المغرب يتفهم الحرج الجزائري من التورط مع ايران
الرباط – قال المغرب الاربعاء انه يتفهم حرج الجزائر والسعي الى انكار دورها الخفي بعد كشف العلاقة بين ايران وحزب الله وجبهة بوليساريو الساعية الى فصل الصحراء المغربية عن المملكة.
واعلن المغرب الثلاثاء قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران. وتعتبر الصحراء المغربية، التي تطالب بوليساريو المدعومة من الجزائر منذ عقود بفصلها عن المغرب، احد اهم مرتكزات السياسية الخارجية للمغرب الذي يعتبرها قضية غير قابلة للتفاوض الا في حدود الحكم الذاتي.
وقال بيان لوزارة الخارجية المغربية الاربعاء إن "المغرب يتفهم حرج الجزائر، وحاجتها للتعبير عن تضامنها مع حلفائها، حزب الله وإيران والبوليساريو، ومحاولتها إنكار دورها الخفي في هذه العملية ضد الأمن الوطني للمملكة".
وجاء بيان الخارجية المغربية بعد استدعاء السفير المغربي في الجزائر. وقالت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان ان "سفير المملكة المغربية استقبل اليوم من قبل الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية الذي أعرب له عن رفض السلطات الجزائرية للتصريحات غير المؤسسة كليا المقحمة للجزائر بشكل غير مباشر".
لكن المغرب أكد أن لديه "معطيات دقيقة وأدلة دامغة تتعلق بالدعم السياسي والإعلامي والعسكري الذي يقدمه حزب الله للبوليساريو بتواطؤ مع إيران. وقد أخذت السلطات المغربية الوقت الكافي للقيام بدراسة دقيقة لمجموع هذه العناصر قبل أن تتخذ قرارها بكامل المسؤولية".
وبحسب بيان الخارجية المغربية، فإنه "عندما يتعلق الأمر بدور الجزائر في قضية الصحراء ودعمها الفاضح للبوليساريو، فإن المغرب ليس في حاجة إلى الاشارة إلى تورط هذا البلد ولا إلى اتهامه بشكل غير مباشر، فمن المعروف أن الجزائر ومنذ 1975 تحتضن وتسلح وتمول وتدرب إنفصاليي البوليساريو وتتعبأ دبلوماسيًا من أجلهم".
وذكر البيان ايضا ان "المملكة تظل متمسكة بالحفاظ على الروابط القوية مع الشعب الجزائري الشقيق وستواصل العمل من أجل تطوير العلاقات الثنائية على أساس حسن الجوار والاحترام المتبادل".
وفي تصريحه للاعلان عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع ايران، قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة الثلاثاء ان "الرباط لديها معلومات تفيد بإقدام دبلوماسيين بالسفارة الإيرانية في الجزائر على تسهيل عملية لقاء قياديين بحزب الله بقياديين بالبوليساريو".
تضامن عربي مع المغرب
وأعلنت الجامعة العربية مساء الأربعاء عن تضامنها مع المغرب. وقال محمود عفيفي المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط في بيان إن "الجامعة تتضامن مع المغرب بعد قرارها قطع علاقاتها مع إيران بسبب التدخلات الخطيرة والمرفوضة في شؤون المملكة الداخلية".
وشدد البيان على رفض "أي تدخل إيراني في شؤون الدول العربية".
وأضاف البيان أن "القرار الصادر عن القمة العربية الأخيرة في السعودية عن التدخلات الإيرانية عكس موقفاً عربياً صلباً في رفض هذه التدخلات والعمل على التصدي لها".
وتابع أن "هذا التطور يستدعي من الدول العربية ألا تقف مكتوفة الأيدي أمام الاستراتيجية الايرانية التي تهدف الى نشر الفوضى وعدم الاستقرار فيها".
وذكرت محطة سكاي نيوز عربية التلفزيونية في أبوظبي أن مجلس التعاون الخليجي عبر عن تضامنه مع المغرب. وقال إنه يندد بتدخل إيران في الشؤون الداخلية للمملكة.
لا ضغوط على المغرب لمقاطعة ايران
من جهة ثانية، نفت وزارة الخارجية المغربية الأربعاء أن يكون قرار المغرب بقطع علاقاته الدبلوماسية مع ايران قد اتخذ تحت ضغط بعض الدول.
وأوضحت الوزارة في بيان "على إثر قيام المملكة المغربية بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ادعت بعض الأوساط بدون أي حجج أن المملكة اتخذت هذا القرار تحت ضغط بعض الدول".
وفندت الوزارة هذه الادعاءات. وقالت "لقد كانت المملكة المغربية من بين الدول الإسلامية القليلة التي أعادت ربط علاقاتها الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وبالفعل فحينما عاد سفير صاحب الجلالة لمنصبه بطهران في نوفمبر 2016 كانت أزمة إيران مع بعض البلدان العربية والغربية في ذروتها."
وأضافت "كما أبان المغرب في عدد من الأزمات الإقليمية والدولية أن مواقفه تتخذ بكيفية مستقلة في انسجام تام مع مبادئه ومع تقييمه الخاص. لقد قدم المغرب الأدلة الدامغة والمفصلة بما في ذلك لإيران حول دور حزب الله وتورط السفارة الإيرانية بالجزائر العاصمة في أعمال للتدريب العسكري والإمداد بالأسلحة والتدريب على عمليات حرب الشوارع. وعوض الرد على هذه الوقائع اختارت هذه الأطراف اللجوء إلى حجج لا تستند على أي أساس".
وذكرت الخارجية المغربية "إمعانا في التغليط ذهب انفصاليو البوليساريو إلى حد ربط الموقف السيادي المغربي بتبني القرار الأخير لمجلس الأمن حول الصحراء المغربية".
وذكرت الوزارة في معرض تفنيد الادعاءات "هكذا فإن التواطؤات المشبوهة للبوليساريو مع بعض المجموعات ولاسيما الإرهابية قد دفعت المجموعة الدولية لاتخاذ موقف واقعي بهدف تجنب أي زعزعة للاستقرار الإقليمي".
وختم بيان الخارجية المغربية انه "ما دامت الأطراف الأخرى قد أشادت بنفس هذا القرار فلتطبق مقتضياته الرئيسية وخاصة تلك المتعلقة بمطالبتهم بالانسحاب من الكركرات وبئر لحلو".
واستعاد المغرب الصحراء بعد رحيل الاستعمار الإسباني لكن جبهة البوليساريو خاضت حرب عصابات من أجل الانفصال إلى أن تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بدعم من الأمم المتحدة.
وتتمسك الرباط بإقليم الصحراء، وتقترح كحل حكمًا ذاتيًا موسعًا تحت سيادتها، بينما تطالب بوليساريو بالانفصال، وهو طرح تدعمه الجزائر، التي تؤوي عشرات الآلاف من اللاجئين من الإقليم.