ترامب لم يقتنع بفكرة ماكرون عن البقاء الطويل في سوريا
واشنطن - قال البيت الابيض الاحد ان المهمة الاميركية في سوريا "لم تتغير"، مؤكدا ان الرئيس دونالد ترامب يريد عودة القوات الاميركية الى الولايات المتحدة في اقرب وقت ممكن.
وبعد ساعات من تأكيد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ان باريس اقنعت ترامب ببقاء القوات الاميركية في سوريا "لمدة طويلة"، قالت المتحدثة باسم البيت الابيض ساره ساندرز ان "المهمة الاميركية لم تتغير"، مضيفة "الرئيس كان واضحا، إنه يريد ان تعود القوات الاميركية باقرب وقت ممكن الى الوطن".
وتابعت ساندرز "نحن عازمون على سحق تنظيم الدولة الاسلامية بالكامل وخلق الظروف التي تمنع عودته. وبالاضافة الى ذلك، نتوقع ان يتحمل حلفاؤنا وشركاؤنا الاقليميون مسؤولية اكبر عسكريا وماليا من اجل تأمين المنطقة".
وفي وقت سابق الأحد كان الرئيس الفرنسي قد أكد في مقابلة مع قناة "بي إف إم" التلفزيونية وإذاعة "آر إم سي" وموقع "ميديابارت" الإلكتروني أن ترامب بات الآن مقتنعا بضرورة الإبقاء على الوجود الأميركي في سوريا.
وقال ماكرون "قبل عشرة أيام قال الرئيس ترامب إنّ الولايات المتحدة تريد الانسحاب من سوريا. لقد أقنعناه بضرورة البقاء هناك. أؤكد لكم أننا أقنعناه بضرورة البقاء لمدة طويلة".
وقالت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إنها لم تستهدف بضرباتها سوى قدرات الأسلحة الكيماوية في سوريا وإن الضربات لم يكن الغرض منها الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد أو التدخل في الحرب الأهلية.
وقال ماكرون إن خطة ترامب المبدئية للضربات لم تكن تقتصر بالضرورة على هذه الأهداف المحددة.
وأضاف "أقنعناه أيضا بضرورة قصر الضربات على (مواقع) الأسلحة الكيماوية".
وأكد مجددا أنه كان هناك برهان على حدوث هجمات كيماوية مضيفا "كنا قد وصلنا إلى نقطة لزم عندها تنفيذ هذه الضربات كي يستعيد المجتمع (الدولي) بعض المصداقية".
وقال ماكرون إن الإخفاق في فرض احترام للخطوط الحمراء جعل السلطات الروسية تقول في نفسها عن القوى الغربية "أناس المجتمع الدولي هؤلاء- إنهم لطفاء، إنهم ضعفاء".
وتابع قائلا إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "فهم أن هذا لم يعد هو الحال". وقال إن روسيا التي تدعم الأسد سياسيا وعسكريا جعلت من نفسها شريكا للحكومة السورية في أفعالها.
ومضى قائلا "بالقطع هم شركاء. لم يستخدموا الكلور بأنفسهم لكنهم أعجزوا دوماً المجتمع الدولي عن العمل من خلال القنوات الدبلوماسية من أجل وقف استخدام الأسلحة الكيماوية".
إلا أن الرئيس الفرنسي قال إنه كان يريد الدخول في حوار مع كل الأطراف المعنية، بما في ذلك روسيا، لإيجاد حل سياسي لسوريا. وأشار إلى أنه لن يطرأ تغيير على خططه لزيارة روسيا الشهر القادم.
وتحدث ماكرون عن تركيا بصورة أكثر ودا وقال "بتلك الضربات فصلنا الروس عن الأتراك في هذا الصدد. الأتراك أدانوا الأسلحة الكيماوية".
وأضاف أن الضربات على سوريا "نفذت بطريقة متقنة". وتابع "كل صواريخنا أصابت هدفها".
وقال ماكرون، الذي واجه انتقادات من أقصى اليسار وأقصى اليمين ومن جزء من المحافظين بسبب الهجمات، إن فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة كانت لديها "الشرعية الدولية الكاملة للتحرك".