لقب 'يوروبا ليغ' بين اتلتيكو مدريد ومرسيليا
مدريد - بلغ اتلتيكو مدريد الاسباني ومرسيليا الفرنسي الخميس المباراة النهائية من مسابقة الدوري الاوروبي (يوروبا ليغ) لكرة المقررة في 16 ايار/مايو في مدينة ليون الفرنسية.
في اياب نصف النهائي، فاز اتلتيكو على ضيفه ارسنال الانكليزي 1-صفر (الذهاب 1-1)، وخسر مرسيليا امام مضيفه سالزبورغ النمسوي 1-2 بعد التمديد (الذهاب 2-صفر).
في المباراة الاولى على ملعب واندا متروبوليتانو في مدريد، سجل دييغو كوستا الهدف في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع، فبلغ اتلتيكو المباراة النهائية لاحدى المسابقات الاوروبية للمرة الخامسة في اخر ثماني سنوات (ثلاث مرات في يوروبا ليغ ومرتان في دوري الابطال).
وكان الطرف الاخر في العاصمة الاسبانية، ريال مدريد بلغ بدوره نهائي دوري ابطال اوروبا للمرة الثالثة تواليا بعد تخطيه بايرن ميونيخ 4-3 في مجموع المباراتين الثلاثاء حيث سيقابل في النهائي ليفربول الانكليزي الذي تأهل على حساب روما الايطالي.
في المقابل، خاض ارسنال اخر مباراة قارية له بقيادة مدربه الفرنسي ارسين فينغر الذي اعلن قبل اسبوعين رحيله في نهاية الموسم.
لكن الاسوأ ان ارسنال لن يشارك في دوري ابطال اوروبا الموسم المقبل بعد ان كان التتويج بالمسابقة القارية سبيله الوحيد الى ذلك، لتخلفه بفارق كبير عن المراكز الاربعة الاولى في الدوري المحلي.
وخاض ارسنال المباراة بالتشكيلة ذاتها التي لعبت مباراة الذهاب حيث بقي صانع الالعاب الارميني هنريك مخيتاريان العائد من اصابة، على مقاعد الاحتياطيين، في حين قاد خط الهجوم الثنائي داني ويلبيك والفرنسي الكسندر لاكازيت.
في المقابل، اجرى مدرب اتلتيكو مدريد الارجنتيني دييغو سيمويني الذي تابع المباراة من المنصة الرئيسية لطرده ذهابا، ثلاثة تبديلات على تشكيلة الذهاب طالت ابرزها مشاركة المهاجم دييغو كوستا اساسيا الى جانب زميله في خط المقدمة الفرنسي انطوان غريزمان.
وبدأت المباراة سريعة من الطرفين وكانت الفرصة الاولى الخطيرة لكوستا الذي نجح في تخطي مدافعين لكنه سدد في الشباك الخارجية لدى انفراده بالحارس الكولومبي دافيد اوسبينا (7).
وبعد بدقيقة واحدة، تلقى ارسنال ضربة قوية باصابة قائده وقطب دفاعه الفرنسي لوران كوسييلني الذي سقط على الارض من دون اي اشتراك مع احد وهو يمسك بمنطقة وتر اخيل، وحل بدلا منه كالوم تشامبرز.
وخرج كوسييلني على حمالة وهو يبكي. واذا تأكدت خطورة اصابته فانه قد يغيب عن نهائيات كأس العالم التي تنطلق في 14 حزيران/يونيو المقبل في روسيا والتي كانت الاخيرة له.
وتلقى غريزمان كرة من ركلة حرة مباشرة داخل المنطقة فسيطر عليها قبل ان يستدير حول نفسه بطريقة مباغتة ويسدد كرة ماكرة بيسراه مرت بمحاذاة القائم الايمن (37).
وفي الوقت بدل الضائع استغل اتلتيكو مدريد تشتيتا خاطئا للكرة فوصلت الى غريزمان الذي سار بها قبل ان يمررها امامية باتجاه كوستا فانفرد الاخير بالحارس بعد صراع مع المدافع هكتور بيليرين وسدد داخل الشباك (45+2).
وكان الايقاع سريعا في الشوط الثاني حيث حاول ارسنال تعديل النتيجة، في حين اعتمد اتلتيكو مدريد على الهجمات المرتدة السريعة.
لكن الفريق الضيف لم يشكل خطورة كبيرة على مرمى اصحاب الارض، وكاد غريزمان يضيف الهدف الثاني لاتلتيكو لكن تشامبرز تدخل في اللحظة المناسبة (63).
وزج فينغر اخيرا بمخيتاريان بدلا من جاك ويلشير، وكاد الارميني يدرك التعادل لفريقه لكن كرته مسحت العارضة (67).
