العلاج السلوكي المعرفي يروض انفعالات مرضى التوحد
أوتاوا - أظهرت دراسة كندية حديثة أن العلاج السلوكي المعرفي يمكن أن يساعد الأطفال المصابين بالتوحد في التغلب على القلق وغيره من التحديات العاطفية، مثل الحزن والغضب.
الدراسة أجراها باحثون بكلية الصحة بجامعة يورك الكندية، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية (Child Psychology and Psychiatry) العلمية.
والعلاج السلوكي المعرفي هو أحد أنواع العلاج النفسي، ويكون بشكل منظم ولفترة زمنية محددة.
ويتم في هذا النوع من العلاج عقد جلسات محددة مسبقاً، يقوم فيها المعالج النفسي بمساعدة المريض ليصبح أكثر وعياً للأفكار السلبية وغير الصحيحة، ومواجهة المواقف الصعبة بطريقة أكثر وضوحاً.
ويقوم العلاج على النموذج الإدراكي، حيث يعتمد على طريقة استقبال الفرد لحدث معين بشكل مرتبط برد فعله أكثر من التركيز على الحدث نفسه، والجزء المهم في هذا العلاج هو مساعدة الشخص على تغيير أفكاره غير المفيدة، وتغيير سلوكه بشكل ينعكس إيجاباً على مزاجه وعمله.
ويشمل العلاج التدريب على برنامج كمبيوتر وألعاب، للمساعدة في بناء مجموعة أدوات الطفل العاطفية.
وأوضح الباحثون أن ما يقرب من 70% من الأطفال المصابين بالتوحد يواجهون نوعا من التحدي العاطفي، وسيعاني حوالي نصف هؤلاء الأطفال من القلق، فيما يعاني 25 إلى 40% منهم من تحديات عاطفية أخرى مثل الغضب أو الاكتئاب.
وللوصول إلى نتائج الدراسة، راقب الباحثون 68 طفلاً مصابا بالتوحد تتراوح أعمارهم من 8 إلى 12 سنة.
وتم تقسيمهم إلى مجموعتين، الأولى تلقت 10 جلسات من العلاج السلوكي المعرفي، فيما تلقت المجموعة الثانية نفس الجلسات لكن بعد انتهاء المجموعة الأولى من جلساتها.
وتتبع الباحثون كيف تغيرت عواطف وسلوك الأطفال قبل العلاج وبعده.
ووجد الباحثون أن أطفال المجموعة الأولى الذين بدأوا تلقى جلسات العلاج السلوكي المعرفي تحسنت على الفور قدرتهم على إدارة عواطفهم، والتعامل مع مشاكل الصحة العقلية بشكل عام، مقارنة مع الأطفال الذين كانوا ينتظرون العلاج.
وأثبتت الدراسة أن الأطفال الذين انخرطوا في جلسات العلاج تحسنت قدراتهم في إدارة التحديات العاطفية بنسبة 74%، مقارنة بـ31% لدى أقرانهم الذين كانوا على قوائم الانتظار.
وقال الدكتور جوناثان فايس، قائد فريق البحث، إن العلاج السلوكي المعرفي يمكن أن يؤدي إلى تحسينات كبيرة في إدارة العواطف لدى الأطفال المصابين بالتوحد.
وأضاف أن فريق البحث "يدرس حاليا كيفية استخدام هذا النوع من العلاج لمواجهة الحالات المرضية الأخرى التي غالباً ما تتداخل مع التوحد، مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة".
والتوحد هو اضطراب عصبي يؤدي إلى ضعف التفاعل الاجتماعي والتواصل لدى الأطفال، وتتطلب معايير تشخيصه ضرورة أن تصبح الأعراض واضحة قبل أن يبلغ الطفل من العمر ثلاث سنوات، ويؤثر التوحد على عملية معالجة البيانات في المخ.
أما اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة فهو أحد أشهر أمراض اضطراب السلوك العصبي، ويصيب الأطفال في مرحلة الدراسة، ولا يمكن للمصابون به التركيز أو إعطاء الاهتمام الكافي لشيء محدد.
ويصيب التوحد طفل واحد من كل 68 طفلًا، فيما يصيب اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه طفل واحد من كل 10 أطفال في الولايات المتحدة