واينستين الغائب الحاضر في مهرجان كان السينمائي
كان (فرنسا) - لطالما كان المنتج الهوليوودي هارفي واينستين من أبرز ضيوف مهرجان كان السينمائي، غير أنه سيكون الغائب الأكبر عن دورة العام 2018 التي تنطلق الثلاثاء تحت شعار مكافحة التحرش الجنسي ومع لجنة تحكيم أغلبية أعضائها من النساء.
لا تزال أوساط السينما ترزح تحت وطأة الاتهامات بالتحرش والاعتداء الجنسيين الموجهة الى المنتج هارفي واينستين من قبل نحو مئة امرأة بينهن نجمات من أمثال انجلينا جولي وغوينيث بالترو.
وتردد صدى هذه الفضيحة في مجالات عدة، من السينما إلى الرياضة مرورا بالإعلام والسياسة وبرزت حركات مناهضة للتحرش الجنسي، أبرزها #أنا_أيضا.
كان تييري فريمو المندوب العام لهذا المهرجان العريق قد قال في منتصف ابريل/نيسان خلال الكشف عن برنامج الدورة الحادية والسبعين إن "مهرجان كان لن يعود على الأرجح كما كان".
فالممثلة الفرنسية ليا سيدو التي وقعت أيضا في شباك واينستين هي من أعضاء لجنة التحكيم ذات الغالبية النسائية التي ترأسها الممثلة الأسترالية كايت بلانشيت المعروفة بنضالها ضد ظاهرة التحرش الجنسي في السينما مع مؤسسة "تايمز آب".
والاعتداءات الجنسية المنسوبة إلى واينستين "لا تغفر"، بحسب ما أكدت إدارة المهرجان في اكتوبر/تشرين الأول.
وتطالب إدارة الدورة الحادية والسبعين التي تنطلق في الثامن من مايو/أيار وتختتم في التاسع عشر من الشهر عينه بـ"سلوك لائق" في فعاليات الدورة وهي وزعت كتيبا على المشاركين للتذكير بالعقوبات المفروضة في حالات التحرش الجنسي مع رقم هاتف مخصص للضحايا والشهود وموقع مخصص لهكذا حوادث.
ويعرب القيمون على أبرز المهرجانات السينمائية عن حسهم البراغماتي مع هذه التدابير ومع حلقات نقاش يعتزمون تنظيمها عن مكانة المرأة في الفن السابع. لكن لم تصدر أي تعليمات بشأن أسلوب اللباس في حفل الافتتاح، بعد أن كان الأسود سائدا مثلا في حفل توزيع جوائز "غولدن غلوب" أو الأبيض في حفل مكافآت "سيزار" السينمائية الفرنسية.
كلام صحافة
صحيح أن فضيحة واينستين هزّت أركان قطاع السينما، إلا أن بعض المعنيين بشؤون السياحة في كان لا يرون فيها سوى "كلام صحافة"، على حدّ قول برونو درايار الذي يرأس مجموعة من ثماني وكالات عقارية. وهو أكد "لا أثر لذلك بتاتا. فالناس يأتون إلى كان لإبرام صفقات، ولعلهم سيحرصون على الابتعاد عن الأضواء قليلا ليس إلا".
وصرحت صوفي سانتاندريا من مجموعة "سيميك" لتنظيم فعاليات في كان "بات الكثير من القضايا الراكدة يخرج إلى العلن". لكن دورة العام 2018 بالنسبة لها "ستشبه دورة 2017 وسابقاتها".
وفي سوق الأفلام التي تنعقد بالتزامن مع فعاليات المهرجان، لا أثر أيضا لغياب المنتج الهوليوودي. وقال رئيس هذا الحدث جيروم باييار "صحيح ان شركة واينستين كومباني كانت تجلب أفلاما جيدة في أغلبيتها... إلا أن هناك الكثير من الشركات الكبيرة التي تفي بالمطلوب".
وشددت كريستين فيلتر نائية رئيس نقابة أصحاب الفنادق في كان على أن "مهرجان الفيلم هو في المقام الأول فرصة لإبرام صفقات"، لافتة إلى أن "قضية دومينيك ستروس كان خصوصا" هي التي خلفت أكبر أثر على القطاع.
فالمدير العام السابق لصندوق النقد الدولي لوحق قضائيا بتهمة الاعتداء الجنسي على عاملة تنظيف في فندق "سوفيتل" في مانهاتن سنة 2011 . وإثر هذه القضية، أعيد النظر في الإجراءات المعمول بها في الفنادق.
في فندق "كاب-إيدين-روك" حيث يعتقد أن المدير السابق لشركة "ميراماكس" عاث فسادا، ترفض الإدارة التعليق على الموضوع. ففي هذا الفندق تحديدا، اغتصب هارفي واينستين في 9 مايو/أيار 1997 الممثلة الإيطالية آزيا أرجنتو عندما كانت في الحادية والعشرين من العمر. وآزيا هي من أولى الضحايا اللواتي خرجن عن صمتهن.
ولا تستغرب ناتالي دي سوتو التي تشرف على شاطئ "بيجو" في كان أن "تكون الأمور قد خرجت عن حدودها" مع هارفي واينستين، مذكرة بأن "الوضع كان مشابها في حقبة مارلين مونرو أو بريجيت باردو. ولطالما حاول الرجال السيطرة على النساء. لكن المسألة باتت حديث الساعة في هذه الأيام".