اخبار العراق الان

عاجل

ما أكبر الفكرة .. ما أصغر الدولة

ما أكبر الفكرة .. ما أصغر الدولة
ما أكبر الفكرة .. ما أصغر الدولة

2018-04-26 00:00:00 - المصدر: ميدل ايست


بيروت ـ صدر مؤخراً عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية (بيروت/رام الله) كتابٌ حمل عنواناً مزدوجاً: "الفكرة... والدولة" / "صراع الحضور الفلسطيني في زمن الإنتكاسات"، من تأليف الكاتب الفلسطيني داود تلحمي.

ويتناول الكتاب صعود حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية في أواخر ستينيات القرن العشرين، وخاصةً بعد حرب العام 1967، في تحدٍ تاريخيٍ لمحاولات إلغاء أي وجود سياسي للشعب الفلسطيني وأي حقوق وطنية له على أرض وطنه، خاصةً منذ نكبة العام 1948. وهو صعودٌ ترافق مع سلسلةٍ من التراجعات و"الإنتكاسات" في المحيط العربي، بعضها ناجمٌ عن مفاعيل الهزيمة في الحرب، والبعض الآخر يعود الى تفاقم جملةٍ من التناقضات والصراعات وخوض حروبٍ جانبية مدمرة، مما زاد من تردي أوضاع هذا المحيط، وانعكس في المحصلة سلباً على الحركة الفلسطينية وآفاق إنجاز أهدافها.

كما يتناول الكتاب الإنجاز الذي تحقّق لحركة المقاومة الفلسطينية، خاصة على صعيد إعادة تثبيت "حضور" الشعب الفلسطيني على خارطة الواقع الإقليمي والعالمي، منذ أواخر الستينيات، وعلى نطاقٍ أوسع منذ أواسط السبعينيات، بالرغم من جملة المعارك الجانبية والحروب، العسكرية والسياسية، التي شُنّت على هذه الحركة بهدف "إعادة المارد الى القمقم" وإجهاض المكاسب السياسية والمعنوية التي تحققت. وهي معارك وحروب لم تتوقف، لا بل تصاعدت بعد اندلاع الإنتفاضة الكبرى الأولى في أواخر العام 1987 في الأراضي الفلسطينية المحتلة في حرب 1967.

وإذ يتناول الكتاب جملة التطورات الإقليمية والدولية التي كان لها دورٌ كبير في الحؤول دون تحقيق الإنتفاضة لأهدافها المعلنة، بما في ذلك من خلال تقزيم الحقوق الفلسطينية في إطار المؤتمرات الدولية والصفقات الثنائية اللاحقة، يغطي مجريات مؤتمر مدريد ومفاوضات واشنطن واتفاق أوسلو والإتفاقات والتطورات اللاحقة وصولاً الى الإنتفاضة الكبرى الثانية، والهجمة العسكرية الكبرى لشارون في ربيع العام 2002، ومن ثم إخراجه القوات والمستوطنين الإسرائيليين من قطاع غزة مع إبقائه تحت الحصار والإحتلال الفعلي. لتتواصل بعد ذلك المواجهة بين الشعب الفلسطيني المتمسّك بـ "الفكرة"، فكرة إنهاء الظلم اللاحق به منذ عقود طويلة، من جهة، ومن جهة أخرى، المحتلين المصرّين على مواصلة مشاريع النهب وابتلاع الأرض ومحاولات خنق مشروع "الدولة" الصغيرة، وحشر الحقوق الفلسطينية في صيغ من الحكم الذاتي المقلّص المحاصر في جملة من الـ "معازل"، في قطاع غزة والضفة الغربية.

ولكن عنجهية القوة الإسرائيلية، المستندة الى قوةٍ إقتصادية وعسكرية وتكنولوجية متنامية، لا تخفي استمرار "القلق الإستراتيجي" الذي رافق المشروع الصهيوني منذ بداياته.

يقع الكتاب في ألفٍ وثمانٍ وثمانين ¬(1088) صفحة وجزئين. وعنوانه الأول مشتقٌ من كلمات الشاعر الكبير الراحل محمود درويش في ختام قصيدته الشهيرة "مديح الظل العالي": "ما أكبر الفكرة... ما أصغر الدولة".

ما أكبر الفكرة .. ما أصغر الدولة