اخبار العراق الان

خبير امني عراقي يحلل التهديد الأخير لداعش باستهداف الناخبين العراقيين

خبير امني عراقي يحلل التهديد الأخير لداعش باستهداف الناخبين العراقيين
خبير امني عراقي يحلل التهديد الأخير لداعش باستهداف الناخبين العراقيين

2018-04-24 00:00:00 - المصدر: اخبار العراق


كتب الخبير الامني هشام الهاشمي مقالا سلط فيه الضوء على التهديد الاخير لتنظيم داعش ضد الناخبين العراقيين والمرشحين، حيث دعا التنظيم الى قتلهم. وجاء فيما كتبه الهاشمي "في الانتخابات البرلمانية السابقة، ارتبط خطاب تنظيم القاعدة في العراق بترهيب مناطق العرب السنة من المشاركة والترشح، وما تخلى قادة تنظيم داعش عن هذا الخطاب رغم هزيمتهم القاسية في العراق. فقبل يومين حرض ابو الحسن المهاجر الناطق الرسمي لتنظيم داعش عناصر داعش إلى استهداف الانتخابات البرلمانية المقبلة، وعدم التفريق بين المرشحين أو الناخبين، قائلا إن حكمهم سواء، ويجب قتلهم دون استثناء.واستهداف جميع رجال الدين السنة والشيعة الذين دعوا للمشاركة في الانتخابات، إضافة إلى استهداف رؤوس العشائر، ووسائل الإعلام. كان رد فعل الرأي العراقي متمثلًا في الشعور الطبيعي بإهمال هذه الثرثرة ، نظرًا لواقع الهزيمة العسكرية الكبرى التي أصابت داعش. وألقت خطبة المهاجر الضوء على المشكلة الحقيقة التي تعاني منها داعش وهي فقدانهم لاستجابة الحاضنة المنسجمة مع عقائدهم ومناهجهم في العراق التي تعتبر أكثر مشكلات الفشل للدعاة والناشرين والخطباء في تنظيم داعش والتي يواجهها اعلام داعش. وبالفعل أصبح واضحًا قبل بدء انتخابات 2018، أن فكرة ترهيب الناخب والمرشح العراقي وتغيير إرادته ترجع إلى فشل خطباء واعلام داعش من صناعة اكثرية منسجمة معهم، على الأقل في المناطق السنية التي تصنف أنها محافظة ومتدينة . ففي جنوب نينوى، بدلًا من أن تتشكل حاضنة وظيفية تجاه داعش، وفقًا لمعلومات خطيرة مبنية على تقارير استخباراتية وحقائق، تم تشكيل حاضنة رافضة لهم ومنسجمة تماما مع الحكومة في بغداد، واصبحت تعمل وفقًا لفكرة تشخيص واجتثاث فلول وبقايا داعش. وبغض النظر عن كل المزايا الممكنة التي يفترض أن يحققها النصر العسكري على داعش في نينوى وصلاح الدين والأنبار، بعدما تم الإطاحة باحتلال داعش واصبحت تلك المحافظات نسبيا تتمتع بالعودة التدريجية ليومياتهم الطبيعيّة وتعمل بجدية على اعادة الاعمار وتمكين الاستقرار، وإن استخدام المجتمع المحلي كأداة من أدوات تعاون الإستخبارات في ظل ظروف مطاردة وملاحقة فلول داعش، والتي تعبر عن روح المصالحة المجتمعية العراقيّة. الزرقاوي(2003-2006) في عام 2005 حث العراقيين السنة في تسجيل صوتي منسوب له على التصدي لما وصفه بـ"الانتخابات الأمريكية الشيعية". وحث الزرقاوي في التسجيل الذي أذيع على موقع على الانترنت المسلمين السنة على التصدي للانتخابات التي قال إنها مؤامرة ضدهم من جانب الولايات المتحدة والشيعة. قرابة 70‎‎%‎ ‎ من اعداد الناخبين السنة تفاعلوا مع هذا التهديد وقاطعوا الانتخابات والنتيجة تعمق شعورهم بالاحباط والمظلومية والتهميش والحنين الى نظام البعث، وترتب على ذلك ضياع فرصتهم في المشاركة الفاعلة بالملف الحكومي والتشريعي. وقطعا هذا ما كان يريده الزرقاوي، استراتيجية صناعة حاضنة محبطة من الحاكم وراغبة بالتغيير المسلح وترسيخ عداوة الاخر وخاصة الشيعة، فالزرقاوي وأخوانه يعلمون انهم لا مأوى لهم في العراق دون تفعيل ملف الطائفية. وفي عام 2010 توعد أبو عمر البغدادي أمير تنظيم القاعدة في العراق(2006-2010) بإفشال الانتخابات التشريعية بكل الوسائل بما فيها العسكرية. ووصف البغدادي الانتخابات في تسجيل صوتي منسوب إليه بأنها جريمة سياسية متكاملة، كما دعا إلى تشكيل لجنة من العلماء تعمل على توحيد ما سماها الفصائل الجهادية. وقال ابو عمر البغدادي في التسجيل "إن هذه الانتخابات حرام في شرع ربنا وهي بعد ذلك انتحار سياسي وجريمة سياسية كاملة الأركان". وهاجم البغدادي جميع الرموز السياسية وغير السياسية والبرلمانية الشيعية والسنية ووصفهم بأنهم "أوثان منصوبة تحت قبة تخضع لقانون أو دستور ظالم جائر يناقض الشريعة الإسلامية ويحاربها في كثير من أصول ديننا الحنيف". في انتخابات 2010 لم يهتم الناخب السني لتلك التهديدات وشاركة بقوة في اختيار القائمة العراقية التي فازت، ويبدو ان الحافز لهذه المشاركة الواسعة كان لسببين؛ مراجعتهم الى الخطأ الكبير الذي ارتكبوه بعدم المشاركة عام 2005، وايضا هزيمة القاعدة على ايدي ابنائهم من الصحوات العشائرية والمناطقية. ويبدو لي ان انتخابات 2018 سوف تشبه انتخابات 2010 بالنسبة لعدم اكتراث العرب السنة بتهديدات الناطق الرسمي لتنظيم داعش. إن الهجمات الإرهابية التي وقعت في جنوب الحويجة وجنوب القيارة وفي ايسر الشرقاط قد تم تحليلها فيما يتعلق بتأثير هذه الأحداث على رؤية العرب السنة حول انتخابات 2018.وكانت نتيجة هذه الأحداث إعطاء الزخم الكبير لناخبين تلك المناطق بضرورة المشاركة، وعمدت قيادة الحشد العشائري والمناطقي في تلك المناطق إلى إزالة الآثار التي خلفتها العمليات الإرهابية وتحويلها الى مصدر قوة. وتشير الخطابات الخاصة بالأنتخابات، المنشورة على شبكة الإنترنيت لقادة الجماعات الإرهابية في العراق إلى أن ثمة بعدًا إستراتيجيا يكمن وراء الترهيب المتكرر للناخب السني حول إرادة المشاركة في الأنتخابات.وبينما الانقسام والتشتت بين قوائم احزاب العرب السنة هو أمر مزمن وارد في جميع الانتخابات السابقة، وإن الجدل الدائر حاليًا حولة ضرورة مشاركة واسعة للناخب السني في المحافظات والمدن المنكوبة والمحررة حديثا من أحتلال تنظيم داعش، يتسم بدرجة من الخصوصية نظرًا للكيفية التي أثرت بها أحداث 10/6/2014 على الهوية السياسية للعرب السنة على جميع الأصعدة الوطنية والقومية والدولية. المصدر: حسابه على فيسبوك