اخبار العراق الان

عاجل

قمة الظهران … ما للزَّمان عَلى العُروبَةِ ساخِطا ً !

قمة الظهران … ما للزَّمان عَلى العُروبَةِ ساخِطا ً !
قمة الظهران … ما للزَّمان عَلى العُروبَةِ ساخِطا ً !

2018-04-17 00:00:00 - المصدر: الموقف العراقي


قمة الظهران … ما للزَّمان عَلى العُروبَةِ ساخِطا ً !

17 أبريل, 2018 | 10:48 ص   -   عدد القراءات: 1 مشاهدة

شبكة الموقف العراقي

 بقلم : سامي بخوش كاتب جزائري.

إعتاد المواطن العربي من المحيط الى الخليج ، على إجتماع قادة الدول العربية على مدار أكثر من 40 عاما ، دون شيئ يذكر ، فلا هم لملموا الشمل المبعثر ، ولا جمعوا شتاتهم البغيض ، فأضحت الجامعة العربية مجرد خيمة لا تجمع الفرقاء الا لتهيئ لهم فراقا آخر .

تنعقد هذه القمة الـ : 29 في المملكة العربية ، تحت شعار تطوير العمل العربي المشترك ، في ظل تلبد الغيوم السوداء في سماء المنطقة ، وغياب دفئ الوحدة العربية ، و عصف رياح المقاطعات الدبلوماسية و السياسية بين الأشقاء الذين يتقاسمون التاريخ ويتشاركون الجغرافيا ، دون أن ننسى الحروب الدائرة بين غني مسلح وفقير أعزل ، ولا نعتقد أن هذا يحتاج الى توضيح .

الملاحظ في هذه القمة هو مكان انعقادها ، حيث دارت تفاصيلها شرق السعودية في مدينة الظهران ، و هذا لربما يعطي انطباعا بأن المملكة السعودية باتت تخشى صواريخ الحوثي ، التي وصلت للعاصمة الرياض لأكثر من مرة ، خاصة بعدما فشلت أنظمة الدفاع الجوي في التعرض لهذه الصواريخ في مناسبة عدة .

ستة ملفات ملغمة ذات حساسية مفرطة ، تتموضع في جدول أعمال قمة العرب ، للتناقش و التباحث ، بين زعماء الدول الـ : 22وهي كالآتي :

نجد في رأس قائمة القضية السورية التي باتت طبقا رئيسيا في كل الإجتماعات و المحافل ، ذلك أنها أصبحت أسطورة العصر في الصمود للمؤامرات الخارجية ، لتفتيتها و تشتيتها و تركيعها ، و فرض واقع لا يريده الشعب السوري ، دون جدوى ، لتحقيق مآرب دنيئة إقليمية و دولية ، حيث نجد بعض الدول المجتمعة اليوم تؤيد الإعتداءات الجبانة من دول تسمي نفسها راعية الديمقراطية .

أما بالنسبة للقضية الثانية فقد كانت من نصيب اليمن ، الذي بات يصارع قوى إقليمية تسمي نفسها شقيقة ، بينما تموضع نفسها على رأس مشتري السلاح في العالم ، لا لكي تحفظ الأمن القومي العربي ، والحفاظ على مصالحه و تثيبت استقراره ، وإنما لقصف شعب اليمن الأعزل ، في وقت يموت فيه الأطفال جوعا و مرضا و قتلا و تشريدا ، فكيف يتناقش العرب قضية اليمن في بلد هو طرف رئيسي في المشكلة بل هو المشكلة بحد ذاتها .

القضية الثالثة وهي ليبيا ، حيث أخذت نصيبا وافرا من التباحث و الشد والجذب ، في وقت تدعم فبه الإمارات جهة عسكرية دون أخرى ، و تمولها بالمال والسلاح لفرض شروطها و أخذ موطئ قدم في ليبيا لتحقيق غايات في نفسها سنذكرها لاحقا في فرصة أخرى .

