القمة العربية المترهلة.. زادت من شكليتها فأصبحت “سعودية”
الملفت في القمة هو “الفحش” في فرض السعودية لأجندتها، حيث لم يتحدث في القمة إلا من لا يُخاف جانبه (سعوديا)، حتي لو كان علي مستوي الكلام، ففي حين يدين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي صواريخ ما أسماهم جماعات يمنية علي السعودية، لم يدن أي جانب من الفوضي الكبيرة في المنطقة، إلا بالمسطرة السعودية.
وهذا “الفحش” في فرض أجندات سعودية علي قمة عربية هي خاوية أصلا علي عروشها، يتيح للمتابع تأمل الكم الهائل من التوتر السعودي في سياساتها الخارجية، خصوصا وأن القمة لم تناقش-حتي-الأزمة الخليجية، وكأنها كثرت من “ديكوريتها” في هذه الآونة الحرجة من السياق العربي المترهل.
ثم أن العراق الذي كان من المقرر أن يلقي كلمته، غاب صوته، بفعل الجدول الذي وزّع علي الحاضرين بطريقة مفاجئة.
ما يمكن تسجيله إذن علي القمة عدة أمور: المبالغة في شكليتها، الأجندة السعودية المفروضة بشكل واضح وفاضح، نعومة القمة علي صفيح عربي ساخن، ما يعني أنها بعيدة كل البعد عن الهم العربي ولو بشكل شكلي.
في المقابل، إبداع الدب الروسي في رسم خطوط الاشتباك في غابة العالم، وسط أدغال كثيفة ومعقدة قد تتوه فيها بعض أنواع الدببة، كالدببة الداشرة مثلا، والفيلة الثقيلة التي تربض علي أنفاس تويتر دون أن تقدم استراتيجيات توازي التعقيد المتفاقم.
فالروسي حين خفف بضغطه وخطوطه الحمراء من العدوان الأمريكي البريطاني الفرنسي، يكفي أن يرد علي كل الثرثرات التي تعج بها كل القنوات التي تعمل بتنقية “بوق ثلاثي الأبعاد” ، وما يحصل اليوم هو ما سيتضح في صورة الغد من موازين قوي.
المصدر : البحرين اليوم
انتهي**1110** 1837