العبادي يقود البلاد لإنتخابات هادئة ستعزز الاستقرار وتشكيل حكومة سريعة
2018-04-18 00:00:00 - المصدر: الموقف العراقي
العبادي يقود البلاد لإنتخابات هادئة ستعزز الاستقرار وتشكيل حكومة سريعة
18 أبريل, 2018 | 10:57 ص - عدد القراءات: 2 مشاهدة
شبكة الموقف العراقي
بقلم : باسم العوادي.
لم تكن صورة انتخابات 2010 و 2014 بصورة الانتخابات الحالية من حيث القوة والمدة وطريقة التعاطي، فقد امتازت التجارب الانتخابية الماضية بطول المدة وشدة التنافس الانتخابي والتسقيط السياسي القاتل للآخرين ناهيك عن علامات بارزة للتلاعب المتستر بتأخير اعلان نتائج الانتخابات لمدة تصل الى الشهر تقريبا.
وسجلات المفوضية المستقلة للانتخابات مؤرشفة ويمكن لأي باحث بالرجوع اليها مستقبلا لكي يقارن بين حجم الارقام لبعض الكتل والاسماء وبين عدد المقاعد التي حصلت عليها وكيف تم التلاعب بالارقام من بعض الاطراف لكي تكون النتائج النهائية مختلفة عن الحقيقة الرقمية الانتخابية، اما التزوير في المحطات بالخصوص في اقليم كردستان والمحافظات الساخنة وبعض المدن فقاد الى نتائج افرزتها انتخابات 2010 بفوز القائمة العراقية بطريقة غير مقنعة اطلاقا لكل متتبع للشان السياسي والانتخابي بحيث كانت مفاجأة من العيار الثقيل غير المتوقع اطلاقا.
في انتخابات عام 2014 ابتدأ الحملات الانتخابية قبل اشهر من يوم الانتخابات وتمت في اجواء ضعف عامة للدولة والحكومة وخلافات سياسية عاصفة وطائفية قادت البلد الى التمزق والضعف والمظاهرات والاحتجاجات التي كانت نهايتها هي فتح الساحة والاراضي العراقية لدخول عصابات داعش الارهابي في العاشر من حزيران 2014 لتتمترس على حدود بغداد الشمالية.
تشهد الانتخابات الحالية حالة اشبه بالهدء والانسيابية وقلة التسقيط السياسي بالرغم من وجود مظاهره الموروثة والتي اصبحت تقليدا سياسيا عراقيا سيئا تضعف امامه المؤسسات المعنية في التصدي له وقبره نهائيا بالرغم من وجود الارضية القانونية التي تساعد على منع التسقيط والابتزاز وشراء الاصوات واستخدام الاعلام الظلي المموه حيث مئات المواقع المشبوهة والالاف الصفحات التسقيطة التي تفتتح قبيل الانتخابات لبث الاكاذيب والصور والتعرض لاعراض المرشيحن المعروفين وحياتهم الشخصية، لكن الملاحظ ان نسبة مثل هذه الامور قد قلت كثيرا في الايام الحالية وهذه التجربة الانتخابية عن قريناتها في الفترة الماضية.
ومع المحاولات المتتابعة للسيطرة على المفوضية المستقلة للانتخابات بطرق الترهيب والترغيب فان الحكومة قد وقفت حاجزا امام هذه المحاولات لتمنح المفوضية قدرا كبيرا من الاستقلالية ومساعدتها على تطوير ادائها وصولا الى استخدام التكنلوجيا الحديثة التي تساعد على الحد من حالات التزوير في عمليات العد والفرز واعلان النتائج في وقت قياسي لايتعدى ايام قليلة مع السيطرة التامة على اجهزة التصويت وبرمجتها والاستعانة بفرق خارجية لمنع اختراقها او تعطيلها الكترونيا او تهكيرها ايام الانتخابات للوصول الى شفافية تمنع التلاعب بالارقام الانتخابية الحقيقية.
وانسجاما مع حالة الهدوء النسبي الملحوظ التي تعيشه الساحة السياسية والتي اثرت بالصورة الايجابية على الحملات الانتخابية التي كانت اخف وطأة من مثيلاتها السابقات كثيرا، حيث انسحرت الطائفية الى درجات دنيا مما مكن قوائم ” كالنصر والوطنية والحكمة” من النزول في المحافظات السنية والكردية بانتظار ان نشاهد وجودا للقوائم الكردية والسنية في المحافظات الجنوبية مستقبلا، وهذا بحد ذاته كدليل واقعي على مدى تأثير حالة الاستقرار السياسي التي مد جذورها رئيس الحكومة حيدر العبادي خلال السنوات الماضية.
لاشك ان الفوضى السياسية والحملات الانتخابية غير المنضبطة قادت الى تشكيل حكومات ضعيفة ومتضاربة وغير منسجمة ما بعد انتخابات 2010 و 2014 ، وان الواقع الحالي الهادئ تقريبا سيقود الى عقلائية سياسية تساعد على تشكيل حكومة اكثر انسجاما ما بعد انتخابات ايار 2018، ولاسيما وان اغلب الاحزاب الكبيرة اصبحت مستعدة نفسيا حتى للجلوس على مصطبة الاحتياط الحكومي لتكون في المعارضة بعد ان كانت تستخدم حتى العنف لتشارك في الحكومات السابقة.
وكذلك فان عملية انشطار الكتل الكبيرة ” الشيعية والسنية والكردية” ونزولها منفردة في الانتخابات القادمة هو عملية صحية ودليل على حالة الهدوء السياسي التي اعطت ثقة بالنفس لكل الاطراف من ان تجرب حظها بصورة منفردة بدلا من حالات التخويف والتمترس الطائفية والقومية والمناطقية والعشائرية السابقة.
اما الحديث عن توقعات ان النتائج ستكون متقاربة لاغلب الاطراف الكبيرة وهذا ما يُصعب جدا عملية تشكيل الحكومة فهذه بدورها نوع من انواع التضخيم السياسي والاعلامي ومحاولات ترهيب الواقع السياسي والايحاء للناخب بان القادم سيكون سيئا وصعبا وعسيرا عكس المتوقع، في حين ان كمية كبيرة من الاستطلاعات الرصينة التي اجريت خلال الفترة الماضية قد أكدت على عدم مصداقية هذا التوقع وبان النتائج لن تكون متقاربة بالطريقة المطروحة وان هناك فارق كبير بالنتائج سيدعم حالة الاستقرار وسيقود الى عملية تسهيل التحالفات مابعد الانتخابات وتشكيل حكومة عراقية بعد فترة قليلة في علامة صحية اخرى لم تشهدها التجارب الانتخابية الماضية .