وقاد لاعبو اتلتيكو المباراة الى بر الامان ليبلغ الفريق نهائي المسابقة التي توج بطلا لها مرتين عامي 2010 و2012.
- تشكيلة دفاعية -
وفي المباراة الثانية، انهى سالزبورغ الوقت الاصلي بهدفين نظيفين سجلهما المالي امادو حيدرا (53) وبونا سار (65 خطأ في مرمى فريقه)، وهي نفس نتيجة الذهاب لصالح مرسيليا فخاض الفريقان وقتا اضافيا سجل خلاله الفريق الفرنسي هدف الحسم عن طريق المدافع البرتغالي البديل رونالدو (116).
وبعد تقدم فريقه بهدفين نظيفين في الذهاب على ملعب فيلودروم الاسبوع الماضي، حرص المدرب رودي غارسيا على عدم تفويت الفرصة بالمنافسة على لقب اوروبي ثان بعد ان كان مرسيليا الفريق الفرنسي الوحيد حتى الان الذي توج بدوري ابطال اوروبا عام 1993، وبالتالي تعويض خسارتيه في النهائي عامي 1999 و2004 على التوالي امام بارما الايطالي (صفر-3) وفالنسيا الاسبانتي (صفر-2).
واختار غارسيا لهذا الغرض تشكيلة اقرب الى ان تكون دفاعية ضمت اربعة مدافعين مع تعزيز خط الوسط بخمسة لاعبين اثنان منهم لدعم الخط الخلفي، والاعتماد على رأس الحربة فاليري رومان في الهجمات المرتدة في غياب اليوناني كونتسانتينوس ميتروغلو بداعي الاصابة.
ورغم صعوبة المهمة، نجح رجال مرسيليا في القضاء على حلم مدرب سالزبورغ، الالماني ماركو روزه، بتحقيق ثلاثية الدوري والكأس المحليين والدوري الأوروبي وخوض ثاني نهائي أوروبي بعد عام 1994 عندما خسر أمام إنتر ميلان الايطالي بنتيجة صفر-1 ذهابا وإياباً في مسابقة كأس الإتحاد الأوروبي.
وكان سالزبورغ أول فريق نمسوي يخوض نصف نهائي مسابقة اوروبية منذ خسارة رابيد فيينا عام 1996 امام باريس سان جرمان في نهائي كأس الكؤوس قبل ان تلغى لاحقا.
وبدأ مرسيليا ومضيفه المباراة تحت ضباب كثيف غطى ارض الملعب والاجواء المحيطة بها نتيجة اطلاق مشجعي الفريق الفرنسي قنابل دخانية قبل ان ينقشع المشهد ويتبادل الفريقان الهجمات الخجولة التي لم تشكل اي خطورة على الحارسين طوال الشوط الاول مع افضلية ميدانية ضئيلة جدا لاصحاب الارض.
وفي مستهل الشوط الثاني، فوت مرسيليا فرصة حسم المواجهة اثر تمريرة من القائد ديميتري باييت في الجهة اليسرى الى جرمان في اليمنى تابعها خفيفة ومن دون رقابة بجانب القائم الايمن (48).
ومن هجمة معاكسة، افتتح سالزبورغ التسجيل بعد ان سار حيدرا بالكرة نحو 50 مترا بشكل عرضاني حتى انكشف المرمى امامه وسددها زاحفة على يسار الحارس يوهان بيليه (53).
وضغط سالزبورغ، واضاع لاعبوه الفرصة تلو الاخرى، ولم يطل الامر حتى جاء الهدف الثاني بعد ان سدد تشافر شلاغر كرة بيسراه من مسافة قريبة حاول السنغالي الاصل سار الذي مدد مرسيليا الاربعاء عقده حتى 2022، ابعادها فوضعها داخل مرماه (65).
وشعر مرسيليا بحراجة موقفه، وارتد الى الهجوم لتبديل النتيجة فاصاب فلوريان توفان العارضة بضربة رأس (71)، واضاع لاعبو سالزبورغ في الوقت بدل الضائع ثلاث فرص كان كل منها كفيل بمنحهم بطاقة التأهل.
وخاض الفريقان وقتا اضافيا، وانقذ بيليه مرماه من هدف محقق عندما نجح بابعاد كرة تابعها برأسه الكرواتي دويي كاليتا-كار اثر ركلة ركنية وتكفل الدفاع بتشتيتها (98)، وجانبت كرة الاسرائيلي مؤنس دبور القائم الايسر لمرمي الحارس الفرنسي (102).
وفي الشوط الاضافي الثاني، قام كل من الفريقين بمحاولات لتسجيل هدف الفوز، ونجح مرسيليا في تحقيق مبتغاه بعد ركلة ركنية نفذها باييت وتابعها رونالدو بيمناه على يمين الحارس الكسندر فالكه (116).