اخبار العراق الان

جعفر الونان

بداية، أن قاعدة المجرب لايجرب، قاعدة ظالمة، لاسيما مع محاولات تطبيقها على العملية السياسية الحالية، فمشكلة النظام السياسي العراقي ليس في الاشخاص، فحسب وانما في القواعد التي تشغل هذا النظام.

بمعنى ان من وضع النظام السياسي ومن اسس له ومن دعمه يعرف جيدا ان هذا النظام لايمكن لاي شخص ان يحدثا فرقا كبيرا او ان يصلح ضررا واسعا فيه حتى لو جئنا بانبياء ومصلحين ، بكل بساطة ومن دون اي تعقيد النظام السياسي الحالي يعاني من عيوب تأسيسية عقيمة ولا تتجاوز محاولات تغيير الوجوه الا عمليات تجميل فاشلة.

والمفارقة ان من يتبنى قاعدة المجرب لايجرب ساهم في صناعة هذا النظام الاعرج ويتحمل مسؤولية كبيرة طيلة ١٤ عاما الماضية في مانحن عليه الان وهو ليس ملاك او معصوم!

من دون هوامش صغيرة، انطلاق الاصلاح الحقيقي والراكز والبعيد عن دغدغة مشاعر الناس يبدأ بتغيير طريقة الانتخاب، من نظام القوائم -سيء الصيت- الى نظام الافراد، اي ان الناس تختار افرادا لا قوائم ومن ثم افراد.

ففي ظل نظام القوائم فأن الفائزين الحقيقين بقناعة الناخبين لايتجاوزون 10% بينما لو لجأ المشرع العراقي الى اتباع الانتخاب الفردي فأن نسبة من يمثلون قناعات الناخبين ستكون 100%.

الدعوة لتكريس فكرة المجرب لايجرب، هي دعوة تشبه لحد كبير منح مغذي اضافي لتعطيل محاولات اصلاح النظام السياسي، الذي يحتاج الى عملية جراحية فوق الكبرى لانه بكل بساطة نظام اعرج كسول غير قابل للتفاعل مع تطلعات العراقيين.

هناك مجموعة كبيرة من رجال الدين وصحفيين حزبيين وناشطين فيسبوكين منتمين يحاولون تكريس فكرة المجرب لايجرب وحدها دون تنبيه المواطنين على ضرورة العمل على اصلاح حقيقي لمصالح جيبية وحزبية ضيقة واهداف تشبه الى حد ما تناول العسل في جدر مسموم.

المرحلة المقبلة، تتطلب الكف عن المجاملة، الجميع ساهم في صناعة هذا النظام والجميع مطلوب منه اصلاح حقيقي من دون شعارات والتحرك من التل الى ارض الاصلاح بعيدا عن تجميل هذا النظام وتلهية الناس عن اصلاحه بشكل عملي لا شعارات وخطب باردة فقط!