احنه كدها
جعفر الونان
احيانا وليس دائما، نشعر بالخيبة الكبرى من فقدان العراق لرجل دولة حقيقي، لايمتد تفكيره في ادارة الدولة اربع سنوات فقط، الدولة اكبر من السلطة هذه القاعدة العامة، لكن السلطة في العراق اكبر واثمن واعظم من الدولة، لانها ام الغنائم والجاه والمال.
الذي يريد ان يكون على قدر المسؤولية عليه ان يفكر في الدولة لا في كرسي رئاسة الوزراء او الوزارات او البرلمان، يمكن ان تكون مؤثرا وفاعلا في بناء الدولة من دون ان تدخل ماكنة السلطة اصلا(البرلمان-الحكومة).
اقل من ٢٠ يوما لاجراء الانتخابات النيابية ودخول اعتاب مرحلة جديدة من مراحل تشكل السلة وتوزيع المغانم” الوزارات” من المهم ان يتدخل الطرف الصامت في العملية الانتخابية لتشكيل البرلمان الظل الذي يراقب البرامج الانتخابية ويذكر الكتل السياسية ببرامجها ووعودها للناخب.
البرامج الانتخابية، رأس مال العملية السياسية، لكن البرامج الحالية على اغلبها واشملها مكتوبة ومكتوفة لاتطبق على الارض ولا على الهواء وانما مجرد كراسات مملوحة بشعارات على روفوف وشبابيك الكتل السياسية.
العراقيون :كدها” في تشكيل قوة شعبية ضاغطة لمتابعة البرامج الانتخابية وعمل كل نائب والضغط على ازالة نظام القوائم في انتخابات ٢٠٢٢، وتشكيل قوة من النواب الفاعلين في العمل السياسي يتناسب خطابهم وعملهم مع بناء الدولة بشكلها الواسع.
السلطة مثل شهوة العصفور لاقيمة لها ولا وزن، والعمل الحقيقي والتحدي الاصعب تشكيل عقل جمعي في البرلمان المقبل ممن يؤمنون ببناء دولة القانون كحل وحيد واساسي للعمل السياسي.
وهذا يبدأ من ان تتحول موجهة الغضب في الفيسبوك الى واقع ومراقبة وعمل جاد بدلا من صراع الكيبورت الذي لايغني ولايشبع ، كل الذي نحتاجه ان يتحول النقد الى عمل على الارض هل هذا صعب؟ وقتها نقول : احنه كدها وكدود!