منظومة اس 400 الروسية تفاقم التوتر بين واشنطن وأنقرة
بروكسل - حذر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الجمعة من "جدية المخاوف الأميركية" خلال اجتماع مع نظيره التركي في بروكسل بشأن قرار أنقرة شراء بطاريات صواريخ أرض-جو روسية من طراز إس-400 التي لا تتوافق مع دفاعات حلف شمال الأطلسي.
وقال مسؤول أميركي كبير عقب اجتماع بين بومبيو ونظيره التركي مولود تشاووش أوغلو على هامش اجتماع وزراء خارجية الحلف "سلط الوزير الضوء على جدية المخاوف الأميركية إذا مضوا قدما".
وأضاف "طلب من تشاووش أوغلو أن يدرس عن كثب أنظمة حلف شمال الأطلسي القابلة للتوافق".
وبعد ساعات من تأكيد تعيينه وزيرا للخارجية في إدارة الرئيس دونالد ترامب توجه بومبيو إلى بروكسل للمشاركة في اجتماعات الحلف التي ركزت على سياسات روسيا العدائية وسبل تعزيز الحلف.
وخلال الاجتماع طرح بومبيو أيضا المخاوف بشأن اعتقال القس أندرو برانسون المسجون منذ ديسمبر/كانون الأول 2016 وأميركيين آخرين تحتجزهم تركيا.
ووقعت تركيا اتفاقا مع روسيا للحصول على صواريخ إس-400 أفادت تقارير بأنها بقيمة 2.5 مليار دولار في أواخر ديسمبر/كانون الأول ضمن خطط أنقرة لتعزيز قدراتها الدفاعية في ظل تهديدات تتمثل في المسلحين الأكراد والإسلاميين المتشددين في الداخل والصراعات على الجانب الآخر من الحدود في سوريا والعراق.
وأغضب شراء تركيا للأنظمة أعضاء الحلف الذين يشعرون بالقلق من وجود موسكو في الشرق الأوسط إذ أن النظام غير متوافق مع أنظمة حلف الأطلسي.
وحذر مسؤولو الحلف تركيا من عواقب لم يحددوها لشراء نظام إس-400 لكن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قال إن العلاقات مع الحلف لا تزال قوية.
وكان تقرير أصدره حزب العدالة والتنمية الاسلامي الحاكم في تركيا في يناير/كانون الثاني، وصف منظومة الصواريخ الروسية المتطورة إس 400 بأنها الأكثر كفاءة في العالم، مشيرا إلى أنها لن تدمج في أنظمة حلف الناتو.
وأكد التقرير الموقع من نائب رئيس حزب العدالة والتنمية على ضرورة امتلاك دول العالم المعاصر لأنظمة دفاع جوي بعيدة المدى، كما شدد على ضرورة زيادة القدرات العسكرية لكي تتمكن تركيا من اتباع استراتيجية السياسة الخارجية المستقلة.
ويذكر التقرير أن الولايات المتحدة وألمانيا أقدمتا خلال عام 2016 على إخراج أنظمة الدفاع الجوي "باتريوت" من تركيا، مشيرا إلى أن هذا واحد من الأسباب وراء توجه أنقرة لشراء نظام دفاع جوي متطور.
وعن اعتراض واشنطن وغيرها من الدول الأعضاء بحلف شمال الأطلسي على شراء منظومة الدفاع الجوي الروسية، يقول التقرير إن تركيا تقدّم وتغلّب مصالحها الخاصة وحرصها على أمنها على الاعتبارات الأخرى.
وينوه التقرير بأن تركيا أبدت استعدادها للتعاون العسكري مع كافة الدول التي تحترم حقوق الآخرين ولا تجعل صفقات الأسلحة أداة ضغط حين قررت شراء منظومة "إس-400".
وتفاقم التوتر بين واشنطن وأنقرة على خلفية الدعم الأميركي لأكراد سوريا وأيضا على خلفية رفض الولايات المتحدة تسليم تركيا الداعية والمعارض فتح الله غولن الذي يتهمه اردوغان بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشل في يوليو/تموز 2016.
كما تفاقم التوتر بين الحليفين والعضوين في حلف الناتو على خلفية التقارب التركي الروسي وأيضا قضية محاكمة مصرفي تركي ورجل أعمال تركي من أصل إيراني متورطان في الاحتيال على العقوبات الأميركية على إيران.