مجلس الأمن يختلي بنفسه في مزرعة وسط الانقسام حول سوريا
الامم المتحدة (الولايات المتحدة) - يقوم ممثلو الدول الـ15 الاعضاء في مجلس الامن الدولي في نهاية الاسبوع الجاري "بخلوة غير رسمية" في السويد على امل تحقيق بعض الوحدة والمصداقية بينما تشهد المنظمة الدولية انقساما حادا حول النزاع السوري، كما اعلن المنظمون السويديون.
وستشارك سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة نيكي هايلي ونظيرها الروسي فاسيلي نيبينزيا والامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش في هذه "الخلوة" الجمعة والسبت والاحد في مزرعة بجنوب السويد.
وقال مساعد مندوب السويد في الامم المتحدة كارل سكاو لصحافيين ان الهدف هو "احياء حوار" و"انعاش حراك بتواضع وصبر". واكد الدبلوماسي الذي تشغل بلاده مقعدا غير دائم في مجلس الامن الدولي ان "هذا مهم لمصداقية مجلس الامن".
واوضح سكاو ان الهدف الاول لهذه "الخلوة" ليس النزاع في سوريا لكن هذه القضية يفترض ان تشغل حيزا في المناقشات نظرا لما تسببه من انقسام في مجلس الامن منذ اشهر. وقال "نحتاج الى افكار جديدة حول الجانب السياسي لنسير قدما".
وينظم مجلس الامن كل سنة خلوة غير رسمية لاعضائه في ضواحي نيويورك عادة.
وستجري في السويد في باكاكرا المقر الصيفي لداغ هامرشولد الذي كان ثاني امين عام للامم المتحدة ولقي مصرعه في حادث تحطم طائرة كانت تقله في افريقيا في ظروف لم تكشف بعد.
وتنتقد بعض الدول غير الاعضاء في المجاس هذه الرحلة الى السويد. وقال سفير احدى هذه الدول طالبا عدم كشف هويته انه مع كل هذه النزاعات المطروحة امامه وخصوصا النزاع في سوريا، ذهاب مجلس الامن الى منطقة بعيدة يبدو غير طبيعي.
وتساءل "ماذا سيجري اذا وقع امر خطير الآن"؟
وبشأن سوريا، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الخارجية قولها إن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيجري محادثات مع ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة للسلام في سوريا يوم الجمعة.
وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية "أؤكد أنه من المقرر أن تجري هذه المحادثات يوم الجمعة".
وقال مكتب دي ميستورا في جنيف إنه يقوم بجولة مكثفة من المحادثات مع القوى العالمية بهدف إعادة إطلاق محادثات السلام المتوقفة بين دمشق والمعارضة المسلحة.
وقال البيان إن دي ميستورا، الذي انتهى مؤخرا من حضور القمة العربية في الرياض، يجتمع مع مسؤولين أتراك كبار في أنقرة الأربعاء قبل أن يتجه إلى موسكو وطهران لإجراء مشاورات مع مسؤولين كبار ايضا.
وتدعم روسيا وإيران الرئيس بشار الأسد في الحرب السورية التي دخلت عامها الثامن والتي أدوت بحياة 500 ألف شخص.
وأضاف البيان أن من المتوقع أن يجتمع المبعوث الأممي مع وزراء أوروبيين ومسؤولين بالأمم المتحدة في مؤتمر بروكسل حول سوريا المقرر انعقاده في 24 و25 أبريل/نيسان قبل أن يدلي بإفادة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وعُقدت آخر جولة من محادثات جنيف بين الأطراف المتحاربة في ديسمبر/كانون الأول، وتلتها محادثات فيينا في أواخر يناير/كانون الثاني.
وفي إطار العملية السياسية، يعد دي ميستورا قائمة بأعضاء محتملين للجنة دستورية جديدة ستتولى صياغة دستور جديد.