحملة اللاإنسانية.
فقد باتت هذه المهام، منذ زمن بعيد، هماً رئيساً يشغل حكومة إقليم كوردستان. وإلى جانب سعيها الدؤوب لإعادة الرفات المباركة لضحايا الأنفال، فإن إعادة إعمار قرى وبيئة كوردستان التي تعرضت للتدمير والتشويه، والمساعدة في تحسين الأوضاع المعيشية لذوي المؤنفلين الكرام، كانت دائماً في مقدمة مهام الحكومة. وقد بذلت الحكومة كل ما في استطاعتها لتحقيق ذلك كله، ولا شك أنه مازال ثم الكثير الذي يجب إنجازه، وتعتبره حكومة الإقليم من واجباتها ومسؤولياتها ولن تدخر جهداً في هذا المجال.
كان التعريف بهذه الحملة الوحشية كعملية إبادة جماعية، على الصعيد الخارجي، من الأعمال الجادة التي عملت عليها الحكومة. وعلى مستوى العراق تم استحصال إقرار من محكمة الجرائم الكبرى، قبل أي طرف آخر، بأن هذه الحملة هي عملية إبادة عرقية. ونأمل أن تتخذ الحكومة العراقية، كواجب ومسؤولية قانونية وأخلاقية على عاتقها، خطوات جادة وعملية لتعويض ذوي المؤنفلين وشعب وأرض كوردستان مادياً ومعنوياً.
أيها الكوردستانيون الأعزاء…
الضمان الوحيد لمنع تكرار أية حملة عدوانية معادية لشعبنا، كالأنفال والكارثة التي حلت بأخواتنا وأخواننا الأيزيديين، هو وحدة صفنا واتحاد الأطراف والمكونات الكوردستانية، مثلما كانت وحدة صفنا في القضايا الوطنية والقومية عاملاً رئيساً من عوامل نجاح قضيتنا العادلة وتحقيق أهدافنا في مستقبل مشرق لأجيالنا القادمة ولبناء كوردستان عامرة مزدهرة في ظل السلم والرخاء.
إن شعب كوردستان يفخر دائماً بثقافة التسامح التي تميزه، لكنه لن ينسى أبداً الجراح والآلام التي عانى منها جسده وضميره وذاكرته القومية من جراء غدر الآخرين، كما أنه لن ينسى يد التعاطف والإخلاص التي مدها إليه المخلصون وأصدقاء الإنسانية والحياة.