رابع قضية تمت مناقشتها كانت محاربة الارهاب ، حيث كانت تصريحات وفود الدول المقاطعة لقطر نارية وصلت لحد التهديد و الوعيد ، في حال لم تتوقف قطر عن دعم الارهاب كما أشارت وفود هذه الدول تلميحا لا تصريحا ، خاصة من جانب الرئيس المصري ، عبد الفتاح السيسي ، الذي أبدع في كلمته بتوحيه كل تهم الإرهاب لقكر ومنابرها الاعلامية ، دون أن يتم تباحث الإرهاب الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني الأعزل الواقف في الخندق الأمامي للدفاع عن أمن العرب القومي .

القضية الفلسطينية بدورها أخذت جزءا من المباحثات ، حيث ابتهجنا و الحق يقال من المنحة التي قدمها العاهل السعودي لفلسطين بمبلغ قيمته 200 مليون دولار ، لرفع الغبن عن لاجئي فلسطين و ما يحتاجه
، في وقت يتم فيه تطبيع العلاقات جهارا نهارا مع الكيان الإرهابي الإسرائيلي ، بل زادوا عن ذلك بإرسال الوفود ، و اعتراف البعض بحق اسرائيل في إقامة دولة على أرض عربية مغتصبة أمام أعين الأشقاء .

تدخلات إيران أيضا كانت حاضرة على طاولة المباحثات ، حيث ألصقوا بها كل التهم ، و زادوا عن ذلك بقولهم أن كل المصائب حصلت بسبب إيران و لا نعرف ما اذا كان ذلك صحيحا أم إنه فوبيا جديدة و أوهاما لإبقاء شعوبهم تحت السيطرة بسبب عدو إختلقوه .

في ظل التحديات و التقلبات و الأزمات التي تعصف بالمنطقة ، نجد أن القمة ترفع شعار العمل المشترك ، في وقت لا عمل فيه و لا شراكة بين أعضائها الذين لا تجمعهم قضية الا و فرقتهم أخرى ، بل إن هناك من يتآمر على بعضه البعض و ينصب الخطط والفخاخ للإطاحة بالأنظمة و انهاك الدول ، في وقت كان يجب أن نوحد صفوفنا و نجتمع على كلمة سواء لمواجهة التحديات القائمة التي تهدد وحدة العرب .

الوهن الذي أصاب الدول العربية ، جعل هذه القمة كائنا مجهريا ، لا يكاد يرى ، بسبب قصر البصيرة و عدم التنظير في عواقب الأمور لزعماء الدول المشاركة دون استثناء ، فأصبح حدوثها لا حدث ، و لقاءها و فراقها سواء ، لأنهم ( أي العرب ) ألحقوا بأنفسهم عارا و هزائم لم يلحقها بهم أعدائها ، و لا نعتقد أننا سنتشتت أكثر مما شتتنا أنفسنا بسبب تضارب المصالح الشخصية .

إنه زمن رديئ بكل ما تحمله الكلمة من رداءة ، ذلك أن قمتنا العربية أصبحت لا وزن لها ، ولا يعيرها أحد اهتمامه ، في وقت تنعقد فيه التحالفات الاقليمية والدولية ليلا نهارا للحفاظ على مصالح شعوبهم ، بينما نحن نعقد قمة لا تحظى حتى بتغطية إعلامية جيدة ولله در من قال :
بِـتـنـا غُـثـاءً نَـحْـنُ لا وَزناً لَنا * حَـقْـلاً مُباحاً لِلتَّجارُبِ مَرْتَعا

نؤمن أن هناك عربا شرفاء مازالوا يمثلون ركائز أساسية للكيان العربي الموحد ، ولكن نخشى أن يتمكن المندسين تحت عباءة العروبة بطعن العروبة في الظلام بخنجر الخيانة .

قمة الظهران … ما للزَّمان عَلى العُروبَةِ ساخِطا ً !