الإعدامات سبيل الجهاديين لترهيب الناخبين العراقيين
بغداد - بثت وكالة أنباء أعماق الناطقة بلسان تنظيم الدولة الإسلامية شريطا مصورا الجمعة ظهر فيه قيام مقاتلين من التنظيم بإعدام "اثنين من الداعين" للانتخابات البرلمانية التي تجري في العراق الشهر المقبل رميا بالرصاص في بلدة الطارمية في محافظة صلاح الدين شمالي بغداد.
وكان التنظيم قد قال في وقت سابق من الأسبوع الجاري إنه سيهاجم مراكز الاقتراع في العراق خلال الانتخابات البرلمانية وإن أي مشارك في الانتخابات سيعتبر "كافرا".
واتهم أبو الحسن المهاجر المتحدث باسم التنظيم في رسالة صوتية تم بثها مساء الأحد الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة بأنها وكيل لإيران وحذر من أنه سيجري استهداف كل من يرشح نفسه أو يصوت في الانتخابات المقررة في 12 مايو أيار.
وقال المسؤولون العراقيون إنه ستتم إحاطة مراكز الاقتراع بحراسة مشددة. وأعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي النصر في ديسمبر كانون الأول على تنظيم الدولة الإسلامية، الذي كان يسيطر على ثلث العراق في 2014، ولكن التنظيم لجأ إلى استخدام أساليب حرب العصابات في أعقاب انهيار دولة الخلافة التي أعلنها.
ويقول بعض المتابعين أن الموقف المتشدد للتنظيمات السنية المتشددة وآخرها الدولة الإسلامية وتهديداتها المتواصلة للناخبين والمرشحين أدى إلى انحسار مشاركة السنة بشكل كبير في أي عملية انتخابية منذ 2003، على غرار الاستفتاء على الدستور العراقي الذي يحتج السنة الآن على عدد كبير من فقراته.
ويذهب المراقبون إلى القول أن هذا الغياب الإجباري للسنة عن لانتخابات أدى لإلحاق خسائر كبيرة لهم على مدار السنوات التي تلت فترة سقوط الرئيس الأسبق صدام حسين.
وتتزامن تهديدات التنظيم مع إصدار المحاكم العراقية لأحكام تراوحت بين السجن المؤبّد والإعدام ضدّ مقاتلين وقياديين مدانين بالإرهاب.
إذ نفذت السلطات العراقية في الأشهر الأخيرة أحكام بإعدام العشرات من قيادات تنظيم الدولة الإسلامية عقب تحقيق انتصار في مدينة الموصل منذ أواخر عام 2017.
ويتوقع الكثيرون أن يشن التنظيم عمليات انتحارية هنا أو هناك في فترة الانتخابات إلى جانب عمليات اغتيال جرى بعضها في الآونة الأخيرة وبالفعل تم تنفيذ أكثر من محاولة اغتيال لمرشحين في عدة مناطق بالبلاد أعلن التنظيم مسؤوليته عنها.
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي قد أعلن النصر في ديسمبر كانون الأول على تنظيم الدولة الإسلامية، الذي كان يسيطر على ثلث العراق في 2014.
ويستعد العراق لإجراء انتخابات تشريعية في 12 مايو المقبل رغم وجود خلافات سابقة بين الأطراف السياسية المشاركة في العملية الانتخابية حول الموعد ومطالبة البعض بتأجيلها.
ويصوت العراقيون من خلال اقتراع مختلط يؤمن حصصا نسبية، ويتعين على القوائم الفائرة تشكيل ائتلافات للحصول على غالبية من أجل تشكيل الحكومة، حيث تعتبر هذه الانتخابات هي الرابعة منذ الاجتياح الأميركي للعراق عام 2003.